Monde
اتّساع نطاق الحرائق في لوس أنجليس
11/01/2025 - 21:29
أ.ف.باتّسع نطاق الحرائق الكثيرة المستعرة في لوس أنجليس منذ خمسة أيام والتي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 11 قتيلا، السبت لتطال مناطق جديدة كانت بمنأى من النيران.
وأتت هذه الحرائق على أجزاء كاملة من ثاني كبرى المدن الأميركية، مدمّرة أكثر من 12 ألف مبنى و15 ألف هكتار من الأراضي.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع في البيت الأبيض إن المشهد "أشبه بساحة حرب وعمليات قصف".
وبالرغم من الأعداد الكبيرة لعناصر الإطفاء الذين يشاركون في احتواء الحرائق، صدرت أوامر إخلاء طالت الجزء الشرقي من باسيفيك باليسايدس في منطقة تضمّ خصوصا مركز غيتي. وتُعرض في هذا المتحف الشهير المشيّد في جزء منه بحجر مقاوم للنيران 125 ألف تحفة فنية.
ويتوقّع أن تشتد الرياح التي تراجعت سرعتها الجمعة، اعتبارا من السبت، وفق الوكالة الفدرالية للاستجابة للكوارث الطبيعية، ما يضعف الآمال في احتواء الكارثة.
وأعرب البابا فرنسيس السبت عن "الحزن" جرّاء الأرواح المفقودة والأضرار، معربا عن "تعاطف روحي" مع المنكوبين بهذه "الفاجعة"، وفق برقية وجّهها إلى رئيس أساقفة لوس أنجليس.
وإزاء عمليات النهب التي تكثر في المناطق المنكوبة أو التي أخليت من سكانها، فرضت السلطات حظر تجول صارما يسري بين الساعة 18,00 والساعة السادسة صباحا، في منطقتي باسيفيك باليسايدس وألتادينا الأكثر تضررا.
وإزاء حجم الأضرار، طلب حاكم كاليفورنيا غافين نيسوم الجمعة "مراجعة مستقلة شاملة" لأجهزة توزيع المياه في المدينة.
وقد وصف نقص إمدادات المياه وفقدان الضغط في صنابير الإطفاء في اللحظات الأولى، ما تسبب باتساع رقعة الحرائق، بأنه "مقلق جدا".
وكتب في رسالة مفتوحة "نحن بحاجة إلى إجابات لمعرفة ما حدث".
وقضى 11 شخصا على الأقل في الحرائق، وفق حصيلة جديدة أوردتها السلطات.
والتهم الحريق الرئيسي من أصل خمسة حرائق لا تزال متواصلة، أكثر من ثمانية آلاف هكتار على ساحل ماليبو وحي باسيفيك باليسايدس الراقي حيث أكدت فرق الإطفاء أنها سيطرت على 8 بالمئة من النيران صباح السبت. وبين الذين فقدوا منازلهم، الممثل ميل غيبسون.
وقال لـ"نيونايشن" إنه مصدوم للغاية لخسارته منزله في ماليبو.
وحضر الأمير هاري وزوجته ميغن ماركل اللذان قطعا العلاقات مع العائلة الملكية البريطانية سنة 2020 وانتقلا للعيش في كاليفورنيا لمواساة المنكوبين في باسادينا.
وقالت نيكول بيري التي احترق منزلها في باسيفيك باليسايدس لوكالة فرانس برس إن السلطات "تخلّت بالكامل" عن السكان.
وأخليت مئات آلاف المساكن في لوس أنجليس في ظلّ تواصل أوامر الإخلاء التي صدر بعضها من طريق الخطأ.
ونشرت تعزيزات عسكرية، فيما أوقف عشرات الأشخاص. مع أنه من المبكر معرفة أسباب الحريق، بدأت تظهر انتقادات بشأن جاهزية السلطات واستجابتها.
وقالت مسؤولة فرق الإطفاء كريستين كرولي لمحطة "كاي تي تي في" التابعة لـ"فوكس نيوز" إن "ثمة نقصا متواصلا في الطواقم والموارد والأموال".
ودعت السلطات سكان كاليفورنيا إلى الاقتصاد في استهلاك المياه لأن ثلاثة خزانات تغذي محطات مكافحة الحرائق فرغت.
وقد تكون كلفة هذه الحرائق، الأعلى المسجلة حتى الآن. وقدرت "أكيو ويذر" الأضرار والخسائر بما بين 135 و150 مليار دولار.
واعتبر الرئيس بايدن أن "ديماغوجيين كثيرين" يحاولون استغلال المعلومات المغلوطة قيد الانتشار حول الكارثة.
وهو لم يسمّ أشخاصا محدّدين غير أن خلفه الجمهوري دونالد ترامب نشر كمّا كبيرا من المعلومات الخاطئة على شبكته "تروث سوشال". وهو قال خصوصا إن كاليفورنيا تفتقر للمياه بسبب السياسات البيئية للديموقراطيين التي كانت تستخدم مياه الأمطار لحماية "سمك لا فائدة منه".
والرياح التي تهب راهنا معروفة باسم "سانتا آنا" وهي مألوفة في فصلي الخريف والشتاء في كاليفورنيا. لكن خلال الأسبوع الحالي بلغت حدة غير مسبوقة منذ العام 2011، على ما أفاد خبراء الأرصاد الجوية.
وتشكل هذه الرياح كابوسا للإطفائيين لأن كاليفورنيا عرفت سنتين ماطرتين جدا أدتا إلى إنعاش الغطاء النباتي الذي يبس الآن بسبب الشتاء الجاف الذي تشهده المنطقة.
ويشير علماء بانتظام إلى أن التغير المناخي يزيد تواتر الظواهر الجوية القصوى.
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
عالم
عالم