مجتمع
الغبار الأسود بالقنطيرة .. ما مصدره ؟
12/03/2022 - 10:25
حليمة عامرونبهت جمعيات المجتمع المدني إلى خطورة هذا الغبار الأسود، الذي وصفته بـ"مجهول المصدر"، نظرا لغياب المعطيات العلمية الدقيقة حوله لحدوده الساعة. لذلك دقت ناقوس الخطر، ودعت السياسيين والمسؤولين بالمدينة إلى اتخاذ التدابير اللازمة قبل أن يتحول إلى ضرر يهدد صحة المواطنين، وكذا اتخاد حلول مستعجلة.
جاء ذلك، خلال لقاء نظمته جمعية أوكسيجين للبيئة والصحة، مساء الجمعة 11 مارس 2022، عن بعد، وحضرته عدد من الجمعيات المهتمة بالمجال البيئي، على أمل توقيع عريضة لحماية مدينة القنيطرة من التلوث.
وقال أيوب كرير، رئيس جمعية أوكسيجين للبيئة والصحة، إن جميع الهيئات تنتظر معرفة خطة عمل المؤسسات العمومية في ما يخص الغبار الأسود، لأن الوضعية صارت مقلقة، وتشغل بال الجمعيات البيئية.
وذكر كرير أنه "رغم كون الأصابع تشير إلى معمل أجنبي موجود بمدينة القنيطرة، يشتبه في أنه وراء هذا الغبار الذي يجتاح المدينة، إلا أنه مادام أنه لا توجد أي معلومات علمية تؤكد ذلك بما هو علمي، فإن المعطيات حول مصدر هذا الغبار تبقى مجهولة".
من جهته، نبه بوعزة الخراطي، رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك، إلى أن الغبار الأسود كان قد ظهر خلال سنة 2014، وبدأ يتكاثر ويجتاح جميع المناطق المحيطة بالقنيطرة من 2019 إلى بداية سنة 2021، التي سيختفي خلالها بشكل مفاجئ، إلى حين عودته للظهور مع بداية السنة الجارية، إذ بدأ مرة أخرى يجتاح بيوت القنيطريين.
وأشار الخراطي إلى أن الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك كانت قد اجتمعت مع وزارة البيئة سنة 2014 لإيجاد حل للمعضلة، وتم حينها إخراج مختبر متنقل إلى المدينة للبحث عن الغبار الأسود وإجراء الدراسات حوله، غير أنه لحدود الساعة لم يتم الكشف عن أي شيء بخصوص هذه الدراسات، مشددا على أنه إلى جانب الأضرار الصحية التي يسببها هذا الغبار للقنيطريين، بفعل استنشاقه، فإنه يتسبب في أضرار مادية، كذلك، لأنه عندما يجتاح البيوت بقوة فإن العائلات تضاعف مصاريف ووسائل النظافة، وتستعمل الماء بكثرة وبطريقة مفرطة لتنظيفه.
أما محمد بنعبو، رئيس المكتب الوطني لجمعية أًصدقاء البيئة، فقد ذكر بالمجهودات التي يقوم بها المغرب في الحد من تلوث الهواء والتغيرات المناخية، باعتبار أن الأول يفضي إلى الظاهرة الثانية، مبرزا أن المغرب يبذل مجهودات للحد من الملوثات التي تزيد من ضرر كوكب الأرض، خصوصا تلك الناتجة عن المحطات الحرارية، مثل التي توجد بمدينة القنيطرة، وتطلق الغازات الدافئة التي تزيد من درجة حرارة كوكبنا.
وشدد بنعبو، في حديثه، على أن المغرب يشتغل بجدية من أجل مواجهة التحديات التي تطرحها التغيرات المناخية، مشيرا إلى أنه تبنى توجها باستعمال الطاقات النظيفة، إذ يرتقب أن يطلق عددا من المشاريع في مجال الطاقة الشمسية والريحية عما قريب. وتابع "بالإضافة إلى التزاماته في ما يخص اتفاق باريس التاريخي، الذي يهدف إلى الحد من درجة حرارة كوكب الأرض، والحد من 1,5 درجة مائوية في أفق 2100، وكذا الالتزامات التي وجهت إليه في 26 COP لإيقاف الاشتغال بالمحطات الحرارية والتخفيف من حدة الوقود الاحفوري"، مشددا على أن هذه الالتزامات وجب تفعيلها على أرض الواقع.
مقالات ذات صلة
سياسة
مجتمع
عالم
سياسة