رياضة
طواف المغرب .. 1 - ميلاد أسطورة
04/04/2022 - 12:01
يونس الخراشيلم يتأخر ميلاد طواف المغرب للدراجات كثيرا عن ميلاد طواف فرنسا العريق والشهير. فهذا الأخير شهد بداياته سنة 1903، في حين بدأ الطواف المغربي مساره مع الطرقات في سنة 1921، معلنا عن أسطورة اسمها "تور دي ماروك".
وقد كان الأمر طبيعيا لعدة اعتبارات، أولها أن الرياضة الحديثة انتقلت إلى المغرب مع الحماية الفرنسية، فضلا عن أن حاجة المغاربة إلى الدراجة بدأت تظهر في حياتهم اليومية، مما سهل استقبالها باعتبارها رياضة، ثم إن الأبطال العالميين، لاسيما الأوروبيين منهم، كانوا بحاجة إلى طوافات كبيرة يواصلون فيها الإعداد، ويكسبون فيها التنافسية، وهو ما وجدوه في "تور دي ماروك".
وتثبت الوثيقة المصورة (يرجع إلى كتاب ملحمة الدراجة المغربية / حكيم غزاوي / طبعة 2016) أن المغرب شهد بالفعل سباقات للدراجات العادية، مثاله ذلك الذي أقيم بالرباط سنة 1916، والآخر الذي أقيم بالدار البيضاء سنة 1919، فضلا عن سباقات أخرى أقيمت في مدن تتوفر على بنية تحتية مناسبة.
ويرجع مؤرخو الطواف المغربي، الذي اشتهر باسم "تور دي ماروك"، ميلاده إلى سنة 1921، وإن كان البعض يقول بأن أول دورة لهذا الطواف جرت سنة 1937. أما بخصوص منشئه، فهناك شبه إجماع بأن جريدة "لا فيجي دي ماروك" هي التي كانت وراء الإنشاء. ويقول حكيم غزاوي في كتابه:"وهكذا، فقد شارك حوالي 40 دراجا مغربيا في اللحاق الكبير، متحدين كل العوائق التي كانت أمامهم طيلة 1000 كيلومتر، من سباق قسم إلى عشرة مراحل، في طواف شديد التنوع، زادته الصعاب غير المتوقعة، لبعض المسالك الوعرة، التي قطعها الأبطال الشجعان".
ولم تمر بدايات الأسطورة، التي هي طواف المغرب للدراجات، دون أن يسمها الأبطال المغاربة بوسمهم. فقد كان للدراج، المسمى بوعزة بن الفاطمي، من مواليد مدينة الدار البيضاء، نصيبه من التألق، إذ هو من فاز بالدورة الأولى لطواف المغرب للدراجات، "ليثبت أن أبطالنا"، كما يقول غزاوي "يمتلكون، منذ ذلك الحين، كل الإمكانيات ليتألقوا على أعلى المستويات".
"جاء هذا الطواف"، يقول الكاتب، "ليزكي منظور الماريشال ليوطي، الذي كلف الكولونيل نويي بمهمة تشجيع الأنشطة الرياضية داخل الجيش الفرنسي، ومن هنا تم خلق طواف المغرب"، مثلما تم أيضا تشجيع إحداث الأندية الكروية، وغيرها، وإنشاء البنيات التحتية، وأشهرها ملعب مارسيل سيردان (ملعب محمد الخامس حاليا)، وهو الملعب الذي عد، في تلك الأثناء، معلمة خارقة، وهو يحطم الرقم القياسي العالمي من حيث حجم الخرسانة المستعملة في سقفه.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة
رياضة