مجتمع
نقطة إلى السطر .. جويطي : الثقافة يجب أن تكون لها قدرة في سوق التنافس
20/04/2022 - 10:45
يونس أباعليويرى ضيف الحلقة الثانية للبرنامج، عبد الكريم جويطي، الروائي والكاتب والمترجم، أن المغرب دخل مرحلة جديدة في العمل الثقافي، كمّية، سمتها الكبرى هي الدمقرطة.
يشرح جويطي أن من كان يمارس الثقافة قديما هو الفاعل الحزبي، بشكل أساسي، من خلال تنظيم الأنشطة الثقافية، سواء بشكل مباشر أو من خلال الأذرع الجمعوية، وأيضا من خلال السلطة عبر العروض وسهرات المدن والعروض المسرحية للفرقة الوطنية وغيرها.
غير أنه مع مرور الوقت سيتراجع الفاعل الحزبي، ولم يعد الرهان الثقافي أساسيا بالنسبة إليه، كما يرى جويطي.
دور وزارة الثقافة سيكون محوريا منذ حكومة التناوب، كما ذكر الروائي نفسه، عبر فتح آليات الدعم، غير أن مواقع التواصل الاجتماعي أحدثت نوعا من الدمقرطة، في نظره، موردا مثال انتقال عدد الروايات الصادرة من أربع في السنة، في أحسن الأحوال، إلى ما يقارب 400، ومن 12 ديوانا إلى حوالي 250 في السنة.
لكن، الدمقرطة، رغم ذلك، بسببها لم تعد ذات الكاتب هي المتكلمة، إذ يمكن إحصاء الآلاف من الذوات، كما يقول ابن مدينة بني ملال، مبرزا أن من بين مظاهر أزمة تأطير الكتاب هو غياب القدرة على استيعاب هذا الكم الكبير من الإصدارات.
الدمقرطة أيضا، يضيف، جعلت الكثير من الناس يكتبون في فروع كتابية، لكن دون تصور. ويرى أن الرواية المغربية في مرحلة التأسيس، ولو بعد مرور عشرين سنة، على اعتبار أن التعبير الأدبي يحتاج التراكم.
يتصور جويطي أن الرواية هي نوع من البحث، لأن الروائي يقرأ عن المكان الذي يكتب عنه، وتتطلب ثقافة ومجهودا روائيا، خصوصا في بلد وصفه بالمركب ومتعدد الروافد، ويـتأسف أن الرواية المغربية لم تستغل هذا التنوع، موردا مثال الجبل والسهول، برمزيتها التاريخية.
لابد من الدعم
لتطوير المشهد الثقافي، يشدد جويطي على أن الدعم ضروري، لكن لا يجب أن يكون أبديا، إذ قد يكون بالإعفاء الضريبي، وليس بالأموال، إذ يقول إنه أحيانا لا يوجد تناسب بين صرف الدعم والمشاهدات، منتقدا عدم تطوير المقاولة الثقافية.
في هذا الإطار، قال "الدعم مهم وواجب على الدولة، فالثقافة تطورت بالشركات الكبرى وأثرياء البلاد (جوائز، أفلام...) لكن لا يجب أن يكون الدعم غاية بل وسيلة، وأن يكون مرحليا. يجب أن نقبل أن الثقافة يجب أن تكون لها قدرة في سوق التنافس".
كيف يمكن أن يساهم المثقف في حماية المدرسة العمومية؟ أجاب جويطي من خلال تجربته كأستاذ (ملحق بوزارة الثقافة) أن من أسباب مشاكل المدرسة العمومية، هي بناء القيم، إذ أبرز أن المدرسة تركت القيم وذهبت إلى بناء المهارات، في حين أن القيم مهمة لبناء المجتمع، ولا وسيلة إلا البناء من داخل المدرسة.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
مجتمع
نمط الحياة