عالم
كورونا في بكين .. الدراجات ملاذ الصينيين للتنقل
09/05/2022 - 14:07
وكالة المغرب العربي للأنباءقالت تشيو "أعمل لدى شركة توجد في غوماو (الحي المالي في بكين)، على بعد خمس كيلومترات من منزلي".
اللجوء إلى الدراجات
وأضافت بابتسامة مستترة تعلو محياها وهي ترتدي كمامة، "سأقوم بسياقة الدراجة لمسافة خمس كيلومترات تقريبا. إنه أمر جيد للصحة وسأساهم، في نفس الوقت، في مكافحة التلوث".
تشيو هي واحدة من بين ملايين سكان بكين الذين أجبروا على اللجوء إلى خدمات "الملكة الصغيرة" للتنقل إثر قرار سلطات المدينة تعليق خدمات النقل المشترك بالعديد من المناطق في إطار الجهود المبذولة الرامية للحد من انتشار جائحة كوفيد-19.
ومع ارتفاع عدد الإصابات في هذه المدينة الكبرى التي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 22 مليون نسمة، أغلقت السلطات المحلية، الوفية لما يطلق عليه "صفر تسامح" الذي رسمته السلطة المركزية لمكافحة كوفيد-19، أكثر من 60 محطة في شبكة المترو، العمود الفقري الحيوي للعاصمة، وذلك منذ الأسبوع الماضي.
ومنذ الأربعاء الماضي، عندما دخل قرار تعليق خدمات النقل المشترك حيز التنفيذ، كانت الأزقة الصغيرة والشوارع الرئيسية في بكين تعج بالنشاط الناتج عن كمية الدراجات التي تجول بالعاصمة.
عمال بسطاء أو أطر بـ"ياقات بيضاء"، تذكر الجميع الدراجة الهوائية في هذا الظرفية من العودة المقلقة لتفشي الجائحة بهذا البلد الشاسع الذي يزيد عدد سكانه عن 1,5 مليار نسمة.
وفي العاصمة، هناك حديث عن عودة "مملكة الدراجة"، في إشارة إلى الزمن الذي كانت فيه الدراجة الهوائية وسيلة النقل الرئيسية في بكين، المدينة التي تشجع أرضها المنبسطة على استخدام الدرجات ذات العجلتين.
وقبل صعود الصين الملفت لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم وتتجاوز الولايات المتحدة كأكبر سوق للسيارات، كانت الدراجات تهيمن على الطرق الكبرى في البلاد. وهو ما أكسب البلاد لقب "مملكة الدراجة".
أسطول ضخم
وتتوفر بكين على أسطول ضخم من الدراجات التي يستخدمها عادة السياح لاستكشاف المدينة.
وحسب وسائل الإعلام، فإن العاصمة تضم ما يقرب 9 ملايين دراجة مركونة بشكل واضح للعيان في كافة أنحاء المدينة، ويتم تدبيرها من قبل عمالقة الإنترنت مثل "ديدي غلوبال"، و"ميتوان"، وشركات أخرى مدعومة من قبل مجموعة "علي بابا".
وكانت سلطات المدينة قد شجعت على استخدام الدراجات في إطار حملة وطنية تروم النهوض بالتحول البيئي. ولهذه الغاية، قامت بإعادة تصميم مسارات السير لجعل استخدام الدراجات أكثر أمانا لراكبيها، وخاصة ما يهم تهيئة مسارات واسعة خاصة بالدرجات.
وبعد فترة وجيزة من تعليق وسائل النقل العام، اقتحم مستخدمو الإنترنت شبكات التواصل الاجتماعية لنشر صور لراكبي الدراجات مصحوبة بتعليقات تعكس الحالة الذهنية العامة إثر تعزيز تدابير مكافحة الوباء في المدينة.
وتظهر بيانات نشرتها وسائل الإعلام، أن حركة سير الدراجات ارتفعت خلال ساعة الذروة الخميس الماضي، وهو اليوم الأول للعودة إلى العمل بعد خمسة أيام من العطلة بمناسبة عيد العمال.
وفي منطقة تشاويانغ، حيث اكتشفت بها غالبية الإصابات بالمدينة، زادت حركة سير الدراجات بما يقرب من 70 بالمئة، وفق ما أوردت وسائل الإعلام، استنادا إلى بيانات "هلو-اي ان سي. كوم "، التي تؤجر أسطولها من الدراجات الهوائية والكهربائية عبر تطبيق "ألي باي" للدفع عبر الهاتف المحمول، التابعة لمجموعة "آنت" للملياردير جاك ما.
ومنذ اندلاع الموجة الجديدة من العدوى في مارس الماضي، نفذت سلطات بكين سلسلة من التدابير الصارمة.
فمن عمليات الاختبارات الجماعية، إلى فرض تقديم شهادة "بي سي آر" سلبية لولوج محلات التسوق التجارية، مرورا بإغلاق الأماكن العامة مثل المطاعم والمتنزهات الترفيهية، انخرط سكان بكين في جهود التعبئة للحد من تفشي العدوى التي تضع البلاد في مفترق طرق.
ودفعت هذه التدابير العديد من الصينيين إلى هجر الشوارع، مخلفين وراءهم مشاهد تذكر ببدء تفشي الجائحة في ووهان منذ أكثر من عامين.
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
عالم
عالم