مجتمع
كيف يموّل طلبة الطب تعليمهم؟
10/05/2022 - 18:09
وئام فراج
حذرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، مما سمته بـ"عواقب عدم الاهتمام بقطاع التكوين الطبي والصيدلي"، مبرزة أن الوضعية الحالية للطلبة صعبة وحرجة، فضلا عن كون "الظروف المادية والاجتماعية لأطباء وصيادلة وأطباء أسنان المستقبل جد مزرية"، داعية الحكومة إلى تنزيل إرادة سياسية حقيقية للنهوض بهذين القطاعين في أقرب الآجال.
كشف تقرير صادر عن اللجنة الوطنية، برسم شهر ماي 2022، أن 92 في المائة من طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة الذين شملتهم دراسة أنجزتها اللجنة حول الظروف المادية والاجتماعية للطلبة، يجدون أنفسهم مضطرين إلى الاستعانة بعائلاتهم من أجل تمويل دراستهم، بسبب التمويل المحدود الذي يستفيدون منه سواء من حيث الحجم أو القيمة.
قلة التمويل وتأخر صرف المنح
وأبرز التقرير، الذي يتضمن نتائج استطلاع تم إطلاقه في الفترة الممتدة من 9 أبريل إلى 16 أبريل 2022 وشارك فيه أكثر من 5300 طالبة وطالب من جميع أنحاء البلاد للتعبير عن مشاكلهم واقتراحاتهم، (أبرز) أن 64 في المائة من الطلبة قد يحتاجون للمنح من أجل العيش والتمكن من إتمام تعليمهم.
وأظهرت نتائج الاستطلاع، أن 78 في المائة من الطلبة المعنيين وجدوا أنفسهم مضطرين، خلال الـ12 شهرا الأخيرة، لطلب المساعدة من عائلاتهم، و38 في المائة منهم طلبوا المساعدة من أصدقائهم، كما اضطر 30 في المائة منهم للتقليل من مدخراتهم، فيما يجد 16 في المائة منهم صعوبات لدفع ثمن الكراء، و6 في المائة يستعصي عليهم كليا دفع الإيجار.
قلة التمويل وتأخر صرف المنح والتعويضات، يدفع كذلك، وفق نتائج الاستطلاع، حوالي 60 في المائة من الطلبة إلى التقليل من عدد الوجبات والتنازل عن بعض العلاجات فضلا عن تغيير نمط حياة 30 في المائة من الطلبة، الشيء الذي يمس من كرامتهم، وفق تقرير اللجنة.
كما أكد 64 في المائة من هؤلاء الطلبة استحالة الذهاب في عطلة ويجدون أنفسهم مضطرين للتخلي عن هواياتهم، حسب معطيات التقرير.
تعويضات غير كافية
وأوضحت اللجنة الوطنية أن الدراسات الطبية والصيدلية تحتاج إلى استثمارات كبيرة، "إذ يعد الاستثمار المادي من أبرز التحديات التي يواجهها الطلبة كل يوم، خاصة في ما يتعلق بمصاريف التنقل والسكن والأكل، والعلاج، فضلا عن الأدوات الخاصة من سماعات طبية وأدوات طب الأسنان المكلفة ومصاريف طباعة الدروس، وغيرها".
وأضافت أن هذه المتطلبات يصعب تحملها من طرف الطالب لوحده "في غياب أي دعم مخصص في السلك الأول، أو من خلال قيمة التعويضات غير الكافية في ظل الظروف الاجتماعية الحالية".
وأبرز التقرير الذي يسلط الضوء على "معاناة طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، في ظل ظروف مادية واجتماعية مزرية وعلى الإشكالات المرتبطة بهذا المجال"، أنه من بين العديد من الطلبة الذين شاركوا في الاستطلاع، 43,41 في المائة منهم سبق لهم التقدم بطلب الحصول على "منحتي"، إلا أن 18,4 في المائة فقط من هؤلاء الطلبة يستفيدون من هذه المنحة.
وفي ظل تغير نمط عيش الطلاب وعائلاتهم بعد الولوج إلى الجامعات، يضيف التقرير، يفكر 91,04 في المائة من الطلبة أي الأغلبية، أن طلب منحة "منحتي" يظل ممكنا بعد البدء في الدراسات الجامعية، مشيرا إلى أن طلبة السنة السادسة والسابعة من طب الأسنان والصيدلة لا يستفيدون من منحة "منحتي"، رغم كثرة المصاريف التي يؤدونها خلال هذه المرحلة من الدراسة، ما يزيد من تأزم وضعهم الاجتماعي والأسري.
يشار إلى أن الاستطلاع هم 97 في المائة من الطلبة المغاربة، و2,7 من الطلبة القادمين من مختلف أنحاء العالم، بينهم 91 في المائة يدرسون الطب العام، بمشاركة 4,7 في المائة من طلبة كليات الصيدلة، و4,2 في المائة من طلبة كليات طب الأسنان.
408 آلاف منحة
من جهته، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي أن الوزارة تخصص 45 في المائة من ميزانية التسيير لصالح المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية لتمويل برامج المنح والإطعام والإيواء، مبرزا أن الوزارة ستعيد النظر في طريقة توزيع المنح من أجل ضمان العدالة بين الطلبة.
وأوضح الوزير، في جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب يوم الاثنين 09 ماي 2022، أن عدد المنح المقدمة ارتفع خلال العام الحالي إلى 408 آلاف منحة، مقارنة بالسنة الماضية التي بلغ فيها عدد المنح 390 ألف منحة.
كما أكد، في السياق ذاته، أن الميزانية المرصودة للمنح عرفت ارتفاعا ملحوظا، خلال السنوات الأخيرة، إذ تم الرفع من ميزانية المنح بحوالي 200 مليون درهم لتصل إلى ما يفوق 2 مليار درهم خلال الموسم الجامعي الحالي.

مقالات ذات صلة
مجتمع
سياسة
مجتمع
مجتمع