مجتمع
معبر سبتة .. أجواء استثنائية في ليلة خاصة
17/05/2022 - 10:42
يونس أباعلي | حمزة باموعادت الروح إلى المعبر، رسميا، وفق ما تم الاتفاق عليه سابقا بين الجانبين المغربي والإسباني، خلال وضعهما خارطة طريق لمرحلة جديدة في علاقتهما.
لم تكن الأجواء عادية في الفنيدق الليلة الماضية، كيف لا وهي ستستقبل أول أفواج القادمين من الثغر المحتل، بعدما هجرت المعبرَ جموع المغادرين والعائدين، لعامين متتاليين.
لذلك غلب الجانب الأمني على التحضير، إذ كان الوصول إلى عين المكان يتطلب المرور عند سدود أمنية مراقبة بدورها من لدن مسؤولين في السلطات الأمنية، بكل أصنافها.
على طول الطريق المؤدية إلى المعبر، يحس من يحلّ بالمدينة بأن استثناءً ما يحدث، أو يوشك على ذلك، إذ تبدأ زحمة السير شيئا فشيئا. الكورنيش كان ممتلئا. أغلب المواطنين كانوا يسيرون في اتجاه المعبر، فيما آخرون يقفون على الجنبات يراقبون من بعيد، على الحاشية أو من على الهضبات المطلة على الطريق، لأن المنع من استكمال المسير يبدأ من أول مدار يُوصل إلى أولى أبواب المعبر.
في ساحةٍ تقابل الباب الأولى ركنت حوالي 100 سيارة أجرة كبيرة، إذ استبشر السائقون خيرا بعد إعادة فتح المعبر، واستعدوا لرواج عائد.
وسط مراقبة أمنية شديدة يمتد المسير، بعد ولوج أول بوابة، نحو بوابات متفرقة على شكل محطة أداء الطرق السيارة، إذ تُراقبك عناصر الشرطة والقوات المساعدة والجمارك، قبل التوجه صوب البوابة الرئيسية، حيث تتجاور أجهزة المراقبة المغربية والإسبانية.
في البوابة الرئيسية كان يُدقق في كل شيء، إذ يدلي سائقو العربات والدرجات النارية ومن معهم بوثائقهم، بعدها يدلون بما يُثبت أنهم ملقحين، قبل أن يصلوا إلى الضباط المكلفين بآخر تفاصيل التحقق قبل أن يُسمح لهم بالتوجه إلى الجهة الأخرى، حيث يتعين عليهم المرور من آخر عمليات المراقبة قبل دخول الفنيدق.
أما الراجلون فقد كانوا يمرون عبر بوابة خاصة بهم، ويخضعون بدورهم لكل مراحل التدقيق والتحقق، قبل سلك ممر يمتد لحوالي 100 متر للوصول إلى آخر نقط المراقبة.
أما في الجهة اليمنى من البوابة الرئيسية، فكانت عناصر الشرطة والحرس المدني الإسباني، بزيّيها المختلفين، على مقربة بحوالي 10 أمتار، تُخضع المتوجهين صوب المدينة المحتلة للمراقبة قبل ولوجهم نقط مراقبة أخرى هناك في الطرف الآخر. لم يكن عددهم كثيرا مقارنة بعناصر المراقبة المغربية، نظرا لقلة أعداد الذين يقصدون المدينة.
بالنسبة إلى قليلين لم يكن ممكنا دخول الفنيدق بسبب نقص وثائقهم المُقدمة، خاصة المتعلقة بعدد الجرعات المعززة، لذلك كان الحزن يعتري وجوههم وهم عائدون أدراجهم.
وقد كان لافتا الحضور الوازن والعددي للسلطات الأمنية الترابية المغربية، بكل رتبها، على طول المعبر، للوقوف على كل تفاصيل العملية.
فرحة ما بعدها فرحة
على محياهم كانت فرحة دخول الفنيدق كبيرة، ولا توصف بالنسبة للمغاربة ممن تحدث معهم SNRTnews.
كانوا إما من المقيمين في الاتحاد الأوروبي أو المصرح لهم بالتجول في منطقة شنغن. كانوا أسرا وأفرادا، على السيارات والدراجات النارية من الحجم الكبير.
كانت تعابير السعادة بادية على الجميع، إذ كانوا يستعجلون الانتقال إلى الجانب الآخر وهم يدلون بوثائقهم لضباط الأمن. إلا أولئك الذين أعيدوا إلى سبتة بسبب مشاكل في الوثائق المدلى بها، خصوصا ما يتعلق بالتلقيح وعدد الجرعات.
يقول شاب وصل المعبر بمفرده إنه سعيد جدا، على غرار أصدقائه، لأنه تمكن من ولوج الفنيدق، بعد عامين من البقاء في سبتة.
وأَضاف المتحدث، لـSNRTnews: "أنا فرح جدا، لأنه في السابق كنت أضطر للسفر عبر مالقا إلى طنجة، وكذلك يفعل أصدقائي، الآن ها أنا ألج المدينة، وسأرى أهلي وأقربائي".
شاب آخر في الثلاثين من عمره بدا منفعلا وهو ينتظر التأكد من أوراقه الثبوتية، التي حملها ضابط شرطة إلى نقطة مراقبة. في لحظة انتظاره كان العابرون لبوابتي المراقبة سعداء، وهم يحملون أمتعتهم.
ضمن تصريح قال إنه سعيد بعد تمكنه من المرور، مشيرا إلى أنه يريد أن يرى والديه وعائلته، وأكد أن الإجراءات المتخذة سلسة.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
سياسة