مجتمع
ارتفاع ضغط الدم .. القاتل الصامت
17/05/2022 - 13:31
وكالة المغرب العربي للأنباءوبحسب منظمة الصحة العالمية، يعاني من ارتفاع ضغط الدم أكثر من 1 من كل 4 رجال وواحدة من كل 5 نساء، أي أكثر من مليار شخص في العالم، مبرزة أن هذا المرض ينتشر على نحو غير متناسب في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث يوجد ثلثا الحالات، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى زيادة عوامل الخطر لدى هؤلاء السكان خلال العقود الأخيرة.
وبالمغرب، تشكل أمراض القلب أهم أسباب الوفيات، حيث يعتبر ارتفاع الضغط الدموي عاملا رئيسيا للخطر، مخلفا بذلك 23,4 بالمائة من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والشرايين. وبحسب وزارة الصحة، فإن 33 في المائة من المغاربة الذين تزيد أعمارهم عن 20 سنة يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وهي نسبة مرتفعة تستلزم بذل جهود أكبر لتأمين حياة أفضل للأشخاص المصابين بهذا المرض، وأهمها التحسيس بأهمية الكشف المبكر من خلال القياس المنتظم والدائم لضغط الدم، إذ أنه بالرغم من سهولة تشخيص ارتفاع الضغط الدموي والولوج المتاح نحو العلاج، إلا أن نسبة كبيرة من الناس تجهل إصابتها به.
وفي هذا الصدد، قالت الأخصائية في أمراض القلب والشرايين، كوثر مجدوب، إن ارتفاع ضغط الدم يعد مرضا خطيرا، ويمثل مشكلة كبرى من مشاكل الصحة العامة، حيث يعتبر السبب الرئيسي لملايين الوفيات المسجلة كل عام في العالم.
وحذرت الأخصائية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي لضغط الدم (17 ماي)، من أن ارتفاع الضغط الدموي يعد عامل خطر على القلب والأوعية الدموية ، وهو مسؤول عن 7 ملايين حالة وفاة سنويا في جميع أنحاء العالم ، بسبب مضاعفاته على القلب والأوعية الدموية والكلي والدماغ، مضيفة أنه يشكل أيضا السبب الأكثر شيوعا لاستشارة الطبيب.
وسجلت أن ارتفاع الضغط الدموي هو "المرض المزمن الأكثر انتشارا" في العالم، وفي المغرب أيضا، مشيرة إلى أنه وفقا لآخر الإحصائيات الوطنية، فإن ثلثي الأشخاص البالغين من العمر أكثر من 65 سنة مصابون بهذا المرض.
ووفقا للأخصائية، "يتم تحديد الإصابة بارتفاع ضغط الدم عموما من خلال أرقام ضغط الدم التي تساوي أو تزيد عن 140 ملم زئبقي (ملم زئبق) بالنسبة للضغط الانقباضي (أو الحد الأقصى) و 90 ملم زئبقي بالنسبة لما يسمى الضغط الانبساطي (أو الحد الأدنى)، مؤكدة أن هذه المعطيات لا تكون موثوقة إلا بعد القيام بعدة قياسات متكررة.
وسجلت أن "أعراض ارتفاع ضغط الدم غير معروفة بشكل دقيق، ولا تظهر أحيانا، لذلك ي وصف هذا المرض بأنه خطير وصامت، بل وقاتل".
وفي هذا الصدد، أشارت إلى أنه لدى بعض الحالات المصابة بارتفاع ضغط الدم ، "يمكن أن نجد أعراضا معينة مثل الصداع وطنين الأذن، وفي الحالات الأكثر خطورة يمكن أن تظهر أعراض أخرى (مثل حدوث نزيف في الأنف ، التعب ..)".
وأوضحت الأخصائية أن هناك نوعين من ارتفاع الضغط الدموي: الأول هو ارتفاع ضغط الدم الأساسي ، وهو المرض المزمن الذي يصيب ما يقرب من 90 في المائة من مرضى ارتفاع ضغط الدم والذي يكون في الغالب ناجما عن عامل الوراثة.
أما النوع الثاني، تضيف الدكتورة كوثر مجدوب، فهو "ارتفاع ضغط الدم الثانوي"، وهو مرض قابل للعلاج إذا تم تشخيص سبب الإصابة به بشكل صحيح.
وأبرزت أن ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر على القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن يؤدي و/أو يرتبط باحتمال كبير لحدوث أزمة قلبية أو على مستوى الأوعية الدموية، أو ببساطة انسداد مختلف الأوعية في الجسم.
وتابعت أن "حدوث هذه المضاعفات يكون واردا أكثر في حالة وجود عوامل أخرى تؤثر على القلب والشرايين، مثل مرض السكري ، ومشكل الكوليسترول ، والتدخين ، والسمنة ، واستهلاك الكحول ، وقلة النشاط البدني".
وشددت بهذا الخصوص، على ضرورة الوقاية المبكرة من أجل تجنب كل هذه المضاعفات على مستوى الأوعية الدموية والدماغ والقلب والكلي، والتي قد تكون أحيانا قاتلة.
وبحسب الأخصائية، هناك بروتوكولان لعلاج مرض ارتفاع الضغط الدموي، الأول هو العلاج بالأدوية التي يجب أن يصفها الطبيب المعالج ويتضمن عدة أنواع من الأدوية، التي يتم اختيار المناسبة منها لحالة كل مريض على حدة حسب وضعيته الصحية وسنه.
وأضافت أن "العلاج الثاني يتمثل في نمط العيش والنظام الغذائي التي يجب أن يتبعه المريض للحفاظ على صحته، وحتى تظل أرقام ضغط الدم ضمن النطاق المرغوب فيه" ، مشيرة بالخصوص إلى أنه من الضروري التقليل من استهلاك الملح.
وخلصت الدكتورة كوثر مجدوب إلى أن نمط العيش غير الصحي يمكن أن يكون له تأثير سلبي على المصابين بارتفاع ضغط الدم ، وخاصة الإفراط في تناول الملح والكحول والتدخين والسمنة والخمول وقلة النشاط البدني والتوتر والقلق.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
نمط الحياة