رياضة
عام الوداد .. العلامة الكاملة
04/07/2022 - 10:48
صلاح الكومريحين قدم الوداد الرياضي تشكيلة الموسم الرياضي الحالي، يوم الخميس 19 غشت 2021، لم يتفاءل جمهور النادي، كثيرا، بقدرة الفريق على منافسة الفرق الأخرى، إذ أن قلة فقط من كانوا يؤمنون بقدرة النادي على إحراز أحد الألقاب الممكنة خلال الموسم، إما الفوز بالدوري الوطني، أو دوري أبطال إفريقيا، لكن، في النهاية، حقق الفريق إنجازا كبيرا، بإحراز ثنائية تاريخية، "البطولة والعصبة"، بعدما قهر مجموعة من الظروف والإكراهات الصعبة، مُتسلحا بانسجام جميع مكوناته، ودعم جمهوره الاستثنائي، وما زال ينافس على لقب كأس العرش، طامعا في تحقيق الثلاثية، وكأس السوبر الإفريقي، من أجل "الرباعية".
الركراكي .. دماء جديدة
قبل انطلاق الموسم، لبى سعيد الناصيري، رئيس النادي، مطالب الكثير من الجماهير، بالتعاقد مع المدرب وليد الركراكي، فوجد جل اللاعبين، في الأخير، رفيقا، وصديقا نصوحا، وأخا قبل أن يكون مدربا، إذ أن عقليته تتوافق وعقلية اللاعبين الشباب، وهكذا استطاع أن يُفجر طاقتهم، ويقودها في الاتجاه الصحيح.
استطاع الركراكي أن ينجح في ما فشل فيه سلفه فوزي البنزرتي، في الموسم الماضي، إذ أنه أحيى في اللاعبين روح المجموعة، وأشعل فيهم الحماس، وقال لهم، قبل انطلاق الموسم: "كونوا متيقنين، نستطيع أن نخلق المفاجأة إذا اتحدنا، وأخرجنا كل ما في طاقتنا، والجمهور سيقف إلى جانبنا ولن يخذلنا"، وأكثر من ذلك، نجح في إحياء قدرات مجموعة من اللاعبين كانوا مرشحين لمغادرة النادي، على غرار بديع أوك، وزهير المترجي، واستطاع، أيضا، اكتشاف موهبة المدافع أمين فرحان.
تعاقدات متواضعة
قبل انطلاق الموسم، تعاقد الفريق، بتوصية من المدرب وليد الركراكي، مع 5 لاعبين، وهم جلال الداودي، صلاح الدين بنيشو، شعيب فيضي، رضى الجعدي، والكونغوليان جوفيل تسومو وغي مبينزا.
لم يتفاءل الوداديون كثيرا بهذه التعاقدات، اعتقدوا أنها لا تتوافق وأهداف وتطلعات النادي، وبالتالي لم يستبشروا خيرا، لكن الركراكي استطاع أن يُكوّن توليفة منسجمة بين القدماء والجدد، ظهرت نتائجها مع بداية الموسم.
انطلاقة قوية
حقق الوداد الرياضي انطلاقة جيدة في بداية الموسم بتحقيقه الفوز في الدورات الأربع الأولى، فأعطى لجمهوره والمتتبعين مؤشرات قوية تؤكد قدرته على الذهاب بعيدا في المنافسة. وقتها، آمن كثيرون بقدرة الفريق على النجاح في ما فشل فيه الموسم الماضي 2020-2021.
وفي منافسة دوري أبطال إفريقيا، أعطى الفريق مؤشرات إيجابية، أيضا، بتأهله، للمرة السابعة التوالي، إلى دور المجموعات، حيث حقق الفوز في 5 مباريات من أصل 6، ليتأهل إلى دور الربع، محتلا المركز الأول في المجموعة الرابعة برصيد 15 نقطة.
التتويج بالأبطال
بعد التأهل إلى دور ربع نهائي دوري الأبطال، كانت كل المؤشرات تشير إلى أن الفريق قادر على النجاح في ما فشل فيه الموسم الماضي، وبالتالي استطاع بلوغ دور نصف النهائي، للموسم الثاني على التوالي، وجاء على حساب شباب بلوزداد الجزائري، ثم نجح في بلوغ الدور النهائي على حساب بيترو أتلتيكو الأنغولي، ليلاقي الأهلي المصري في المباراة النهائية، في ملعب مركب محمد الخامس، حيث وقع الفريق على واحدة من أجمل مبارياته في تاريخ دوري الأبطال، بفوز "دراماتيكي" بهدفين لصفر، من إحراز زهير المترجي، وبالتالي التتويج باللقب القاري، للمرة الثالثة في تاريخ النادي.
التتويج بالبطولة
منذ انطلاق الموسم والفريق يحتل المركز الأول في ترتيب الدوري الوطني، وبالتالي كان من غير المقبول، بالنسبة إلى الوداديين، التفريط في اللقب، في الدورات الأخيرة.
بعد تتويج الفريق بعصبة الأبطال، وقع مجموعة من لاعبي الوداد ضحية التراخي والتكاسل، فجاءت الهزيمة في مباراة "الديربي"، أمام الرجاء الرياضي، بهدفين لصفر، لتوقظ الوداد من تراخيه، وتحذره من ضياع لقب الدوري، خاصة وأن الفارق أمام الرجاء تقلص من 6 نقاط إلى 3.
ظل جمهور الوداد حريصا على دعم الفريق، فأدرك جميع اللاعبين أن مهمتهم مازالت لم تنته بعد، فاستجمعوا قواهم وعادوا إلى سكة الانتصارات، بتحقيق الفوز في 3 مباريات متتالية (أمام شباب السوالم، نهضة بركان، الدفاع الجديدي)، وبالتالي ظلوا في حاجة إلى نقطة واحدة من أجل التتويج باللقب، تحصلوا عليها في المباراة الأخيرة بعد التعادل في مدينة وجدة أمام المولودية.
إنجاز تاريخي
يمكن اعتبار فوز الوداد بلقبي الدوري الوطني الاحترافي ودوري أبطال إفريقيا، في الموسم الحالي، إنجازا تاريخيا، لعدة اعتبارات، أولها أن الفريق لم يفز بلقب البطولة موسمين متتاليين منذ سنة 1991، ولم يحقق الثنائية منذ سنة 2017.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتوج فيها الوداد الرياضي بلقب الدوري الوطني لموسمين متتاليين منذ سنة 1991، وبالضبط منذ تتويجه بلقب الموسم الرياضي 1990/1991، وقبله كان توج بلقب 1989-1990.
حرص الرئيس
أظهر سعيد الناصيري، رئيس النادي، حنكة كبيرة في التعامل مع جميع الإكراهات والمعيقات التي واجهت النادي، إذ أنه كان يقف، طيلة الموسم، جنبا إلى جنب مع اللاعبين والطاقم التقني من أجل دعمهم والرفع من معنوياتهم، ناهيك عن حرصه على تأدية مستحقاتهم المالية.
قبل بداية الموسم، أبدى الناصيري استعداداه الكامل لتحمل مسؤولية أي إخفاق، وقال، خلال حفل تقديم اللاعبين والطاقم التقني، يوم الخميس 19 غشت 2021: "الركراكي له كامل الصلاحيات في اتخاذ القرارات التي يراها مناسبة أثناء عمله مدربا للنادي"، مضيفا: "في حال تحقيق نتائج إيجابية، فالفضل يعود إلى المدرب والطاقم التقني واللاعبين، وفي حال النتائج السلبية، فأنا من يتحمل المسؤولية، لهذا، أرجو من جميع الوداديين تشجيع اللاعبين والطاقم التقني، ومن أراد الانتقاد فلينتقدني أنا بدلهم".
حلم الرباعية
رغم الفوز بلقبين، دوري الأبطال والدوري الاحترافي، إلا أن شهية الوداديين، ما زالت مفتوحة من أجل المزيد من الألقاب، رغم أن المدرب وليد الركراكي يؤكد أنه حقق هدفه الرئيسي، ألا وهو الفوز بالعصبة.
وفي هذا السياق، تحذو جميع مكونات نادي الوداد الرياضي لكرة القدم رغبة في التوقيع على موسم تاريخي، يبقى موشوما بأحرف من ذهب في أرشيف النادي، من خلال الفوز، أيضا، بكأس السوبر الإفريقي في النهائي أمام نهضة بركان، من أجل تحقيق الثلاثية، وأيضا الفوز بكأس العرش، ليكون ختامها مسك برباعية أسطورية.
مقالات ذات صلة
رياضة
واش بصح
رياضة
رياضة