كأس العرش .. حكاية آخر لقب للوداد قبل 20 سنة

منذ حوالي 20 سنة، لم يدخل لقب كأس العرش لخزينة الوداد الرياضي، وبالضبط منذ تلك الليلة الباردة من شهر نونبر لسنة 2002، في ملعب مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، حين توج الفريق بلقبه التاسع في تاريخه، برسم الموسم الرياضي 2000-2001، على حساب المغرب الفاسي، بهدف أحرزه اللاعب محمد العنصري "الهدف الذهبي"، في الدقيقة 113 من الشوط الإضافي الثاني بعد نهاية الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل صفر لمثله.

تنقل تاريخي للجمهور

رغم أن جمهور الوداد لم تكن تؤطره، وقتذاك، أي مجموعة، أو إلترا، أو جمعية، إلا أنه استطاع تنظيم تنقل تاريخي لمدينة الرباط سنة 2022، بعشرات الآلاف، فقد كان التواصل بين أنصار الفريق عبر المنابر الإعلامية الوطنية، إذ أن بعض المتطوعين الوداديين، أعلنوا، عبر بعض الجرائد، عن تخصيص عشرات الحافلات للجمهور، مقابل 25 درهما للفرد، على أن تكون الانطلاقة صباح يوم المباراة، من مقر محمد بن جلون، مقر تداريب النادي.

واستغل الجمهور الودادي حضوره لهذه المباراة لدعم فريق مجد المدينة، الذي خاض، في اليوم ذاته، المباراة النهائية لكأس العرش أمام نظيره نهضة سطات، عن الموسم الرياضي 1999/2000، وتوج باللقب لأول مرة في تاريخه، بعد فوزه بالركلات الترجيحية بعد نهاية الشوط المباراة بالتعادل هدف لمثله.

وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قررت إقامة المباراتين النهائيتين للموسمين الرياضيين 1999/2000، و2000/2001، في اليوم ذاته، في ملعب الأمير مولاي عبد الله.

الوداد والماص

كان الوداد الرياضي تأهل إلى المباراة النهائية بعد فوزه على جاره الرجاء الرياضي، في دور نصف النهائي، بهدف أحرزه اللاعب بدر القادوري في الشوط الإضافي الأول، في مباراة شهدت حدثا مؤلما، حين سقط اللاعب الودادي الراحل يوسف بلخوجة مغمى عليه فوق أرضية الملعب، ليُنقل، على وجه السرعة، إلى المستعجلات، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة سكتة قلبية.

بينما المغرب الفاسي تأهل إلى المباراة النهائية، بفوزه على شباب المسيرة، بنتيجة 4 أهداف لواحد.

وفي المباراة النهاية التي قادها الحكم محمد الكزاز، كان يشرف على تدريب الوداد الرياضي، المدرب الراحل، الأرجنتيني أوسكار فيلوني، الذي اعتمد، في التشكيلة الرسمية، على كل من طارق الجرموني، رشيد الداودي، لحسن أبرامي، رضوان العلالي، بوجمعة قصاب، عبد الحق آيت العريف، مراد الراجي، محمد مديحي، خالد خاما، هشام اللويسي، مصطفى طلحة.

وفي الاحتياط، اعتمد أوسكار فيلوني على كل من هشام لعرج، شمس الدين الجنابي، خالد أومنصور، عمر باحفيظ، محمد العنصري.

في المقابل، اعتمد الروماني أوريل تيكليانو، مدرب المغرب الفاسي، وقتذاك، على تشكيلة تتكون من عبد الإله باكي، زهير لمغراوي، عصام الباردوري، عمر حاسي، خالد لحيرش، هشام عناني، مراد فلاح، عبد الجليل هدا، يوسف بنحيون، عبد الرحيم شكيليط.

وفي الاحتياط، اعتمد المغرب الفاسي على كل من كريم فكروش، مصطفى العلاوي، محمد جبران، خالد السقاط، محمد الناصيري.

الهدف الذهبي التاريخي

كانت هذه المباراة على موعد مع تسجيل أول وآخر "هدف ذهبي" في تاريخ نهائيات كأس العرش.

وبعد نهاية الوقت الأصلي للمباراة، بالتعادل صفر لمثله، تم اللجوء إلى الشوطين الإضافيين، فساد الاعتقاد بين الجماهير الودادية أن المباراة تتجه إلى الحسم بضربات الجزاء.

أشرك الروماني أوريل تيكليانو اللاعبين محمد الناصيري مكان خالد لخيرش، ومصطفى العلاوي مكان عبد الجليل هدا، ومحمد جبران مكان زهير لمغراوي.

في المقابل، أشرك الأرجنتيني أوسكار فيلوني كل من محمد العنصري مكان محمد مديحي، وشمس الدين الجنابي مكان عبد الحق آيت العريف، وخالد أومنصور مكان رشيد الداودي، وهي التغييرات التي أعطت نتيجة إيجابية، إذ أنه في الدقيقة 113، صنع البدلاء الثلاثة "الهدف الذهبي"، أحرزه اللاعب محمد العنصري، معلنا عن نهاية المباراة بتتويج الوداد الرياضي.

بحثا عن اللقب العاشر

منذ تتويج سنة 2002، واجه الفريق الأحمر عسرا في الفوز بلقبه العاشر في هذه المنافسة، إذ أنه خسر مباراتين نهائيتين بعد ذلك، وكلاهما أمام فريق الجيش الملكي، الأولى في الموسم الرياضي 2002-2003، بهدف لصفر، والثانية في الموسم الرياضي 2003-2004، بركلات التريج "3-0"، وكان هذا آخر نهائي يخوضه الفريق الأحمر قبل أن يتأهل، أخيرا، للمباراة النهائية للموسم الأخير 2021-2022، لملاقاة نظيره نهضة بركان، اليوم الخميس 28 يوليوز 2022.

 وتحذو الوداد الرياضي، وجميع مكونات النادي، الرغبة العارمة لتحقيق اللعب العاشر في تاريخ النادي في مسابقة كأس العرش، وأيضا تحقيق "الثلاثية" خلال الموسم الرياضي الحالي، بعد الفوز بلقبي الدوري الوطني الاحترافي ودوري أبطال إفريقيا.