سياسة
عيد الشباب .. التزام ملكي بقضايا الأجيال الشابة
21/08/2022 - 09:25
SNRTnews
يعود أول احتفال بعيد الشباب في المملكة إلى شهر يوليوز 1956، حينها كانت البلاد حديثة العهد بالاستقلال، حيث قرر جلالة المغفور له محمد الخامس الاحتفال بعيد ميلاد ولي العهد آنذاك مولاي الحسن.
عناية ملكية
أطلق جلالة الملك، منذ اعتلائه العرش، مجموعة من المبادرات والإجراءات الرامية إلى تحقيق الازدهار الاجتماعي والثقافي للشباب، الذين يشكلون قرابة ثلث الساكنة، وكذا حماية صحتهم البدنية والعقلية، ودرء الانحرافات والمخاطر الاجتماعية عنهم، وضمان التكوينات المؤهلة لهم لتمكينهم من المساهمة بشكل كامل وناجع في الأنشطة المنتجة، وبالتالي تنمية مجتمعهم.
ويولي المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، أهمية خاصة لتعليم الشباب، حيث يوفر لهم فرصا متعددة ومتجددة للتعلم، تضمن لهم التمتع بحقهم في الحصول على التأهيل المناسب، الكفيل بضمان اندماجهم الاقتصادي، وتحصيلهم المعرفي وارتقائهم الاجتماعي، بما يحصنهم من آفة الجهل والفقر، ومن نزوعات التطرف والانغلاق.
وتجسدت العناية الملكية بالشباب خلال إعداد النموذج التنموي الجديد، حيث شدد صاحب الجلالة في الخطاب الموجه للأمة، بمناسبة الذكرى الـ65 لثورة الملك والشعب (20 غشت 2018)، على "ضرورة وضع قضايا الشباب في صلب النموذج التنموي الجديد".
وقد حرصت اللجنة الخاصة للنموذج التنموي، التي أحدثها صاحب الجلالة لهذا الغرض، على إشراك الشباب في عملية المشاورات التي باشرتها، وكذا أخذ انتظاراتهم وانشغالاتهم بعين الاعتبار في التقرير النهائي للجنة.
وحسب التقرير العام للجنة الخاصة بالنموذج التنموي، فإن من أبرز الرهانات الكبرى والأساسية للمغرب؛ تزويد الشباب بالكفاءات التي يحتاجونها، ومنحهم فرص تحسين آفاقهم المستقبلية وضمان فضاءات لتمكينهم من التعبير والمشاركة المواطنة وأخذ المبادرة، مع تعزيز روح المواطنة لديهم، وتشبثهم بثوابت الأمة وتعبئتهم الإيجابية في مسلسل تطوير بلدهم.
الشباب المغربي في أرقام
يصل عدد الشباب المغاربة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة إلى 5,9 ملايين (50,9 بالمائة منهم ذكور)، ويمثلون 16,2 بالمائة من سكان المغرب، وعلى مستوى التحصيل الدراسي يتوفر 64,6 بالمائة من الشباب على شهادة متوسطة، و20,6 بالمائة لديهم شهادة ذات مستوى عال، في ما لا يتوفر 14,8 منهم على أية شهادة.
وعلى مستوى التوزيع الجغرافي، تضم جهة الدار البيضاء - سطات حوالي خمس الشباب المغاربة بنسبة 19,1 بالمائة، وفي المرتبة الثانية تأتي جهة مراكش - آسفي بنسبة 13,6 بالمائة، تليها جهة الرباط-سلا-القنيطرة بنسبة 13,1 بالمائة، فجهة فاس – مكناس بنسبة 12,2 بالمائة، وفق معطيات المندوبية السامية للتخطيط.
وتتميز فئة الشباب، حسب مذكرة إخبارية للمندوبية، بضعف المشاركة في سوق الشغل، حيث إن معدل نشاطهم يصل 23,9 بالمائة مقابل 45,3 بالمائة بالنسبة لمجموع السكان، ويبلغ هذا المعدل 28,9 بالمائة بالوسط القروي مقابل 20,6 بالمائة بالوسط الحضري، كما أن معدل نشاط الشباب أعلى بثلاث مرات من نظيره لدى الإناث.
وأفادت أرقام المندوبية السامية للتخطيط بأن قرابة 3 من كل 10 عاطلين عن العمل بالمغرب هم من فئة الشباب، ويقطن قرابة ثلاثة أرباع هؤلاء الشباب العاطلين بالوسط الحضري، ويتوفر 90,1 بالمائة منهم على شهادة، وعلى العموم فقد بلغ معدل البطالة، على المستوى الوطني 31,8 بالمائة في صفوف الشباب بين 15 و24 سنة مقابل 13,7 بالمائة بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 سنة و3,8 بالمائة بالنسبة للأشخاص الذين البالغين 45 سنة أو أكثر.
أول احتفال بعيد الشباب
احتفل المغاربة لأول مرة بعيد الشباب سنة 1956، وهي السنة التي احتفلت فيها المملكة لأول مرة بعيد ميلاد جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، وهو آنذاك ولي للعهد.
روى الراحل أحمد بن سودة، الذي شغل قيد حياته منصب مدير للديوان الملكي، وكان مستشارا لجلالة المغفور له الحسن الثاني، أنه في شهر يوليوز 1956 كانت أربعة أشهر فقط قد مضت على نهاية الحجر والحماية، وإعداد وثيقة الاستقلال، وكان المغرب يعيش أيام الفرحة العارمة للنصر الذي حققته ثورة الملك والشعب.
وذكر بنسودة في مقال، نشر في مجلة "اليوم السابع" الفلسطينية، ونشر بعدها بمجلة "دعوة الحق"، الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن جلالة المغفور له محمد الخامس قرر أن يكون الاحتفال بعيد ميلاد ولي عهده تحت شعار "عيد الشباب".
وأضاف أنه، وتنفيذا للإرادة الملكية السامية، تم توجيه نداء إلى جميع شباب المغرب ذكورا وإناثا، بجميع هيئاته ومنظماته الثقافية والكشفية والرياضية والفنية يزف إليهم ذكرى "عيد الشباب"، عيد ميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، ويهيب بهم أن ينظموا أنفسهم، ويقترحوا برامج احتفالاتهم.
وكان "عيد الشباب"، في تلك السنة الأولى من عهد الاستقلال، وفق المتحدث ذاته، تعبيرا حيا عظيما عن الإرادة والإصرار، حيث كان إعلانا عن التحدي الذي رفعه المغرب في وجه الاستعمار، وهو التحدي الذي رفعته وترفعه أجيال الشباب منذ تلك السنة إلى الآن أمام كل الصعوبات، معلنة أنها ستبقى وفية للعهد.

مقالات ذات صلة
الأنشطة الملكية
سياسة
الأنشطة الملكية
نمط الحياة