مجتمع
استقطاب الكفاءات المغربية بالخارج .. هذا ما تحتاجه المملكة
22/08/2022 - 16:57
وئام فراجيُقدر عدد مغاربة العالم بحوالي 5 ملايين شخص، وفق أرقام وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بالإضافة إلى مئات الآلاف من اليهود المغاربة بالخارج يوجدون في كل أنحاء العالم.
المغرب الذكي
واعتبر جلالة الملك محمد السادس، في خطابه ليوم السبت 20 غشت 2022، أنه "بالنظر للتطلعات المتجددة لمغاربة العالم فقد حان الوقت لتحديث وتأهيل الإطار المؤسسي، الخاص بهذه الفئة العزيزة من المواطنين"، داعيا إلى إعادة النظر في نموذج الحكامة، الخاص بالمؤسسات الموجودة، قصد الرفع من نجاعتها وتكاملها.
وفي هذا الإطار، أوضح عمر المرابط، عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج، ومهندس معلوماتيات في فرنسا، أن خطاب جلالة الملك في ذكرى ثورة الملك والشعب، كان مرجعيا في ما يخص مغاربة العالم، والاهتمام بالكفاءات المغربية الموجودة بالخارج، مشددا على أهمية استفادة المغرب من كفاءات شبابه بديار المهجر والتي تتميز بتعددها وتنوعها، "خاصة الكفاءات العلمية والطبية التي يمكن أن تساهم في الرفع من مكانة المغرب في هذه القطاعات".
ومن بين التخصصات التي يحتاجها المغرب، يقول المرابط، في تصريح لـSNRTnews، أولا تحقيق المغرب الذكي، وذلك عبر استقطاب الكفاءات في مجال التحول الرقمي من خبراء ومهندسين، موضحا أن المغرب في حاجة إلى قفزة قوية في هذا المجال الذي يقاس به تقدم الدول.
وأضاف عضو مجلس الجالية المغربية في الخارج، وعمدة مدينة أتيس-مونس جنوب العاصمة الفرنسية باريس سابقا، أن التحول الرقمي سيسمح للمغرب بالانتقال إلى طفرة جديدة سواء في مجال الاقتصاد أو الخدمات الاجتماعية، ما يتطلب الاهتمام أكثر بهذه الفئة من مغاربة العالم التي من شأنها تسريع هذا التحول.
الكفاءات الطبية
أما المجال الثاني الذي يتطلب التركيز عليه خلال عملية استقطاب الكفاءات المغربية بالخارج، حسب المتحدث ذاته، يتجلى في مجال البيولوجيا والطب، مبرزا أن الأزمات الصحية التي عاشها العالم خاصة مع جائحة كورونا، أظهرت الحاجة للكفاءات الطبية من مغاربة العالم.
وسبق للأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف أن دعا إلى الاستفادة من تجربة وخبرة الكفاءات الطبية المغربية بالخارج سواء في مجال الممارسة الطبية أو عبر إشراكها في حكامة وتدبير القطاع الصحي بالمغرب إسوة بباقي التجارب الدولية.
وشدد بوصوف، في لقاء تشاوري نظمه المجلس حول الكفاءات المغربية بالخارج في المجال الصحي، شهر يوليوز الماضي، على ضرورة توفير تحفيزات مالية وضريبية لتشجيع استثمار مغاربة العالم في المجال الصحي، منوها بالإرادة الملكية للارتقاء بالمنظومة الصحية الوطنية وأيضا الالتزام المواطن للكفاءات من مغاربة العالم في المساهمة في هذا الورش الوطني الكبير.
منتدى مغربي للكفاءات
وفي ما يتعلق بالتحفيزات الممكنة لاستقطاب الكفاءات المغربية، يرى عمر المرابط أنها يجب أن تنبني على أسسين؛ يتعلق الأول بتضافر جهود الحكومة المغربية بشراكة مع مجلس الجالية المغربية للخارج من أجل طرح استراتيجية جديدة تسمح بعودة الكفاءات المغربية بالخارج، وذلك في إطار العمل المؤسساتي.
أما الدعامة الثانية، يقول عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج، فتتجلى في العمل الذي يقوم مغاربة العالم، من خلال تنظيم المجتمع المدني المغربي بالخارج، مشيرا إلى مبادرة تم اقتراحها على المسؤولين بالمغرب تتعلق بتأسيس المنتدى المغربي للكفاءات والنخب والذي يسمى اختصارا بـ"ممكن"، يروم أساسا تمكين مغاربة العام من مشاركة خبراتهم مع بلدهم الأصل.
وأبرز أن الكثير من الكفاءات المغربية بالخارج تعرب عن استعدادها لتقديم خبراتها والدراسات التي تجريها في بعض القضايا الهامة، سواء في المجال الرقمي أو الطب أو غيره، "ومنهم من يريد العودة إلى أرض الوطن للاستثمار فيها، كما منهم من يريد تقديم الاستشارة في مجال معين".
وتابع أنه من بين المقترحات التي يتم تداولها بين مغاربة العالم "تشكيل منتخب للكفاءات المغربية للخارج، إذ يمكن البحث عن ناخب وطني في المجالات التي يحتاجها المغرب، ومعرفة أين يوجد الخصاص من أجل إقناع هؤلاء الأشخاص بالعمل في بلادهم"، مؤكدا أن "العديد من الكفاءات المغربية بالخارج لا تبحث عن الماديات بل عن إعادة الاعتبار إليها".
ودعا جلالة الملك محمد السادس، في هذا الإطار، إلى إحداث آلية خاصة، مهمتها مواكبة الكفاءات والمواهب المغربية بالخارج، ودعم مبادراتها ومشاريعها، معتبرا أن ذلك "سيمكن من التعرف عليها، والتواصل معها باستمرار، وتعريفها بمؤهلات وطنها، بما في ذلك دينامية التنمية والاستثمار".
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة
مجتمع