رياضة
أنس جابر .. الرائدة
10/09/2022 - 11:53
أ.ف.بهي أول لاعبة عربية في ربع نهائي بطولة كبرى في أستراليا 2020، وأول عربية متوجة بدورة احترافية في برمنغهام 2021، والأولى عربيا بين العشرة الأوائل في التصنيف العالمي وصولا إلى الوصافة، وأول متوجة بلقب إحدى دورات الألف في مدريد في ماي الماضين، قبل إنجازيها في ويمبلدون في يوليوز الماضي عندما خسرت النهائي، ثم فلاشينغ ميدوز راهنا عندما تلاقي البولندية الأولى عالميا إيغا شفيونتيك في النهائي.
يذكر أن الجنوب إفريقيات أيرين باودر بيكوك (فرنسا 1927)، رينيه شورمان (أستراليا 1959) وسارة رينولدز (ويمبلدون 1960)، هن الوحيدات من إفريقيا اللواتي بلغن نهائي البطولات الأربع الكبرى، في حقبة الهواة التي صارت احترافية في العام 1968.
تسلقت جابر، المصنفة خامسة عالميا، القمة بسرعة في غضون عامين، وتبقى فخورة بتونس، وطنها وبلد نشأتها، "حيث تدربت بين الثالثة والسادسة عشرة أو السابعة عشرة".
وفي مبادرة منها قامت خلال شهر يوليوز 2021 ببيع مضربيها في المزاد العلني لشراء معدات طبية ومساعدة المستشفيات في بلادها، التي شهدت موجة "تسونامي" من جائحة كوفيد-19، وساهمت بترميم وإعادة تهيئة مدارس ومعاهد في محافظات مهمشة في شمال غرب تونس.
يعرف عنها جرأة وصرامة في اللعب، ولا تتردد في أن تتوقف لتطلب من أحد المشجعين التزام الصمت لتتمكن من التركيز.
وصممت شركة المستلزمات الرياضية "لوتو" قميصا خاصا بها، كتب عليه "يلا حبيبي"، في إشارة إلى أن اللاعبة "مصدر إلهام للآخرين".
مرحة. وتسعى دائما إلى التعليق بطريقتها الخاصة، حيث تملك جرأة لطلب الاستماع إلى ايقاعات وأغان تونسية بعد كل مباراة انتصرت فيها خلال دورة برلين، التي أحرزت لقبها هذه السنة. وتفاعل معها المسؤول عن التنشيط في الملعب وبث لها خصيصا مقطعا من أغنية لفنان الراب التونسي "بلطي".
كثيرة النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي، وتنشر مقاطع فيديو وصورا لجزء من حياتها العائلية الخاصة مع زوجها المعد البدني كريم كمون وكذلك باحتفالها بانتصاراتها بعد كل دورة.
ولدت أنس أو "وزيرة السعادة" كما يلق بها التونسيون في مدينة قصر هلال الساحلية (شرق)، في 28 غشت 1994، في عائلة تتكون من شابين وفتاتين هي أصغرهم.
عن الدور الكبير الذي لعبته والدتها سميرة في إطلاق مسيرتها، تقول : "والدتي كانت ملهمتي. هي عاشقة كبيرة للتنس وأخذتني إلى ناد للتنس عندما كنت بعمر الثالثة. كانت تمارس اللعبة مع اصدقائها واقوم أنا بالتعليق". وتابعت "كنت أمضي كل النهار سعيدة في نادي التنس لدرجة أني كنت أنسى تناول الطعام". وقالت لوالدتها "+يوما ما سأجعلك تشربين القهوة في رولان غاروس+".
كانت بداية أنس في محافظة سوسة الساحلية شرق البلاد، في ملاعب على ملك فنادق في المنطقة السياحية، ثم انتقلت إلى ملعب "نادي حم ام سوسة" في المحافظة ذاتها، "بدأت في ناد صغير في بلدتي في المنستير ثم انتقلنا إلى حمام سوسة (شرق). لعبت هناك في الفنادق لعدم تواجد أندية كرة مضرب".
أردفت جابر التي بدأت خطواتها الأولى بمركز النهوض بلعبة كرة المضرب في المدرسة مع مدربها آنذاك نبيل مليكة، أنه "بعد خوض دورات محلية وتحقيق نتائج جيدة، خضت أول دورة دولية في باريس عندما كنت بعمر العاشرة. بعمر الثالثة عشرة ذهبت إلى تونس العاصمة للتدرب والدراسة في الوقت عينه".
مدربها مليكة الذي رافقها طوال عشر سنوات، اكتشف موهبة فريدة بشخصية "تحاول أن تكون المتميزة" على بقية رفاقها من البنات والأولاد كذلك.
يشرح مليكة الذي رافقها حتى بلوغها الثالثة عشرة: "كانت لها قدرات تحكم كبيرة في الكرة، حتى أن مدربين آخرين حاولوا استقطابها لكرة اليد، وفعلا فكرت أنس بجدية في تغيير اختصاصها لكن تمسكت ببقائها في رياضة التنس".
يقول زميلها السابق عمر العبيدي لفرانس برس من أمام ملعب للتنس يحمل اسمها تكريما لها في "نادي حمام سوسة" حيث أمسكت البطلة المضرب لأول مرة "أتذكر أننا كنا نلقبها روجيه فيدرر" نسبة إلى أسطورة التنس السويسري. وتابع "واجهتها خلال التمارين، فرمت كرة ساقطة حاولت اللحاق بها، لكني سقطت وكسرت يدي". منذ ذلك التاريخ "تلقبني بالخبيزة (باللهجة التونسية تعني المغلوب)".
انتقلت إلى المعهد الرياضي بالمنزه (حكومي يضم نخبة الرياضيين) لتبدأ مسارا جديدا في "مدرسة رياضة متخصصة للأطفال الموهوبين، وساعدني هذا الامر للتدرب أكثر والتطور".
أول نجاح دولي لجابر كان في بطولة الناشئات في رولان غاروس عندما أحرزت اللقب حيث "توجت في 2011 برولان غاروس للناشئات بعمر السادسة عشرة، لكني عانيت كثيرا للانتقال من فئة الناشئات إلى دورات المحترفات".
عاشقة كرة القدم وناديي النجم الساحلي التونسي وريال مدريد الإسباني، قال عنها مدربها السابق الفرنسي برتران بيريه عام 2020 "لو كان بمقدورها استبدال تمارين التنس بكرة القدم ستكون الاكثر سعادة".
بدأت تشد الأنظار نحوها خلال بطولة أستراليا المفتوحة في العام 2020 (78 عالميا)، وكانت أول لاعبة عربية تتأهل لربع النهائي في بطولة "غراند سلام".
قدمت هذا الموسم مستويات مميزة، محرزة لقب دورة مدريد الألف على ملاعب ترابية ووصلت الى نهائي دورة روما الألف أيضا، حيث خسرت أمام شفيونتيك الأولى عالميا، كما أنها رفعت كأس دورة برلين (500) على الملاعب العشبية، حيث حققت إنجازا رائعا ببلوغ نهائي ويمبلدون وخسرت أمام الكازاخستانية إيلينا ريباكينا.
كشفت خلال مشاركتها في ويمبلدون أن التتويج هناك لم يكن حلمها "لن أكذب عليكم، الفوز في ويمبلدون لم يكن حلم طفولتي. كان حلمي دوما الفوز في بطولة فرنسا المفتوحة (على أرض ترابية في رولان غاروس)".
يبلغ طولها 1.67 م، وترتكز في لعبها على يدها اليمنى. هي متزوجة منذ عام 2015 من لاعب المبارزة السابق ومعدها البدني حاليا كريم كمون ويدربها اللاعب السابق عصام جلالي.
يعرف عن أنس أن لديها أسلوب لعب خاص في طريقة التعامل مع منافساتها خلال المباراة، وتبحث عن تقديم العروض الجميلة "هي تكره اللعب بنسق واحد، تبحث دائما على خلق الفرجة بتنويع اللعب بضربات تفاجئ بها الخصم، وخصوصا منها عبر الكرات الساقطة"، حسب مليكة الذي يؤكد أنها "فعلا ملكة الـ+دروب شوت+ منذ زمن".
لم تتغير أنس كثيرا، "مرحة، وتتأقلم بسرعة حتى مع من لا تعرفهم"، مثلما كانت من قبل "مستفزة وتجادل في كل المواضيع بمنافسة كبيرة". لكنها في المقابل "محاربة وتلعب لآخر لحظة وصعبة المراس، حتى أنها تواصل اللعب وهي مصابة"، حسب العبيدي.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة
رياضة