مجتمع
في اليوم العالمي للتوعية بسرطان الغدد اللمفاوية.. أهمية الكشف المبكر
14/09/2022 - 15:22
وكالة المغرب العربي للأنباءولطالما نعت السلوك الفيروسي لهذا المرض بالمكر والتخفي، بالنظر لما يكتنف الكشف عنه من تعقيدات ولصعوبة تأويل أعراضه، التي تتقاطع مع أعراض أمراض أخرى.
وخلال السنوات الأخيرة، عرفت حالات الإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية ارتفاعا في جميع أنحاء العالم، إذ تشير التقديرات إلى أنها تبلغ 13,3 حالة في كل 100 ألف رجل و 7,8 حالة في كل 100 ألف امرأة. كما تفيد بإصابة مليون شخص تقريبا حول العالم حاليا بسرطان الغدد اللمفاوية. أما من حيث الانتشار، فيحتل هذا السرطان المرتبة الخامسة في صفوف البالغين أكثر من 65 سنة، والأولى في صفوف الأطفال والشباب.
وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت أستاذة أمراض الدم بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة والطبيبة بمستشفى الشيخ خليفة الدولي، مريم أحناش، إن سرطان الغدد اللمفاوية هو اعتلال خبيث للدم ونوع من السرطان يصيب الجهاز اللمفاوي، الذي يلعب دورا حاسما في عمل الجهاز المناعي، ويتكون من الخلايا والأعضاء والشبكة اللمفاوية.
وأوضحت أن هذا السرطان ينتج عن انتشار غير اعتيادي للخلايا اللمفاوية المتورمة داخل العقد اللمفاوية، أو في نسيج من الأنسجة اللمفاوية، مبرزة أن العوامل المؤدية لنشوء الأورام اللمفاوية غير معروفة في أغلب الأحيان، إلا أنه يمكننا الإشارة بشكل عام إلى عوامل السن والجنس وضعف الجهاز المناعي والاستعداد الوراثي وكذا العوامل البيئية.
وأشارت الأخصائية إلى أن أنواع سرطان الغدد اللمفاوية تختلف باختلاف الحالة النسيجية وتموضع الإصابة ونوع الخلايا اللمفاوية (تائية T أو بائية B) وباختلاف خبث الورم، مبرزة أن منظمة الصحة العالمية وضعت لائحة طويلة لأنواع سرطان الغدد اللمفاوية، ولكن هناك نوعان رئيسيان؛ النوع الأول اكتشفه الطبيب الإنجليزي توماس هودجكن، سنة 1832 ويطلق عليه اللمفومة الهودجكينية والنوع الثاني يسمى اللمفومة اللاهودجكينية، وهو النوع الأكثر انتشارا.
وبخصوص مدى انتشار سرطان الغدد اللمفاوية بالمغرب، أكدت الدكتورة مريم أحناش، وهي عضو بالجمعية المغربية لأمراض الدم، أن المعطيات الوبائية المتوفرة لدى الجمعية وفي السجل الصحي للدار البيضاء الكبرى، تشير إلى أن سرطان الغدد اللمفاوية يمثل 50 في المائة من مجموع حالات الإصابة بأمراض الدم الخبيثة، موضحة أن نسبة الإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية غير الهودجكيني، من بين أنواع السرطان الأخرى، تتراوح ما بين 4 و 6 في المائة، بنسبة إصابات جديدة تبلغ ما بين 4 إلى 5,3 حالة في كل 100 ألف رجل سنويا وتفشي واضح للإصابة في الفئة العمرية 40 سنة فما فوق.
وأشارت الدكتورة أحناش إلى أن السنوات الأخيرة عرفت زيادة في حالات الإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية، ت عزى بالأساس إلى شيخوخة السكان والتقدم المسجل على مستوى التشخيص.
وبخصوص طرق علاج هذا النوع من السرطان، قالت الدكتورة مريم أحناش إن "علاج سرطان الغدد اللمفاوية يتكيف مع النوع والمرحلة والعمر النسيجي للمريض، ويعتمد بشكل رئيسي على العلاج الكيميائي، بدرجات متفاوتة الشدة والمدة، كما قد يكون العلاج أحيانا علاجا مناعيا أو علاجا إشعاعيا. وفي حالات معينة قد يتعلق الأمر بزراعة النخاع الشوكي"، مشيرة من جهة أخرى إلى أن هناك إجراءات تكميلية مهمة للعلاج، تتمثل في رعاية المريض على مستوى الغذاء ونفسيا واجتماعيا، وهو أمر ضروري للحفاظ على جودة حياة المرضى.
وأكدت أن اتباع هذا العلاج يؤدي إلى نسبة شفاء تبلغ 95 في المائة بالنسبة لسرطان الغدد اللمفاوية الهودجكيني، خصوصا في الحالات التي يتم تشخيصها مبكرا.
ويعتبر اليوم العالمي للتوعية بسرطان الغدد اللمفاوية، الذي يتم تخليده منذ سنة 2004، يوما تحسيسيا بهدف حشد أكبر عدد من الجهات الفاعلة من أجل تسليط المزيد من الأضواء على هذا السرطان والمساهمة في التعريف بكل ما يرتبط به من مستجدات علمية وطبية.
مقالات ذات صلة
عالم
مجتمع
رياضة
مجتمع