نمط الحياة
قطاع النشر .. دخول أدبي جديد باهت
15/09/2022 - 13:43
وكالة المغرب العربي للأنباءففي ظل غياب استراتيجية رسمية للمواكبة بأهداف وأجندة محددة، كما هو الشأن بالنسبة للدخول المدرسي على سبيل المثال، ومع ندرة المتابعة الإعلامية التي تطرح حوارات ونقاشات مخصصة للموضوع، يبدو من الصعب الحديث عن "دخول أدبي" بمعنى الكلمة.
وباستثناء عدد قليل من الإصدارات الجديدة التي تتوزع بين الأعمال الأدبية والمنشورات الأكاديمية، فإن قطاع النشر يظل راكدا في هذه الفترة.
والسر في ذلك واضح إلى حد ما باعتبار أن "فترة الذروة" في مجال صناعة الكتاب هي فترة انعقاد المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي يشكل مناسبة لانتعاش وخلق دينامية تجارية حقيقية ينتهي بانتهائها الاهتمام بالكتاب وما يتعلق به.
وحسب استطلاع رأي أجرته جمعية جذور للتنمية الثقافية في المغرب وإفريقيا سنة 2016 حول الممارسات الثقافية للمغاربة، فإن 64,3 في المائة ممن شملهم الاستطلاع لم يقتنوا أي كتاب خلال الأشهر الاثني عشر التي سبقت إجراء الاستطلاع.
وفي ما يتعلق بالنفقات، فإن الثقافة والترفيه لا يشغلان سوى 6,6 في المائة من الميزانية السنوية للمغاربة بحسب ما خلص إليه البحث الوطني حول استهلاك ونفقات الأسر بالمغرب الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط سنة 2013-2014.
من جهة أخرى، يشير تقرير مؤشر القراءة العربي إلى أن المدة الزمنية التي يخصصها المغاربة للقراءة لا تتجاوز 57 ساعة في السنة.
وعلى ما يبدو، فليس "الدخول الأدبي" هو ما سيغير هذا الواقع المؤسف، سيما في سياق غلاء المعيشة والأزمة الصحية العالمية والثورة الرقمية.
وبالنسبة لأحمد عبو، مدير دار النشر "فاصلة"، فإنه في المغرب "لا نتوفر بعد على تقليد الدخول الأدبي كما هو متعارف عليه في الغرب، حيث يتم تنظيمه نهاية فصل الصيف في شهر شتنبر أو نونبر".
ويضيف عبو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه "عندنا، في هذه الفترة، الأولوية للدخول المدرسي بالأساس، فهو حدث ذو حمولة سياسية واجتماعية يهيمن على اهتمام الأسر والسلطات العمومية. فحوالي 90 في المائة من رقم المعاملات بالمكتبات يتم تحقيقه بفضل مبيعات الكتب المدرسية".
من جهته، يقول عبد القادر الرتناني، مدير دار النشر "ملتقى الطرق" والرئيس المؤسس للجمعية المغربية لمهنيي الكتاب، إنه من "المثير للاستياء" أن يمر الدخول الأدبي والثقافي عموما على هامش الدخول المدرسي.
ويضيف الرتناني في تصريح مماثل أن "المكتبات اتخذت عادة سيئة تتمثل في وضع الروايات والدواوين الشعرية جانبا إبان فترة الدخول المدرسي، بشكل يجعل المقررات المدرسية والدفاتر وحدها في واجهة العرض حيث تشكل الأخيرة (الأكثر مبيعا) خلال هذه الفترة من السنة. إنه توجه ظللت أكافح من منذ سنوات لكن من دون جدوى".
وأشار في هذا الصدد إلى مبادرة غير مسبوقة قام بها في نونبر 2015 بمعية اتحاد الناشرين المغاربة، تمثلت في تنظيم "أبواب مفتوحة" بشكل متزامن في 25 مدينة من مدن المملكة لتمكين العموم من تواصل مباشر مع الكتاب.
مقالات ذات صلة
مجتمع
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة