رياضة
حكاية الطفل سامي .. أصغر متسلق للجبال
28/09/2022 - 12:05
حليمة عامرسجل طفل مغربي لا يتعدى عمره الأربع سنوات إنجازا غير مسبوق، عندما نجح في صعود أعلى قمة في شمال إفريقيا، ليكون أصغر متسلق جبال يعتلي قمة جبل توبقال.، مغامرة لم تكن هينة، ولم تخل من مخاطر، خاصة على البنية الجسمانية لطفل صغير. فمن أين أتت الفكرة؟ ومن رافقه في صعوده إلى القمة؟ وهل كان لخاله الطبيب المتخصص في أمراض القلب دور في ذلك؟
حفر الصغير "سامي" اسمه في صخور جبال الأطلس الكبير، عندما أصبح أصغر متسلق جبال في العالم وهو يصعد إلى ارتفاع يقدر بحوالي 4167 مترا، مستغرقا في عملية الوصول إلى قمة توبقال يومين فقط.
استطاع "سامي"، ابن مدينة المحمدية، بداية شهر شتنبر الجاري، تسلق أعلى قمة في المغرب وفي العالم العربي، بشغف وإصرار كبيرين، بالرغم من أن سنه لا يتجاوز أربع سنوات.
ورث "سامي" عشق رياضة تسلق الجبال من خاله زكرياء الناجي العمراني، وشغف المغامرة من والديه اللذين يعشقان الترحال وسبق لهما أن خاضا تجارب عدة داخل المغرب.
الرحلة المغامرة
كانت رحلة "سامي" مغامرة بكل مل تحمل الكلمة من معنى، خاصة وأن التحدي كان خطيرا على صحة الصغير، وتحديدا في ما يتعلق بقلبه وجهازه التنفسي، إضافة إلى ضغط دمه، ومن هنا كان من الضروري أن يكون مرافقه متسلقا من نوع خاص.
رافق "سامي" في هذه الرحلة خاله زكرياء الناجي العمراني، وهو طبيب قلب مقيم في السنغال ووالده يونس التازي، إضافة لمرشد سياحي، تم اختياره لهذه المهمة نظرا لمعرفته الكبيرة بتفاصيل جبل توبقال ومسالكه.
يقول زكرياء الناجي العمراني، خال الطفل سامي التازي، لـSNRTnews "بدأ الأمر عندما كان "سامي" يبلغ من العمر 3 سنوات؛ عندما رغب في أن يقوم بتقليد خاله ويتسلق جبلا، بالرغم من صغر سنه، لأبادر بتلقينه أبجديات التسلق".
وزكرياء الناجي العمراني متسلق هاو لهذه الرياضة، وسبق له أن أحرز إنجازا بالوصول إلى قمة جبل كليمنجارو بتنزانيا، ورفع علمي المغرب والسنغال في أعلى قمة إفريقية، كما قام قبل أسبوع بتسلق أعلى قمة في القارة الأوروبية وهو جبل مونت برين.
سنة الترتيبات
يوضح الطبيب الناجي العمراني أن هذا الإنجاز، الذي تمكن ابن اخته من تحقيقه، استغرق سنة من الترتيبات والعمل المتواصل من التدريب، لا سيما وأن صعود جبل مثل توبقال يحتاج إلى تكتيك خاص.
ويضيف "حضرنا جيدا لهذه المهمة، سواء من الناحية المعنوية أو الجسدية أو في ما يخص اللوازم الصحية، حيث أن رحلة صعبة مثل هاته تحتاج إلى التسلح بأدوات ولوازم السلامة، خصوصا وأن المرور من التضاريس الصخرية والتنقل بين مسارات جبل توبقال الوعرة كان من الممكن أن يتسبب للطفل في أي إصابة محتملة".
بالنسبة لمتخصص تسلق كالعمراني، لم تكن التضاريس الوعرة ولا برودة الطقس التحدي الوحيد، بل كان التركيز منصبا على صحة الصغير، لذا كانوا يتوقفون خلال كل نصف ساعة، لقياس درجة حرارة "سامي" ونبض قلبه وحيويته.
الصغير الملهم
ومع كل تقدم نحو القمة، كان الصغير "سامي" يبدي تجاوبا إيجابيا، إذ أنه طيلة هذه الرحلة لم يشعر بالتعب، نظرا لعزيمته القوية في الوصول إلى قمة الجبل.
بالنسبة للطبيب العمراني، كان الهدف من هذه الرحلة، أساسا، أن يتعرف "سامي" على قدراته وأن يأخذ هذه التجربة بعين الاعتبار عندما يواجه صعوبات في حياته، بحيث أن عائلته حاولت أن تعلمه بأن بإمكانه التغلب على جميع التحديات التي ستواجهه في المستقبل، بعدما يكون قد خاض أكبرها، بصعود توبقال، وهو في سن لا تتجاوز أربع سنوات.
يشرح زكرياء الناجي العمراني أن "العاقل هو من يتوقع الأسوأ"، لذلك كان مرافقو "سامي" يضعون مخططا للطوارئ في حال حدوث مشكل صحي للصغير، لكن عزيمة الصغير ألهمتهم، وتحول الطفل إلى محفز للكبار...
مقالات ذات صلة
رياضة
نمط الحياة
مجتمع
نمط الحياة