مجتمع
تسمم الدم .. خبراء يحذرون من خطورته ويبرزون سبل الوقاية
04/10/2022 - 08:42
وئام فراجيعرف الإنتان أو مرض تسمم الدم بأنه حالة قد تهدد الحياة بسبب تدمير الجسم لأنسجته عند استجابته للعدوى. وعندما تهاجم عمليات مكافحة العدوى الجسم، فإنها تتسبب في عدم قيام الأعضاء بوظائفها بصورة سليمة وطبيعية. ويعزز العلاج المبكر بالمضادات الحيوية والمحاليل الوريدية، حسب خبراء الصحة، من فرص البقاء على قيد الحياة.
ضعف التشخيص
وفي هذا الإطار، أكدت جميلة حجال، مؤسسة "الجمعية الفرنسية لتسمم الدم"، أن مرض "الإنتان" يمكن أن يمس أي شخص دون استثناء، إلا أنه ينتشر خصوصا عند ضعاف المناعة، والأشخاص المسنين الذين تفوق أعمارهم 60 سنة، والرضع الأقل من سنة، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمة خاصة على مستوى الرئة، والكبد والقلب، ومرضى السكري، والكلي، ومرضى نقص المناعة البشرية (السيدا).
ولفتت حجال، في مداخلتها حول الموضوع، إلى أن ضعف التشخيص من بين أبرز الأسباب التي تؤدي لتفاقم حدة المرض وأعراضه الخطيرة التي تؤدي إلى الوفاة، مشيرة إلى أن عدد الحالات المسجلة بهذا المرض تزيد مع تزايد نسبة الشيخوخة داخل المجتمع.
بدوره، شدد البروفيسور أحمد غسان أديب، رئيس الجمعية المغربية للطب الاستعجالي، على ضرورة التحسيس بخطورة هذا المرض رغم عدم الحديث عنه بشكل كاف عند تقديم الإحصائيات الوطنية حول الأمراض الفتاكة، مؤكدا تسجيل أكثر من 300 إصابة بالنسبة لكل 100 ألف نسمة، بمعدل وفاة مرتفع يتعدى 30 في المائة، على الصعيد العالمي.
وأوضح البروفيسور أديب، خلال تسييره للندوة العلمية، أن خطورة مرض تسمم الدم تتجلى أساسا في التوقيت، مبرزا أن كل ساعة تمر دون علاج تشكل خطرا أكبر على المريض.
50 مليون حالة تعفن بالدم سنويا
بدوره، قدم الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، عرضا مفصلا حول سبل الوقاية من هذا المرض وأهمية الرعاية الصحية الأولية، مؤكدا أن الوقاية من "الإنتان" يمكن أن تتم عبر اتباع التدابير الوقائية والتشخيص المبكر والإدارة المناسبة.
وعلى مستوى الرعاية الصحية الأولية، أكد حمضي أن المهنيين الصحيين يطلعون بدور هام في زيادة الوعي بمرض "الإنتان" والتعرف عليه وتشخيصه للتعريف به لدى المرضى والمجتمع، والتكفل بحالاته في أسرع وقت ممكن لإنقاذ حياة المصابين به.
ولتحقيق هذه الأهداف، شدد حمضي، في مداخلته، على ضرورة توعية هؤلاء المهنيين بخطورة المرض وتدريبهم وتنظيمهم.
وحول مصادر العدوى، أبرز حمضي أن العدوى الأكثر شيوعا المرتبطة بالإنتان تكمن في الإصابات التعفنية بالرئة والجلد والجهاز الهضمي والالتهابات المعوية والتهابات المسالك البولية.
وأضاف أن تسمم الدم يعد مشكلة صحية عامة، إذ يتم تسجيل كل عام 50 مليون حالة تعفن بالدم في العالم، كما يتم تسجيل 11 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العام.
وحسب الأرقام التي قدمها الدكتور حمضي، تعزى واحدة من كل 5 وفيات في جميع أنحاء العام إلى مرض تسمم الدم، وينتهي 40 في المائة من الناجين بعواقب طويلة الأمد؛ من قبيل إعاقات جسدية وإدراكية واضطرابات عقلية.
وتتجلى الأعراض الرئيسية لمرض تسمم الدم، وفق الطيب حمضي، في تغير في الحالة العقلية، وضيق التنفس، وارتفاع معدل ضربات القلب، إضافة إلى الحمى أو القشعريرة، والألم أو عدم الراحة وتعرق الجلد.
أما عند الأطفال والرضع فتتجلى علامات الإصابة في النوم الكثير، واللامبالاة، وبرودة الجسم، وعدم بكاء الطفل، فضلا عن التنفس بسرعة وأعراض أخرى.
خمسة إجراءات
وفي ما يتعلق بسبل الوقاية من المرض، أوصى الدكتور حمضي بخمسة إجراءات أساسية وهي تتبع الأمراض المزمنة والتلقيح والنظافة الجيدة؛ خصوصا نظافة اليدين، وعلاج وتطهير الجروح، فضلا عن معرفة علامات وأعراض "الإنتان" والتصرف بسرعة حال معرفتها.
يشار إلى أن الجمعية الفرنسية لتسمم الدم أطلقت حملة وطنية تحمل شعار "يدا في يد لمكافحة تسمم الدم" بمناسبة اليوم العالمي لمرض "تسمم الدم" (Sepsis)، الذي يصادف 13 شتنبر من كل عام، وذلك بهدف التوعية بأهمية الوقاية والتكفل الطبي المبكر لتفادي الأعراض الخطيرة لهذا المرض.
وتهدف الحملة إلى تحسيس عموم المواطنين وكذا مهنيي الصحة بمختلف مناطق المملكة بخطورة هذا المرض، فضلا عن تحفيز التفكير وإثارة النقاش مع السلطات المعنية والشركاء في قطاع الصحة حول أفضل طرق الوقاية منه ومقاومته باعتباره مشكلة صحة عمومية على الصعيد العالمي.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع