مجتمع
مغاربة العالم في 2022 .. عودة بعد كورونا وتحويلات قياسية
26/12/2022 - 11:44
مراد كراخيعرفت سنة 2022 تطورات كثيرة بالنسبة للجالية المغربية المقيمة بالخارج، فقد استطاع كثيرون منهم الالتقاء بأهلهم بعد عامين من إغلاق الحدود بسبب جائحة كوفيد-19، من خلال استئناف عملية "مرحبا" التي تمثل التفاتة ملكية كبرى، وسط سعي المملكة لتعزيز العلاقة بين مغاربة العالم وبلدهم الأصلي عبر مواكبة واستقطاب الكفاءات باعتبارهم رافعة للتنمية بالمملكة، وتحفيز الشباب وحاملي المشاريع على الاستفادة من الفرص المتعددة للاستثمار التي يتيحها بلدهم الأم.
مرحبا .. ربط للوصال بعد سنتين من الغياب
بعد سنتين من إغلاق الحدود بسبب جائحة كورونا، سمحت عودة عملية "مرحبا" للمغاربة الذين يعيشون في الخارج، بط الوصال بعائلاتهم، وتوطيد الروابط القوية والتاريخية التي تربطهم بوطنهم الأم.
وعكست عودة عملية "مرحبا" مدى الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس للجالية المغربية المقيمة بالخارج، عبر مؤسسة محمد السادس التي عملت جاهدة، بالتنسيق مع المتدخلين الحكوميين والسلطات والأطراف المعنية الأخرى، من أجل مساعدة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج ومرافقتهم خلال عودتهم إلى وطنهم الأم.
وبتوجيهات ملكية سامية، عمل قطاع النقل مع كافة الأطراف المعنية بعملية "مرحبا" لضمان عرض كاف في مجال النقل البحري والجوي والدولي، من خلال تنويع الخطوط وعدد الرحلات، وضمان مواكبة شركات النقل ومنحها التراخيص اللازمة، كما عززت شركة الخطوط الملكية المغربية برنامج رحلاتها لموسم صيف 2022، حيث اقترحت 6 ملايين مقعد على 80 خطا جويا عبر القارات الأربع.
وسُجّل هذا العام تدفّق مهم للمغاربة المقيمين بالخارج بعد الانقطاع الإجباري خلال السنتين الماضيتين بسبب الوباء حيث تم دخول أزيد من 3 ملايين شخص من افراد الجالية الى التراب الوطني (بزيادة 198٪ مقارنة بسنة 2021 و4٪ مقارنة بسنة 2019) 52٪ منهم مروا من المعابر البحرية.
سخاء يظهر جليا وقت الأزمات
توقع بنك المغرب أن تقفز تحويلات مغاربة العالم في العام الحالي إلى 105,8 مسجلة ارتفاعا بنسبة 12,5 مقارنة بالعام الماضي، الذي بلغت فيه تلك التحويلات مستوى قياسيا.
وتسعف تحويلات مغاربة العالم المغرب المملكة كثيرا، فهي أول مصدر للعملة الصعبة، التي يرتقب أن تصل في العام الحالي، حسب بنك المغرب إلى 341,7 مليار درهم، مع أخذ بعين الاعتبار احتمال طرح سندات في السوق الدولية.
ويتجلى من البيانات التي كشف عنها والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، شهر دجنبر الجاري، أن تلك التحويلات ستشهد انخفاضا طفيفا في العام المقبل في حدود 4 في المائة 101,5 مليار درهم، نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية في بلدان الاستقبال، قبل أن تعود لترتفع إلى 104 مليار درهم في 2024.
وواصلت تحويلات مغاربة العالم ارتفاعها منذ بداية العام الحالي، كي تساهم في توفير مداخيل لأسرهم في المغرب وتعزيز الودائع لدى البنوك ورصيد العملة الصعبة، حيث زادت التحويلات في العشرة أشهر الأولى من العام الجاري بنسبة 11,5 في المائة، حسب مكتب الصرف، لتصل إلى 88,9 مليار درهم، بعدما كانت في الفترة نفسها من العام الماضي في حدود 79,79 مليار درهم.
استقطاب الكفاءات وتحفيز للاستثمار بالوطن
يسعى المغرب إلى استقطاب الكفاءات المغربية من دول المهجر، باعتبارهم رافعة للتنمية بالمملكة، وسبق لجلالة الملك أن دعا في خطاب الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب، إلى "القطيعة مع كل ما هو موسمي من مبادرات"، وتحدث جلالته عن "رؤية واضحة ومهيكلة لوضع آليات لمواكبة ودعم والاستفادة من خبرات الجالية المغربية".
في هذا السياق، أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن "خلق فريق عمل خاص بالكفاءات، من المفروض أن يقدم، قبل نهاية فبراير 2023، خلاصات تتعلق بكيفية التعرف على الكفاءات وخلق آلية الربط بينها وبين الحاجيات في المغرب، إلى جانب خلق التشبيك وحكامة إدارية مختلفة".
ولتشجيع مغاربة العالم على الاستثمار، حيث أن 10 بالمائة فقط من تحويلاتهم توجه للاستثمار، و2 في المائة منها فقط توجه إلى الاستثمار المنتج، أبرز بوريطة أنه يتم العمل على سن تدابير في الإطار التشريعي على مستوى مدونة الاستثمار، مذكرا بأنه "تم إنشاء فريق عمل أوكل التنسيق فيه إلى الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية واتحاد مقاولات المغرب و المجموعة المهنية لبنوك المغرب، من أجل الاشتغال على اقتراحات لتنزيل التعليمات الملكية السامية واستثمار مختلف المبادرات المماثلة السابقة".
ويتم الرهان على الرقمنة لتقريب مختلف الخدمات القنصلية من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، لتقديم تفاصيل بالوثائق التي يحتاجونها، بالإضافة إلى حل مشكل عقود الازدياد عبر رقمنتها، إضافة إلى إحداث التمبر الإلكتروني، وإلى جانب الرقمنة، يتم العمل على تجويد الخدمات القنصلية والاشتغال على التقطيع القنصلي لتقريب بعض القنصليات وتخفيف الضغط على أخرى.
ارتباط بالوطن وتطلعات للمستقبل
في إطار إعداده رأيا عن سبل تمتين الرابط الجيلي مع مغاربة العالم، أنجز المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي استبيانا رقميا واسعا، استقى من خلاله آراء مغاربة العالم عن وضعيتهم. وقد كشف الاستبيان ما يعانونه وما يتطلعون إليه.
وعبّر ما نسبته 65 في المائة من مغاربة العالم الذين شملهم هذا الاستبيان الرقمي، الذي غطى 53 بلدا، عن ارتباطهم القوي ببلدهم، في وقت رأى 28 في المائة أنه ينبغي تعزيز هذا الارتباط، مقابل 7 في المائة فقط اعتبروا أن الارتباط ضعيف.
وأشار المجلس إلى أن قوة الأواصر التي تربط مغاربة العالم مع بلدانهم تتجلى أساسا في تمسكهم بالمؤسسة الملكية، وبشخص جلالة الملك محمد السادس، واعتزازهم بما يضطلع به جلالته من دور عالمي.
الاستبيان نفسه أظهر أن نسبة الرضا تبقى متوسطة، حيث أن 57 في المائة راضون بخدمات النقل، و57 في المائة راضون بخدمات البنوك، و54 في المائة راضون بالمصالح القنصلية، ويرى 84 في المائة أن الخدمات الصحية غير مرضية، على غرار الخدمات الإدارية (71 في المائة) والخدمات القضائية (66 في المائة) والخدمات المتعلقة بالاستثمار (60 في المائة) وخدمات المحافظة العقارية (54 في المائة).
واعتبر 78 في المائة من المشاركين أن هناك إكراهات رئيسية تحول دون مساهمتهم في تنمية البلاد، كبطء وتعقيد الخدمات الإدارية (77 في المائة) وعدم وضوح الرؤية بشأن فرص الاستثمار (53 في المائة)، ثم محدودية الوصول إلى المعلومات (50 في المائة).
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
اقتصاد
رياضة