سياسة
المغرب-إسبانيا .. علاقات ثقافية عريقة ترسم معالم المستقبل
01/02/2023 - 08:59
مراد كراخي
يتقاسم المغرب مع إسبانيا علاقات ثقافية متجذرة على مر التاريخ بحكم موقعهما الجغرافي الذي شكّل نقطة التقاء على ضفتي البحر الأبيض المتوسط. ويشكل الاجتماع رفيع المستوى بين حكومتي البلدين بالمغرب في الأول والثاني من فبراير 2023 فرصة لتعميق العلاقات الثنائية واسعة النطاق، والتي يعد المكون الثقافي إحدى ركائزها.
أكد العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس أن المغرب وإسبانيا دشنا "مرحلة جديدة" في علاقتهما الثنائية، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع رفيع المستوى "يندرج في إطار خارطة الطريق المتفق عليها في أبريل الماضي"، وذلك بمناسبة الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى المغرب بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
قال عبد الواحد أكمير، الأستاذ الجامعي، ومدير مركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات إن الثقافة من الملفات الكبيرة التي تطبع العلاقات المغربية الإسبانية في مستويات متعددة، فالمغرب يحتضن أقدم بعثة ثقافية إسبانية في العالم، والتي تعود إلى بداية القرن العشرين.
وأوضح أكمير، في تصريح لـSNRTnews، أن المغرب يحتضن أكبر عدد من المدارس الإسبانية في الخارج، كما أن المغرب يعد ثاني بلد في العالم من حيث انتشار معاهد "ثيربانتس" بعد البرازيل، مما يُظهر مكانة المغرب بالنسبة للمكون الثقافي الإسباني.
وفي المقابل، أكد المتحدث ذاته أن عدد أبناء الجيل الثاني والثالث من مغاربة إسبانيا يتجاوز 120 ألف تلميذ بمدارس هذا البلد، حيث أنهم يحتاجون إلى مقاربة خاصة لتعريفهم أكثر بثقافتهم المغربية، في ما يتعلق باللغة والعادات والتقاليد.
ويُعد تعزيز التعاون الثقافي بين المغرب وإسبانيا فرصة لتصحيح بعض التراكمات الثقافية التي ترسخت في الذاكرة الجماعية مع مرور الزمن، وفق الأستاذ الجامعي المختص في العلاقات المغربية الإسبانية، ومن أبرزها "ثقافة المورو"؛ التي تُعطي صورة غير إيجابية عن المغربي والعربي أو المسلم بشكل عام في هذا البلد.
وأبرز أن البيان المشترك الصادر في 7 أبريل 2022، عقب زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز للمغرب، أشار إلى تفعيل مؤسسة الثقافات الثلاث، حيث أن المؤسسة تأخذ التجربة الأندلسية كنموذج للتعايش بين الضفتين، مشيرا إلى دورها في تحسين صورة الآخر.
وتابع مدير مركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات أن البيان السالف الذكر تحدث عن إحداث لجان ثنائية لتدارس التعاون بين البلدين على المستوى القطاعي، ومن بين هذه القطاعات يبرز كل ما هو ثقافي، مشيرا إلى أن الاجتماع رفيع المستوى من شأنه تسريع هذا التعاون.
ويرى المتحدث ذاته أن إحداث تغيير بالمجال الثقافي يسير بإيقاع أقل من القطاعات الأخرى مثل الاقتصاد والسياسة، لأنه يستهدف تغيير الذهنيات مما يحتاج إلى برامج طويلة المدى حتى تعطي أكلها.
ويحتضن المغرب اجتماع قمة بين الحكومتين المغربية والإسبانية في الأول والثاني من فبراير المقبل، ويشارك رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز وعدد كبير من وزراء حكومته ورجال أعمال في هذه القمة.

مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
فن و ثقافة
سياسة