نمط الحياة
امحمد العزاوي .. أيقونة الأحد الرياضي
06/04/2023 - 10:13
إكرام زايدكما ظل العزاوي، صاحب الصوت الخالد، يؤمن بأن للإذاعة نجومها وأسماؤها البارزة التي تربطها علاقة خاصة بالمستمعين على امتداد المملكة، وأن لديها رصيدا جماهيريا مبنيا على العمل الجدي والمصداقية والسخاء المهني.
ولهذا ظل العزاوي، من مواليد سنة 1954 بمدينة فاس، يعتبر، وطيلة مساره المهني، أن مديره الأول، والأكبر، هو المستمع الذي يقيم أداءه بعد لقاءاته به في الشارع، حيث يتلقى ملاحظاته بشكل مباشر وتفاعلي، ودون مواربات.
ولأنه كذلك كان، فقد آمن العزاوي، طيلة ذلك المسار الفريد والعجيب، بأن على المعلق الرياضي أن يبني شخصيته بالتكوين الأكاديمي والميداني، فضلا عن الموهبة، وأن يتشبث بالمصداقية والنزاهة، فلا يحرف الحقائق، مع احترام تام للمتلقي.
وبالفعل، فالعزاوي لم يمارس العمل الصحفي من فراغ، بل سبقه تكوين أكاديمي بالمعهد العالي للصحافة الذي التحق به سنة 1976 بالرباط. أما الممارسة المهنية، فبدأها في إطار قسم الأخبار، قبل الانتقال إلى إذاعة فاس الجهوية، حيث اشتغل مراسلا رياضيا للإذاعة والتلفزة، وقام بتنشيط مجموعة من البرامج الرياضية، إضافة إلى توليه مهمة تغطية النقل المباشر لمباريات كرة القدم.
وخلال هذه المرحلة المهنية، اشتغل العزاوي جنبا إلى جنب مع الراحل محمد الأيوبي والمهدي ابراهيم وإبراهيم الفلكي وعبد الفتاح الحراق. ثم اشتغل العزاوي بعدها صحافيا في القسم الرياضي بالإذاعة الوطنية بالرباط، الذي كان على رأسه حينها الأيقونة نور الدين اكديرة.
وسرعان ما سيترأس العزاوي مصلحة الرياضة، بعد الرحيل الصادم للإعلامي الكبير نور الدين اكديرة، حيث توفق بشكل كبير في المحافظة على النهج المسطر لمسار هذه المصلحة، كما توفق في وضع بصماته التي تحتفظ بها الإذاعة كما يحفظها التاريخ.
وبفضل مهنيته وحنكته، عين العزاوي رئيسا للقسم الرياضي، قبل توليه سنة 2013 منصب مدير مركزي على الإنتاج والبرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، في مسك ختام مساره المهني الطويل والثري.
امتلك العزاوي ثقافة واسعة، وفصاحة لغوية، وبراعة على مستوى الوصف، وكلها مؤهلات جعلته يكون من أبرز الإذاعيين المغاربة المتخصصين في الشأن الرياضي، لاسيما وهو يكسب جماهيرية منقطعة النظير، ويصبح الصوت الأكثر طلبا لدى عشاق الرياضة في المغرب، ولا سيما من خلال البرنامج الشهير "الأحد الرياضي"، ووصلاته المثيرة، وجملته الأثيرة "النتيجة والتوقيت من فضلك".
لقد نجح العزاوي في منح قوة للخبر الرياضي داخل الإذاعة الوطنية، كما حول الرياضة إلى قوة اقتراحية على مستوى الاشتغال الإذاعي الذي مارسه بمتعة وتفان، إلى جانب رفيقة دربه في المهنة والحياة زوجته الإعلامية فاطمة التواتي، التي تعد من أبرز الإعلاميات اللواتي بصمن المشهد الثقافي المغربي على مستوى التلفزيون المغربي، ليشكلا معا ثنائيا إعلاميا متميزا كل في مجال تخصصه، فبالقدر الذي اشتهر العزاوي ببرنامجه "الأحد الرياضي" بالقدر الذي حققت فاطمة التواتي شهرتها ببرنامجها الثقافي "كمبيوتر 7" الذي عرضته التلفزة المغربية سنوات الثمانينيات.
العزاوي ليس مجرد إعلامي شهير وكبير. إنه جزء من التراث اللامادي للمغرب، ورياضته، وصحافته، وصفحة من تاريخه الذي لا يمكن محوه، بحيث كلما قفز إلى الذاكرة، أو استجلب إليها، إلا وشعر المعنيون بأنهم أمام شلال من الفرح والمرح والمتعة.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة
مجتمع