نمط الحياة
رام سام سام .. حكاية نشيد مغربي غير مفهوم غزا العالم
07/04/2023 - 11:28
عبد الرحيم السموكنيفلماذا اكتسحت هذه الأغنية عقول الصغار، واستوطن لحنها ألسنة الكبار؟ وهل هي مغربية حقا، ولماذا تبدو كلماتها بلا معنى، وما جدوى انتشارها، ومن أين خرجت إلى الوجود، وكم عمرها، والأهم ماذا تقول؟ هذه حكاية أغنية "أ رام سام سام" المغربية.
أول من أشار إلى أن أغنية "أ رام سام سام" مغربية الأصل كانوا صناع محتوى من الولايات المتحدة الأمريكية، ففي أحد البرامج الأمريكية المتخصصة في أغاني الأطفال، نسبت الأغنية التي تعتبر الأشهر على الإطلاق وفي كل البلدان إلى المغرب، ما فاجأ الكثير من المغاربة.
يقول محمد حسنين، وهو أحد الأطر التربية التي اشتغلت في أواخر السبعينات والثمانينات في مخيمات الأطفال مع حركة الطفولة الشعبية، إن الأغنية مغربية مائة بالمائة والسر بكل بساطة في كلماتها غير المفهومة، يعود إلى أن المؤطرين غالبا ما كانوا ينظمون أغان بهدف تنشيطي تتناغم ألحانها مع حركات الجسد، وبالتالي لا يكون للمعنى أهمية، بقدر ما يكون اللحن والإيقاع وطبيعة الكلمات المستعملة صوتيا أو لسانيا أكثر فائدة. ويضيف حسنين "أتذكر جيدا، أن الأغنية لاقت نجاحا في مخيمات المغرب، بفضل إيقاعها، فهي تبدأ بإيقاع بطيء لتنتهي بإيقاع أسرع، وهذا في اعتقادي هو سر نجاحها".
ويشير عبدالهادي غيور، عضو المكتب التنفيذي لحركة الطفولة الشعبية، إحدى أنشط جمعيات الأطفال التخييم في حقبة السبعينات من القرن الماضي، إلى أن نجاح أغنية "أرام سام سام" في كل بقاع العالم، راجع بالأساس إلى حركاتها الرياضية، التي تبدأ بوتيرة بطيئة وتنتهي بوتيرة أسرع،.
ويضيف "إنها أشبه بتحد رياضي صغير، يعلم الجماعة اتباع نسق موحد ويخلق انسجاما. إن كلماتها بسيطة ولكن تكرارها بسرعة يخلق تحديا في التركيز، والأهم أن حركاتها تنشط الدورة الدموية بشكل كبير، مع العلم أن الطفل يبقى واقفا في مكانه".
بالنسبة للصحافي السابق في وكالة المغرب العربي جمال محافظ وأحد الأسماء التي اشغلت في مجال التأطير التربوي في ستينات القرن الماضي، فيقول "سمعتها أول مرة في سبعينات القرن الماضي في أحد المخيمات التربيوية في ألمانيا. لم يكن يعرف الألمان معانيها، لكنهم كانوا معجبين بها، وعندما سألت عن اصلها، أخبروني بأنها تركية، لكن عند العودة اكتشفت أن هناك مؤطرين مغاربة من أطلقوها، وبعد مرور عقود، كانت المفاجأة الثانية، وأنا أرى أنها منتشرة بقوة على موقع يوتوب. إنها أغنية ناجحة بكل المقايسس، ولا يمكن أن تجد طفلا في العالم لا يعرف أغنية رام سام سام".
لكن، لماذا تفاجأ المغاربة، على الأقل من الجيل الجديد، عندما اكتشفوا أنها مغربية الأصل؟ يبدو الجواب المقنع هو أن الكلمات غير مفهومة بشكل واضح، "أ رام سام سام، كولي كولي، أ الرافيق أ الرافيق"، فبين من يرى أن أ رام تعني في الأصل بالدارجة "أ را مسمن أرا مسمن، قول لي قول لي، أ الرافيق، أرا مسمن".
يستبعد محمد حسنين هذا التفسير اللغوي للأغنية، ليؤكد، الأغنية النشيد اكتسحت العالم دون أن تفهم، الأهم أن هناك اعترافا بأنها مغربية، لم ننتظر أن نثبت نحن ذلك، وشخصيا أنا فخور بأن تنتج مخيمات الأطفال المغربية نشيدا مرجعيا سكن قلوب وحناجر الأطفال في كل البلدان.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
اقتصاد
تكنولوجيا
نمط الحياة