مجتمع
السياحة الجبلية.. إقبال متفاوت ودعوات للنهوض بها
27/07/2023 - 14:52
يونس أباعليففي وقت تستقطب مدن وشواطئ الشمال نسبة كبيرة من السياح، مغاربة وأجانب، مقارنة مع باقي المناطق، إلا أن الجبال بدورها لها عشاقها. غير أنه يبرز كيف أثرت تداعيات الجفاف في واقع السياحة الجبلية، بسبب جفاف وديان وعيون. فغابات خنيفرة وإفران وبني ملال مثلا لم تستقطب ما يكفي كما كانت تفعل من قبل، كما يؤكد مهنيون، في وقت تستمر مناطق مراكش وأوريكا وجبال شفشاون مثلا في استقطاب الآلاف من المواطنين.
وكان عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، أشار في مجلس المستشارين أبريل الماضي إلى أن الحكومة عملت على تثمين هذا المنتوج السياحي من خلال تعزيز مكانته واستغلال مؤهلاته حتى يرقى إلى المستوى المطلوب للرفع من تنافسيته وتعزيز جاذبيته، مضيفا أنه يتم تفعيل مجموعة من الاتفاقيات لتمويل وتنفيذ المنتوج الطبيعي مع جهات كلميم وادنون، العيون الساقية الحمراء، الداخلة واد الذهب، بني ملال خنيفرة وفاس مكناس.
في هذا الإطار، قال محمد الديش، منسق "الائتلاف الوطني من أجل الجبل"، إن السياحة الجبلية مازالت في حاجة إلى استثمارات في البنيات التحتية والخدمات الأساسية، من نقلٍ ومسالك وتوفير شبكة الإنترنت والهاتف والكهرباء.
هذا المجهود، بحسبه، "هو ما يجب على الحكومة بذله، إن أردنا لهذه السياحة أن تحقق المراد منها، لأن هناك شحا في الاستثمار العمومي".
ويربط الديش بين تفاوت الإقبال على مناطق جبلية دون أخرى مع المجهود الاستثماري الخاص، إذ أشار إلى أن منطقة مراكش مثلا تشهد مبادرات وفّرت عرضا سياحيا جبليا في الضواحي.
وقال "هناك عرض سياحي في أوريكا وإمليل وغيرها، نظرا لخصوصية مدينة مراكش، وهو ما رفع من عدد ليالي المبيت خارجها لأنها لا تستوعب الطلب في كل صيف، حيث أنشِئت دور للضيافة وفنادق ومنتجعات، وهو ما خلق تنوعا في العرض السياحي".
في المقابل، أشار إلى وجود مناطق جبلية لم تستفد من مؤهلاتها السياحية لأن المدن القريبة منها لم تُؤهّل بشكل كاف كخنيفرة وأزرو بني ملال.
وتابع "في السنوات الثلاث الأخيرة، عرفت المناطق الحبلية المعروفة موجة جفاف بسببها جفّت عيون وبحيرات (حشلاف، أكلمام، عوا...)، ولم يعد طقسها باردا، وهو ما انعكس على نسبة الإقبال عليها، حيث لم يعد يقصدها كثيرون.
ودعا الديش إلى مزيد من الاهتمام بالمناطق الجبلية المعروفة بمؤهلاتها، لكي تنتعش السياحة بها، وأن يتم تأطير هذه المناطق بسياسات عمومية لخلق أنشطة اقتصادية.
وسجل رضوان جخا، باحث في المجال السياحي بورززات، وجود تفاوتات بين الأقطاب السياحية، إذ قال إن المدن الشمالية ومراكش وأكادير والصويرة متميزة عن أقطاب أخرى، داعيا وزارة السياحة إلى اعتماد "مقاربة تحفيزية تتجه نحو ما يمكن وصفه بالتمييز الإيجابي لجهات وأقطاب معروفة تاريخيا ببعدها السياحي على غرار الجنوب الشرقي".
ولفت، في تصريح لـSNRTnews، إلى أن جهة درعة تافيلالت، مثلا، تزخر بمناطق جبلية استثنائية على غرار تغزة هونيلة بتلوات وأمزري بإمغران ومضايق تودغى بإقليم تنغير وقصر أيت بن حدو المعترف به كتراث عالمي من طرف اليونيسكو.
ودعا إلى هيكلة قطاع السياحة بتلك المناطق عبر توفير مسالك طرقية مرفقة بمدارات التشوير السياحي ومجهزة بخدمات القرب من مقاه وفضاءات لعب الأطفال وبمخيمات الاصطياف.
مقالات ذات صلة
سياسة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد