فن و ثقافة
ثريا الطير الحر .. فيلم روائي عن الطيارة الراحلة ثريا الشاوي
19/08/2023 - 10:43
إكرام زايديواصل المخرج ربيع الجوهري خوض مغامرته السينمائية والإنتاجية بعمل اختار له عنوان "ثريا الطير الحر"، والذي يصور من خلاله حياة ثريا الشاوي، أول ربانة طائرة مغربية وعربية.
أوضح المخرج ربيع الجوهري، في تصريح لـ SNRTnews، أن أهم الاعتبارات التي جعلته يختار شخصية الراحلة ثريا الشاوي في فيلمه السينمائي الجديد، تتمثل في أن حياة هذه السيدة العبقرية التي لم تطرح في أعمال إعلامية أو تلفزيونية أو سينمائية، ثم الطريقة النمطية التي تقدم بها المرأة في جل الأفلام السينمائية العربية، والتي تتجاهل نموذج السيدات المتميزات اللواتي تحدين الجهل والتبعية.
يقول الجوهري "رغم أن التاريخ في المغرب يشهد وجود العديد من المغربيات اللواتي استطعن إثبات ذواتهن وطنيا ودوليا بالبلاء الحسن الذي أبلينه في مجالات شتى، فإن الأفلام السينمائية المغربية لا تعكس ذلك لأنها ما زالت تعرض نموذج المرأة الضعيفة الخاضعة للنمط الذكوري المتشدد".
لذا، يضيف، "فإنه من العار ألا يفتخر المغاربة والعرب جميعا بنبوغ ثريا الشاوي الفتاة التي ولدت سنة 1937 وتوفيت سنة 1956، بعدما أصبحت رائدة في مجال الطيران والأدب والثقافة والفكر النسائي الداعي إلى تحرر المرأة من القيود التقليدية".
ويساهم فيلم "ثريا الطير الحر" في التعريف بتاريخ الطيران النسوي في العالم العربي والإسلامي، كما يوضح كيف نجحت إرادة هذه البطلة في إقناع حكومة مبارك البكاي (أول حكومة في تاريخ المغرب) بتأسيس مدرسة لتعليم الطيران.
ورغم أن ربيع الجوهري يصور في شريطه السينمائي كيف تناهض "ثريا" الاستعمار، فإنه يركز على أنها ليست عنصرية بالنظر إلى علاقات الصداقة التي جمعتها مع عدد من الفرنسيين، مثل لوميغر دوبروي، مدير جريدة وصاحب مصنع لزيت المائدة وناشط حقوقي فرنسي سجله التاريخ الحديث، استمرت إلى حين اغتيالها سنة 1956.
يقول الجوهري "إن فيلم 'ثريا، الطير الحر' يمثل قناعة 'متسامحة' لا تستهدف الانتقام من الأفلام المغرضة في حقنا كعالم ثالث، وإنما تتوخى خلق حوار حضاري ينبني على فلسفة الند للند".
ويتتبع شريط الجوهري مسار ثريا الشاوي التي ولدت سنة 1937 بمدينة فاس إبان الاستعمار الفرنسي، و أظهرت ذكاء حادا في سن مبكرة، من أبوين طلائعيين شجعاها على ممارسة المسرح وحرية الاختيار، رغم وجود أفكار محافظة وأخرى استعمارية.
ويصور الفيلم رغبة ثريا الشاوي في أن تصبح طيارة في مرحلة المراهقة، وهذه رغبة مستحيلة إذاك في خضم ما عاشته البلاد من أوضاع غير مستقرة، لكن والداها لم يستسلما وشرعا في التفكير في طريقة لمساعدة ابنتهما على تحقيق حلمها.
وبعد عناء طويل، يستطيع الأب إدخال ابنته ثريا الشاوي مدرسة الطيران، لتبدأ من جديد معاناة وصعوبات من نوع أخر تعترض سبيل الشابة، لكنها تستطيع التخرج وتصبح طيارة، بل وكاتبة وناشطة مدافعة عن فكرة استقلال المغرب.
الفيلم، باختصار، هو قصة امرأة أرخت لتاريخ الحركة النسائية بالمغرب ضد التزمت والهيمنة.
ولأن شريطه يعتمد على الجانب التوثيقي، فإن ربيع الجوهري عقد مجموعة من اللقاءات مع أقربائها وعدة شخصيات على غرار الراحل عبد الهادي التازي وشقيق ثريا الشاوي بفرنسا، كما أنه وظف مجموعة من الصور الحقيقية القديمة لبطلة فيلمه وأفراد أسرتها الحقيقيين، وعددا من البرقيات التي بعث بها ملوك ورؤساء وزعماء دول لثريا الشاوي، إضافة إلى مقالات كتبت عنها في جرائد مغربية وأجنبية، فضلا عن إلى كتاباتها المنشورة في الجرائد.
أما الأدوار الرئيسية في فيلمه "ثريا الطير الحر"، فأسندها المخرج لكل من الممثلة آسية بوحروز، التي لبست عباءة ثريا الشاوي، ومنال الصديقي (جسدت دور والدة ثريا) والحسين بوحسين (والد ثريا) والممثل يونس الهري وممثلين آخرين في أدوار ثانوية.
مقالات ذات صلة
فن و ثقافة
فن و ثقافة
فن و ثقافة
فن و ثقافة