عالم
الهجرة غير الشرعية.. إيطاليا تشدد الخناق
21/09/2023 - 10:57
أ.ف.بفي خطاب تنصيبها، تعهدت رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة، جيورجيا ميلوني "بمحاربة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر في البحر الأبيض المتوسط". وبعد مرور عام واحد عن هذا الخطاب، أصبح تحدي الهجرة أكثر أهمية من أي وقت مضى في شبه الجزيرة الإيطالية، بعد التدفق القياسي للمهاجرين في لامبيدوزا.
وأعلنت إيطاليا، خلال مجلس الوزراء الذي عقد مساء الإثنين، عن إجراءات "صارمة" جديدة. وهكذا، شددت روما تشريعاتها لوقف تدفق المهاجرين، خاصة من خلال إنشاء المزيد من مراكز الاحتجاز وزيادة مدة احتجاز المهاجرين.
وتعزي روما هذه الإجراءات إلى الضغط القوي لتدفقات الهجرة في سياق اقتصادي وجيوسياسي متوتر. واعتبر كتاب الأعمدة الإيطاليين أن "الزيادة المفاجئة" في أعداد الوافدين على جزيرة لامبيدوزا الصغيرة، حيث اضطر آلاف الأشخاص للنوم في العراء الأسبوع الماضي، "أجبر الحكومة على الدخول في وضع إدارة الأزمات".
ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الأحد، أثناء زيارتها للجزيرة، التي تم تجاوز قدرتها الاستيعابية "إلى حد كبير"، إلى "رد أوروبي" على الهجرة غير الشرعية، داعية الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي إلى استقبال بعض المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا.
وقالت في تصريح صحفي من لامبيدوزا الإيطالية، التي تعاني من تدفق عشرات الآلاف من المهاجرين، إن "الهجرة غير النظامية تحتاج إلى رد أوروبي"، داعية دول الاتحاد الأخرى إلى الانضمام لـ "خطة التضامن والاستقبال قصد توحيد القوى لمحاربة المتاجرين بالبشر".
من جانبها، قالت رئيسة الحكومة الإيطالية، جيورجيا ميلوني، إن "المستقبل الذي تريد أوروبا أن تمنحه لنفسها هو الذي يوجد على المحك هنا، لأن مستقبل أوروبا يعتمد على قدرتها على مواجهة التحديات الكبرى"، مؤكدة أن "روما تبذل كل ما في وسعها".
وتوجهت المسؤولتان إلى الميناء حيث ترسو عشرات القوارب المؤقتة، رفقة وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو بيانتيدوسي، وكذلك مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية، إيلفا يوهانسون.
وبهذه المناسبة، تم الكشف عن إعلانات جديدة لمساعدة روما على مواجهة هذا التحدي. وقدمت فون دير لاين خطة طوارئ من عشر نقاط لمساعدة إيطاليا على إدارة العدد القياسي للمهاجرين الوافدين على أراضيها.
وتروم الخطة الاستجابة للوضع الحالي، وتوزيع المهاجرين بشكل أفضل بين الدول الأوروبية ومنع تكرار حالات الوصول الجماعي التي تشكل ضغطا كبيرا على القدرات اللوجستية والإدارية لإيطاليا.
ومن المفترض أيضا أن تجمع الخطة بين الحزم ضد المهربين وتسهيل القنوات القانونية للدخول إلى المنطقة الأوروبية للمرشحين المؤهلين للحصول على اللجوء.
علاوة على ذلك، ترغب المفوضية في "زيادة حملات التوعية والتواصل لمنع العبور عبر المتوسط"، مع "مواصلة العمل على تقديم بدائل مثل القبول الإنساني والقنوات القانونية للهجرة".
وأشار الصليب الأحمر الإيطالي، الأحد الماضي، إلى أن جزيرة لامبيدوزا، التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 400 شخص، لا تزال تضم 1500 مهاجر، ولن يعوض نقلهم إلى صقلية والقارة عدد الوافدين الجدد.
وقال الصليب الأحمر، الذي يدير مركز الاستقبال بالجزيرة، إنه "يتم التخطيط لعمليات نقل أخرى". ويتم توجيه سفن المنظمات غير الحكومية، مثل سفينة (جيو باريتنس) التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، والتي أنقذت ما يقرب من 500 مهاجر في 11 عملية، إلى الموانئ الإيطالية الكبرى.
لكن العشرات من القوارب الصغيرة تواصل عبور البحر الأبيض المتوسط وتصل مباشرة إلى لامبيدوزا، حيث وجد نظام إدارة المهاجرين نفسه على وشك "الاختناق".
وقالت ميلوني يوم الجمعة الماضي "إن ضغط الهجرة الذي تشهده إيطاليا منذ بداية العام لا يمكن تحمله". ومنذ بداية العام، وصل ما يقرب من 118 ألف و500 مهاجر إلى إيطاليا على متن القوارب، أي ما يقرب من ضعف العدد المسجل خلال نفس الفترة من العام 2022، والذي بلغ 64 ألف و529.
مقالات ذات صلة
عالم
مجتمع
عالم
إفريقيا