نمط الحياة
فوزي بنسعيدي.. مسار من الحافة إلى الثلث الخالي
29/11/2023 - 18:25
إكرام زايدتحتفي المدينة الحمراء بالمخرج المغربي المتميز فوزي بنسعيدي، إذ يكرمه المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته العشرين إلى جانب النجم الدنماركي ماتس ميكلسن.
فوزي بنسعيدي هو ذلك المبدع الصامت الذي يفسح المجال لأعماله لتتحدث عنه، لأنه يدرك تماما مستوى قدراته وكيف يطبع اسمه في كل عمل من أعماله السينمائية القصيرة أو الطويلة التي تتميز بواقعية يزينها وشاح السخرية.
هو خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط سنة 1990، وهو ما أهله لتطويع مواهبه وتوجيهها نحو الوجهة الصحيحة إذ تابع دراسته العليا في جامعة باريس حيث حصل على الماجستير في المسرح، كما انضم بعدها إلى المعهد الوطني العالي للفن الدرامي بالعاصمة الفرنسية.
اشتغل في المسرح وتعلم تقنيات التشخيص، وتعلم تقنيات السيناريو على يد السيناريست الفرنسي جون كلود كاريير الحاصل على جائزة أوسكار فخرية عن مجمل أعماله.
كل ذلك، أهل بنسعيدي لامتلاك رؤية خاصة تتعدى الأسلوب التقليدي في المعالجة الدرامية، وتصل حدود التجريب وهذا ما جعل أعماله السينمائية تحظى بالتتويجات في كبريات المهرجانات السينمائية العربية والدولية.
عبر بنسعيدي بعدها إلى مجال الإخراج، من خلال إنجاز مجموعة من الأفلام القصيرة التي حمل أولها عنوان "الحافة" سنة 1997 وتوج بـ 23 جائزة، أعقبه شريط "الحايط" (سنة 2000) الذي حصل على جائزة في مهرجان "كان" السينمائي، وصولا إلى فيلم "خيط الشتا" الحائز على جائزة في مهرجان البندقية.
بعد هذه التجارب التي خاضها بنسعيدي في مجال إخراج الأفلام القصيرة، مر إلى الأفلام الروائية الطويلة التي استهلها سنة 2003 من خلال الشريط الروائي الطويل "ألف شهر" المتوج بجائزة الشباب في مهرجان "كان" السينمائي.
وبحلول سنة 2006، أقدم بنسعيدي على إخراج فيلمه الروائي الطويل الثاني "يا له من عالم رائع" سنة 2006، ثم فيلمه الروائي الطويل الثالث "موت للبيع" سنة 2011 ثم الرابع تحت عنوان "وليلي" سنة 2017، وصولا إلى أحدث أعماله الروائية الطويلة "الثلث الخالي" الذي عرض ضمن فعاليات المهرجان السينمائي لمدينة أجنيه الفرنسية في غشت 2023، كما عرض في أسبوعي المخرجين في إطار مهرجان "كان" السينمائي لسنة 2023، دون إغفال العروض الجماهيرية في القاعات الفرنسية.
لعل الخيط الناظم بين الأفلام السينمائية للمخرج فوزي بنسعيدي، حضور القضايا السياسية وحقوق الإنسان في جلها لأنه مهووس بهذه النقاشات التي دارت في المغرب بعد نهاية سنوات الرصاص.
كما تلتقي أعماله السينمائية في نقطة تثمين الأماكن والشخوص، عبر توثيق جمال وخصوصيات المغرب الثقافية والبيئية والاجتماعية، على غرار نهجه في فيلم "الثلث الخالي" الذي صورت أحداثه في بعض مدن وقرى المغرب إضافة إلى الصحراء، حيث تتبع رحلة صديقين يسافران بحكم طبيعة عملهما في عدد من المناطق الموجودة جنوب المملكة، وتتوالى أحداث الشريط ليتفاجأ الصديقان ذات يوم، خلال وجودهما في إحدى محطات الوقود، بوقوف رجل مريب أمامهما، وهو ما يدفعها إلى الفرار وعيش تفاصيل مطاردة في قلب الصحراء.
كل ما سبق ذكره، يقود إلى القول إن المخرج فوزي بنسعيدي من الأسماء السينمائية التي فرضت نفسها بقوة وباستمرارية في المشهد السينمائي المغربي منذ شريطه القصير الأول "الحافة" المتوج بـ 23 جائزة (كما سبقت الإشارة إلى ذلك)، أكدت أن الأمر يتعلق بميلاد مخرج واعد ومختلف في عالم السينما ومبعث فخر واعتزاز على مستوى السينما المغربية.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة