نمط الحياة
داء بوت أو سل العمود الفقري .. ماذا نعرف عنه؟
30/03/2024 - 11:23
وئام فراجيُعرف داء بوت "Le Mal de Pott"، بأنه مرض سل العظام الذي يصيب العمود الفقري، وهو نوع من التهاب المفاصل السلي، لمفاصل بين الفقرات، ويسمى التهاب الفقار السلي. وسمي بداء بوت نسبة لـ"بيرسيفال بوت"، أحد مؤسسي علم جراحة العظام.
بكتيريا تصيب العمود الفقري
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور سعد بنيس، جراح الأعصاب المختص في علاج أمراض العمود الفقري، أن داء بوت مصطلح دقيق يتعلق بداء السل الذي يصيب العمود الفقري فقط، ويختلف عن باقي أنواع داء السل التي يمكن أن تصيب المخ والجهاز العصبي والجهاز الهضمي والتنفسي.
وأبرز الدكتور بنيس، في تصريح لـSNRTnews، أن داء بوت ينتج عن بكتيريا تصيب العمود الفقري يعود مصدرها لداء السل، مشيرا إلى أنه ينتقل من الرئتين لباقي أعضاء الجسم عن طريق الدم، ليبدأ في التطور.
وأضاف الطبيب المختص في علاج أمراض العمود الفقري أن هذا المرض يتطور بشكل بطيئ جدا، ويمكن أن يستمر لأسابيع أو أشهر قبل الإحساس بأعراضه والإصابة بالتعفن، موضحا أنه ليس كثير الانتشار في المغرب وذلك في ظل غياب معطيات دقيقة حول نسبة الإصابة به.
وحول أسباب الإصابة بهذا المرض، أوضح بنيس أنها مرتبطة أساسا بداء السل، إذ تنتج عن مرافقة شخص مريض بهذا الداء عن قرب، أو نقص في المناعة ما يؤدي إلى تطور البكتيريا.
وفي ما يتعلق بأعراض داء بوت، لخصها جراح الأعصاب المختص في علاج العمود الفقري في نقص الوزن، والإصابة بالحمى، والتعرق الكثيف في الليل، ثم الإحساس بألم في العمود الفقري خصوصا أثناء النوم، أو ألم ميكانيكي عند المشي أو عند الوقوف.
تشخيص دقيق
وأكد بنيس أن الفحص السريري لا يكشف عن المرض في البداية، بحيث تتطلب هذه العملية تشخيصا دقيقا وإجراء الفحص عبر الأشعة من أجل الكشف عن وجود خلل في العمود الفقري، كما يمكن أن يتم أخذ عينة من العمود الفقري من أجل الحصول على تشخيص دقيق يظهر وجود البكتيريا.
وأبرز أن المغرب لديه خبرة واسعة في تشخيص مرض السل بجميع أصنافه أكثر من بعض الدول الأجنبية، وذلك لكون المغرب واجه انتشارا كبيرا لهذا الداء وتمكن من القضاء عليه عبر اللقاح الذي أصبح ملزما منذ الولادة.
وحول إمكانية الإصابة بعدوى "داء بوت"، أكد الطبيب المختص في علاج العمود الفقري أن سل العمود الفقري لا يعدي الآخرين من اللقاء الأول مثل سل الرئتين، موضحا أن العدوى تمر عبر الهواء لشخص آخر غير ملقح ومناعته ضعيفة وتتطلب التواصل المباشر مع المريض مرارا وتكرارا.
وفي ما يتعلق بالعلاج، أوضح الدكتور بنيس أن الطبيب المختص يصف للمريض أدوية وبروتوكلات دقيقة تتراوح ما بين 3 إلى 4 أدوية، وهي عبارة عن مضادات حيوية يتم تناولها لبضعة أشهر، مشيرا إلى أن هذه الأدوية تعالج داء السل بصفة عامة والاختلاف يكون فقط في مدة العلاج.
وشدد بنيس على ضرورة الالتزام بالتلقيح ضد مرض السل، وأخذ الحيطة والحذر بالنسبة للأشخاص المصابين بنقص المناعة، من أجل تجنب الإصابة بمختلف أشكال مرض السل.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع