عالم
هل هي بداية أفول نجم مؤسس "على بابا"؟
31/12/2020 - 11:09
SNRTnewsلطالما افتخرت الحكومة الصينية بـ"جاك ما"، فقد قدمه التلفزيون الصيني الحكومي منذ عام 2004 باعتباره من أفضل 10 رواد أعمال صينيين... لكن شهر العسل بين الجانبين انتهى فيما يبدو.
فتحت السلطات الصينية، منذ الخميس الماضي 24 دجنبر 2020، تحقيقا ضد مجموعة "علي بابا" المملوكة لجاك ما، بسبب ما وصفته بـ"الممارسات الاحتكارية"، التي تقوم بها الشركة.
قبل ذلك بشهرين فحسب، حرمت السلطات الصينية فرع الشركة المالي "أنت غروب" من دخول البورصة، قرار يعود للرئيس الصيني شي جين بينغ شخصياً بحسب وسائل إعلام غربية. فيما بات يعتبره مراقبون محاولة من السلطات الصينية لـ"تقزيم" مستثمر أسس "إمبراطورية" استثمارية في أقل من ربع قرن.
وأمرت الهيئات المشرفة على السوق الصينية، شركة "أنت غروب" بتغيير نموذجها الاقتصادي جذرياً، والاكتفاء بنشاطها الرئيسي المتمثل في للأداء الالكتروني، بعدما وسعت الشركة نشاطها نحو قطاع القروض والتأمين. كما فرضت على المجموعة قبل أسبوع غرامة قدرها 500 ألف يوان صيني، لعدم إبلاغها عن عملية استحواذ.
الرجل الذي يقف خلف هذا النمو المضطرد يدعى "يون ما"، قبل أن يختار أن يطلق على نفسه اسم "جاك ما". ولد في شتنبر من عام 1964 بمدينة هانغزهو الصينية، وحصل على إجازة في اللغة الإنجليزية من جامعة المدينة نفسها عام 1988.
سيتحول ذو القامة القصيرة هذا إلى قصة ملهمة، حين سيُرفض التحاقه بمدرسة الشرطة بسبب قصر قامته، ويُمنع 10 مرات من الالتحاق بجامعة "هارفرد" الأمريكية المرموقة، بل حتى أنه تقدم لوظيفة نادل لدى مجموعة مطاعم "كنتاكي"، لدى دخولها السوق الصينية، دون أن يتلقى إشارة بالقبول.
تراكم الفشل لم ينل من عزيمة "ما"، الذي مضى يشتغل في وظائف صغيرة، امتطى دراجة هوائية كان يوصل عليها مشتريات الصينيين إلى بيوتهم، قبل أن يؤسس وكالة للترجمة مستغلا درايته باللغة الإنجليزية.
سيشكل هذا الحدث منعطفاً في حياته، ذلك أن رحلة صوب الولايات المتحدة الأمريكية كمترجم لبعثة صينية عام 1995، ستقوده للتعرف على شبكة الأنترنت، ومعاينة كيفية اشتغال الشركات الناشئة في منطقة "سيليكون فالي" الأمريكية.
لم يستغرق "ما" سوى بضعة أعوام بعد ذلك، وتحديداً عام 1999 سيؤسس استناداً إلى ما عاينه في بلاد العم سام، أول شركة للتجارة على شبكة الإنترنت، تحت مسمى "علي بابا". شركة ستقلب مفاهيم التجارة واللوجستيك في العالم رأساً على عقب، فالفضل يعود لها في رفع شعبية التجارة الرقمية وإزالة التوجس عنها.
ولعل من مفاتيح فهم تغير هوى السلطات الصينية تجاه مشاريع جاك ما، النمو المخيف لرقم معاملات "علي بابا"، بعد 21 عاماً فقط من تأسيسها. ففي عام 2014 كان الرقم في حدود 8 مليارات ونصف المليار دولار، قبل أن يتضاعف أكثر من 8 مرات، ليصل إلى نحو 72 مليار دولار عام 2020.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
تكنولوجيا