نمط الحياة
Squid Game .. كيف يؤثر المحتوى العنيف على الطفل؟
28/10/2021 - 08:30
نضال الراضي"123 Soleil" وحلوى السكر وشد الحبل ودمية ضخمة وغريبة، محتوى قد يجذب الأطفال، بعد الانتشار الواسع الذي حققه مسلسل "سكويد غايم"، على شبكات التواصل الاجتماعي. وقد يظن معه الآباء أن الأمر يتعلق فقط بألعاب طفولية تقليدية، ليفاجأ بعضهم بشكاوى من المؤسسات التعليمية، تحذر أولياء الأمور من سلوكيات عنيفة يقلد من خلالها التلاميذ، السلسلة الأشهر حاليا، ليكتشفوا أن أحداثها تدور حول ألعاب قاتلة وسط مشاهد دموية عنيفة.
هل يمكن أن يؤثر المسلسل على سلوك الطفل؟
في هذا الصدد، كان لـSNRTnews حديث مع صوفيا جديري، معالجة نفسانية خاصة بالعلاج السلوكي المعرفي لدى الأطفال والمراهقين، التي تؤكد بأن استهلاك المحتويات العنيفة عن طريق مشاهدة التلفاز أو الألعاب والأجهزة الإلكترونية من شأنه أن يؤثر على سلوكيات الطفل أو المراهق، بسبب "محدودية النضج الفكري"، لدى هذه الفئة التي يصعب عليها التمييز بين العنف الحقيقي والافتراضي، بالإضافة إلى تمتع أذهانهم بسرعة التقاط قوية، تساهم في التأثر بمحتوى معين لمدة أطول وبالتالي تقليده أو تطبيقه على أرض الواقع.
وتعتبر المتخصصة، أن الفئة العمرية بين 10 و16 سنة، تتمتع بقدرة كبيرة على الاحتفاظ بالأحداث داخل الذاكرة، بسبب عدم تحمل المسؤوليات والانشغال والتفكير بأمور الحياة اليومية مقارنة مع الكبار. في المقابل، قد يشغل ذهن الطفل أحداث معينة في مسلسل "بل قد يتفاعل عاطفيا معها ويفكر فيها قبل النوم، مما يجعله يقلدها أو يطبقها على أرض الواقع، لذلك عادة ما ينصح الاختصاصيون بضرورة مراقبة نوع المحتوى الافتراضي الذي تستهلكه هذه الفئة. كما نؤكد على أهمية أن يكون مناسبا لسنهم.
محتوى يبرر العنف
"كلما ازداد استهلاك الطفل أو المراهق للمحتوى العنيف، كلما انعكس ذلك على سلوكياته وردود أفعاله، التي تصبح أكثر حدة مع مرور الوقت، خاصة أن هذا النوع من المسلسلات يضفي نوعا من الشرعية للعنف، كما تبرز الأحداث مجموعة من المبررات للضرب والجرح. هذه العوامل، قد تجعل الطفل يقتنع بسهولة بأن العنف طريقة مقبولة ومبررة لحل المشاكل، لأن البطل أو القدوة يستخدمها أو يقبل بها في أحداث المسلسل"، تشرح جديري.
وتؤكد المتحدثة ذاتها أن هذه العوامل تجعل من الطبيعي بأن ينخرط الأطفال في سلوكيات عنيفة داخل الفضاء الذي يجتمعون فيه وهو المدرسة، خاصة إذا كان مسلسل كـ"سكويد غايم"، الذي انتشر بشكل كبير، قد تمت مشاهدته من طرف جميع زملاء الطفل أو المراهق بالمؤسسة.
عامل آخر تؤكد المتخصصة على الانتباه له، هو أن الفئة العمرية بين 12 و17 سنة، تتأثر بالمحتوى "الدرامي"، الذي يتضمن أحداثا مؤلمة وعنيفة، بخلاف المحتوى الكوميدي مثلا الذين يتفاعلون معه بشكل لحظي فقط، مبرزة بأن متابعة الأحداث غير مالعتادة والغريبة على نمط عيشهم اليومي، تلتصق بأذهانهم لمدة أطول.
ماذا يمكن أن يفعل الآباء؟
"في حال أصر الطفل أو المراهق على مشاهدة سلسلة أو محتوى مماثل للعبة الحبار، أنصح الآباء بمرافقته أثناء المشاهدة، هكذا نضمن حوارا بين الآباء والأطفال يقوم على توضيح أحداث المسلسل بأنه مجرد دراما ومنتوج استهلاكي، مع الحرص على جعل المشاهدة بمثابة سهرة للتسلية والضحك كي لا يركز الطفل مع مشاهد العنف وبالتالي تسجيلها ذهنيا"، توضح جديري.
وأكدت على أن هذه الوسيلة، تعتبر أكثر أمانا، من أن يشاهد الطفل أو المراهق محتوى مماثلا لوحده وبالتالي يقع تفاعل وتأثر أكثر مع الأحداث.
وتدعو الاختصاصية الآباء إلى ضرورة مراقبة المحتوى الذي يستهلكه صغارهم والحرص على الحوار ومشاركة الأحداث، كي لا يحتفظ الطفل بأفكار خاطئة ويصدق مشاهد غير حقيقية.
مقالات ذات صلة
مجتمع
نمط الحياة
نمط الحياة
تكنولوجيا