مجتمع
إنقاذ ريان .. مجهودات كبيرة لفرق الإغاثة
05/02/2022 - 15:04
وئام فراجتعمل فرق الإغاثة ليلا نهارا دون توقف من أجل انتشال الطفل ريان من البئر؛ إذ تخوض سباقا محموما مع الوقت، متحدية جميع الصعوبات التي تواجهها للوصول إلى هذا الصغير.
مجهودات متواصلة
وتحاول فرق الإنقاذ تأمين فتحة أفقية لإخراج الطفل، وذلك بعد دراسة تقنية لمهندسين طوبوغرافيين وعناصر من الوقاية المدنية لطبيعة التربة المحيطة بالبئر، بهدف تأمين جنبات الفتحة.
وتجند لإنجاح هذه العملية أزيد من 12 عنصرا يشتغلون داخل الحفرة الموازية للبئر الذي سقط فيه الطفل ريان، إذ لم يتبق لحدود كتابة هذه الأسطر سوى أقل من مترين للوصول إلى مكان الطفل.
الصحراوي.. خبير الآبار
بالإضافة إلى خبرة اللجنة المكلفة بالإنقاذ والمهندسين الطبوغرافيين الموجودين بعين المكان، استعانت فرق الإغاثة خلال هذه المرحلة الصعبة والدقيقة من عملية الحفر الأفقي، بخبرة حفار آبار متمرس يدعى "علي الصحراوي" نظرا لانتسابه لمدينة أرفود.
وصادف وجوده بالمنطقة لحفر أحد الآبار وقوع حادثة الطفل ريان، ما جعل فرق الإغاثة تستعين به نظرا لخبرته الطويلة في المجال.
ويحظى "الصحراوي" بشعبية كبيرة وسط الحشود المتجمهرة بعين المكان، إذ بمجرد توقفه عن الحفر بيديه وظهوره إلى العامة تبدأ التصفيقات وعبارات التشجيع التي تزيد من إرادته في العمل بسرعة لإخراج الطفل من البئر.
كما يتشارك رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوره، نظرا لشجاعته وإنسانيته، بحيث أكد رغبته في مواصلة عملية الحفر اليدوي دون كلل أو راحة إلى حين التمكن من إنقاذ ريان.
من جهة أخرى، حاول متطوعون، في وقت سابق، بمعية فرق الإنقاذ النزول إلى البئر لانتشال الطفل لأكثر من مرة، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل نظرا لضيق قطر البئر الذي لا يتجاوز 45 سنتيمترا.
وتم التفكير، كذلك، في توسيع قطر البئر، قبل أن يتم التراجع عن هذا القرار بسبب مخاوف من انهيار التربة، ليتم الاستمرار في حفر النفق الموازي بحذر شديد مخافة وقوع أي انهيار.
وسبق لعبد الهادي التمراني، عن لجنة اليقظة والتتبع المكلفة بعملية الإنقاذ، التأكيد في تصريح لموفدي SNRTnews بعين المكان، أن فرق الإغاثة وصلت إلى أصعب مرحلة في عملية إنقاذ الطفل ريان، إذ بلغت مرحلة حساسة.
وأكد التمراني الاستعانة في هذه العملية بفريق من المهندسين المدنيين، وبتقنيي المسح الطوبوغرافي، وكذلك بمختصي الوقاية المدنية، مبرزا أنه لا يمكن المجازفة بإمكانية انهيار الثقب المائي المهدد بدوره بالهدم، لأنه مُحدث منذ سنوات خلت بطريقة عشوائية.
وبالإضافة إلى مجهودات فرق الإنقاذ، تمت تعبئة مروحية طبية تابعة للدرك الملكي، مجهزة بأجهزة الإنعاش، من أجل تسريع نقل الطفل ريان إلى أقرب مؤسسة صحية، إذ توجد المروحية على بعد حوالي 15 كيلومترا من مكان الحادث.
حوادث مماثلة
ويعيد حادث سقوط الطفل ريان في بئر، وجهود السلطات المحلية لإنقاذه، إلى الأذهان حوادث مأساوية أخرى عاشها أطفال في قعر آبار في مناطق مختلفة من العالم وتطلبت ساعات وأيام عديدة لانتشالهم.
وعلى سبيل المثال، شهدت إسبانيا حادثا مشابها في عام 2019 حينما سقط طفل يبلغ عامين عرضا في بئر، لكنه انتهى بمأساة، إذ تم العثور عليه ميتا بعد مرور 13 يوما من عمليات البحث.
كما سقط من قبل، طفل سعودي في منطقة حائل، داخل بئر ارتوازية عمقها 20 مترا واستطاعت فرق الإنقاذ انتشاله، وفي منطقة إدلب السورية سقط طفل عمره 10 سنوات في بئر، كذلك، واستمرت محاولات إنقاذه 55 ساعة، إلا أنه فارق الحياة قبل دقائق من انتشاله.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع