مجتمع
إنقاذ شخصين إثر انهيار بيت بـ"درب مولاي الشريف"
08/01/2021 - 15:40
مهدي حبشيفي عين المكان، نساء ينتحبن ملء قهرهن، ولا يُعلم إن كانت دموعهن تنعى جارا، كان بالأمس القريب يُلقي التحية عند باب ذلك البيت المنهار بابتسامة محبة، حتى استحال إلى ركام لا يُعلم إن أبقى على روحه أم استلها؟ أو لعلها دموع الخشية من مصير بات يتربص بكل ساكنة الحي، إثر واقع سكني لا تخطئ العين المجردة هشاشته.
نظرة واحدة تكفي ليدرك المُعاين أن معظم بيوت ذلك الحي غدت أوهن من بيت العنكبوت، تُهدِّد بالتداعي تباعاً في كل دقيقة أو ثانية. يشهد على ذلك بيتٌ،
لا يبعد عن ذلك المنكوب سوى بخطوات معدودة، لم يتبقّ ضمن مساحته سوى بعض الحجارة الشاهدة على مأساة شبيهة قبل سنوات قليلة على الأكثر.
بمحاذاة البيت المنكوب، يوجد آخر ينتصب بالكاد، لا تشد أزره سوى أعمدة فولاذية، تطل ساكنته من النوافذ تفرجاً على الكارثة، ويمارس ضمنه بقّال تجارته على نحو اعتيادي، كأنهم سلموا واستسلموا لمصيرٍ لن يُبقي ولن يذر، وكل في انتظار دوره.
"حذرته أكثر من مرة، وطلبت منه أن يغادر البيت"، جُملة تكاد تتهامسها كل الألسن ضمن الحشد البشري الذي أحاط بالمبنى المنهار. الحزن اختلط بالغضب، وأعصاب الجيران تشنجت، حتى إذا طلب منهم صحافي إخباره بما حدث، انتفضوا في وجهه مطالبين إياه بتركيز اهتمامه على الضحايا، كما لو أن "ميكروفونه" أداة لإحياء الموتى أو انتشال الجثث.
حالة احتقان عاينها "SNRTnews" بين ساكنة الحي، التي بدا وكأن الحادث المأساوي محض نقطة أفاضت كأس حنقهم إزاء واقعهم السكني الهش. واقع لم يفوتوا فرصة ظهور عامل عين السبع الحي المحمدي بعين المكان، ليعبروا عنه بكل عفوية، مرددين صيحات استنجاد بجلالة الملك محمد السادس من خطرٍ داهم.
العامل، حسن بنخيي، وإن كان محاطاً ببضعة رجال أمن يرافقونه، إلا أنه توجه صوب الجموع، وأنصت إلى ما تيسر من شكاوى، لسانه ظل معقوداً طوال جولته بالأرجاء، وتعابير وجهه لم تخفِ اختلاط المشاعر عليه، حتى أنه رفض الإدلاء بأي تصريح للصحافة، وفضل أن يلتحق برجال الوقاية المدنية ضمن منطقة الخطر، دون خوذة ولا لباسٍ يقيانه خطر انهيار ثان يلوح للعيان.
عمالة مقاطعات عين السبع-الحي المحمدي أعلنت أن المنزل المنهار إثر التساقطات المطرية التي عرفتها مدينة الدار البيضاء أخيراً، كان مدرجاً ضمن المباني الآيلة للسقوط، لكن بعض الأشخاص كانوا يحتلونه بشكل غير قانوني بعد إخلائه من قاطنيه منذ حين.
أمطار الخير التي استقبلتها الأراضي الفلاحية بحفاوة، بلغت 100 ملم في 24 ساعة الأخيرة بمدينة الدارالبيضاء، التي أدت ضريبتها على شكل فيضانات أغرقت عديد الأحياء واجتاحت البيوت مخلفة أضراراً مادية جسيمة، تتضرع النفوس إلى الله ألا تطال الأرواح على الأقل.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع