مجتمع
الأعراس الصيفية .. كورونا أول المدعوين
14/07/2021 - 09:23
نضال الراضي
حفلات زفاف وتظاهرات ومناسبات عديدة، أصبحت تسبب مؤخرا تجمعات بالمئات، تؤدي إلى انتشار العدوى بين الضيوف والمدعوون، مما يزيد من قلق الجهات الصحية من انتكاسة وبائية جديدة، في حال استمرت صور التراخي التي بدأت تظهر لدى المواطنين.
بيئة "مثالية" لانتشار الفيروس
يشدد الاختصاصيون، على ضرورة الحرص على آمن وسلامة المحيط العائلي، خلال هذه الظروف وذلك بتحمل المسؤولية الفردية والجماعية، في الوقاية من الفيروس، عن طريق الالتزام التام في اتخاد التدابير الوقائية، بالرغم من السماح بإجراء المناسبات والأعراس.
بهذا الصدد، يؤكد الطبيب والباحث في النظم والسياسات الصحية، الطيب حمضي، على أن الدراسات أثبتت بأن الأماكن المغلقة تشكل بيئة مثالية لانتشار فيروس "كوفيد-19"، بين الأشخاص، خاصة عندما يمكثون في نفس المكان لمدة طويلة.
هذا ما ينطبق جليا، على معظم الفضاءات التي تقام داخلها المناسبات والأعراس خلال الفترة الأخيرة، كالصالات المغطاة والمنازل الضيقة، التي تظهر تراخي الأغلبية، أثناء حضورهم المناسبات.
ويرجع الدكتور حمضي، إمكانية انتشار الفيروس بين صفوف المدعوين، إلى تواجد مجموعة كبيرة من الأشخاص داخل فضاء مغلق، دون احترام التدابير الاحترازية لتفادي التقاط العدوى.
ويضيف:" كلما ازداد عدد الأشخاص المدعوين، كلما كانت إمكانية تفشي الوباء بينهم أكبر، خاصة عند إهمال أساسيات الوقاية".
ويؤكد المتحدث ذاته، على أن تواجد متحور "دلتا" الجديد، المعروف بسرعة انتشاره، من شأنه أن يأجج الوضعية الوبائية بالبلاد، داعيا إلى أفضلية تأجيل هذه المناسبات، إلى حين تراجع معدل الإصابات والتخلص من النسخ المتحورة من الفيروس.
كيف نتفادى "انتكاسة وبائية" بسبب الأعراس؟
يدعو الدكتور حمضي، لأهمية الحرص على اختيار فضاءات شاسعة قابلة للتهوية، أو خارجية عند التخطيط لإقامة حفلات الزفاف ومختلف المناسبات، مبرزا أن ذلك يقلل من إمكانية انتشار الفيروس.
ويرى المتحدث ذاته، أنه من الأفضل ألا يحضر هذه المناسبات سوى الأشخاص الملقحين وذلك لتفادي الآثارا الجانبية الحادة والحالات الحرجة في حال انتشر الفيروس داخل إحدى الأسر.
في نفس السياق، ينصح حمضي، الأشخاص الغير ملقحين خاصة الفئة فوق سن الـ40، إلى الاعتذار عن حضور حفلات الأعراس وجميع المناسبات التي تشهد التجمعات، داعيا نفس الفئة إلى الانخراط الضروري في عملية التطعيم الوطنية.
ويشدد الطبيب والباحث، على ضرورة تفادي الجلوس داخل الأعراس والمناسبات لمدة طويلة، معتبرا أن الوقت يعد عاملا مصيريا في انتشار العدوى.
ويضيف:" بما أننا نواجه وضعية صحية استثنائية، من شأن المناسبات القصيرة المدة أن تكون أقل خطورة من تلك التي يبقى داخلها المدعوون بالساعات".
ويشير حمضي، إلى ضرورة ارتداء الكمامة داخل المناسبات خاصة بالنسبة للأشخاص الغير ملقحين، بالخصوص داخل الفضاءات "القليلة التهوية" وتفادي السلام والعناق وإلقاء التحية من بعيد.
ويدعو المصدر ذاته، منظمي ومالكي قاعات الأفراح والمناسبات، إلى أن ينخرطوا جميعا في محاربة انتشار الوباء داخل الأسر خلال الأعراس وذلك عن طريق التشديد في الالتزام بالشروط الوقائية التي حددتها السلطات الصحية، كالحرص على احترام مبدأ 50 في المائة من الطاقة الاستيعابية والقيام بتعقيم الصالات وتهويتها، بالإضافة إلى توفير وسائل التطهير والنظافة والأقنعة داخل القاعات.
كما يدعو الدكتور حمضي، المقبلين على الزواج، إلى التفكير في تأجيل حفل الزفاف، خاصة في الفترة الحالية التي تشهد مجموعة من المستجدات، أبرزها العطلة الصيفية ودخول المسافرين، بالإضافة إلى ظهور السلالات المتحورة من الفيروس.
ويختتم المتحدث حديثه بالقول:" يمكن ألا يشكل حضور المناسبات، خطرا على المدعوين، شريطة الالتزام التام بجميع التدابير الوقائية المتعارف عليها، لضمان مرور المناسبات في أحسن الظروف".
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع