سياسة
الاستقلال.. الشباب "وقود" المقاومة
18/11/2020 - 20:04
نضال الراضي18 نونبر من كل سنة، هي لحظة للذكرى تعود فيها عقارب الساعة إلى مرحلة تاريخية عاشها الشعب المغربي، إنها لحظة إعلان نهاية الحجر الفرنسي على المغرب باسم الحماية، وعودة الملك محمد الخامس من منفاه القسري، إلى أرض الوطن، بعد نضال طويل كان أساسه الشباب من المغربيات والمغاربة.
في مرحلة النضال ضد الحجر ومن أجل عودة السلطان الشرعي إلى عرشه، لعب الشباب المغربي، أدورا بطولية في المقاومة، خلدت أسماءهم تاريخ المغرب المعاصر، ورسمت دماؤهم، طريق المغرب المقبل على الاستقلال والبناء.
التشبث بالاستقلال
"كنت شابا يافعا، لم أتجاوز العشرين سنة من عمري، عندما قدمت من مسقط رأسي دكالة، في اتجاه الدار البيضاء، كان ذلك في الأربعينيات من القرن الماضي، ولو أنني اشتغلت مبكرا كعامل بشركة الملاحة "Comanav"، وكانت ظروف المعيشة أفضل من البادية. فقد كنت أشعر بالمذلة وأنا أشتغل عند الفرنسيين. كان طموحي الكبير أن تنعم بلادي بالحرية والاستقلال. لذلك كنت أشارك أقراني من شباب عين الشق بالدار البيضاء، الذين كان جلهم، من طلاب الكلية والثانويات، المظاهرات للمطالبة بالاستقلال"، يقول حميد المالكي، أحد شباب المقاومة أنداك، في شهادته لـ"SNRTnews".
عند عودة الملك محمد الخامس من المنفى، بـتاريخ 16 نونبر 1955، عاش المالكي ضمن أقرانه من الشباب فرحة عارمة ويعود ليعانق أحلام أقرانه.
أبناء لأحياء الشعبية في الطليعة
"كان والدي رحمه الله، عاملا بمعمل "شنوف" لصناعة السكر بمدينة الدار البيضاء، وكان عضوا خلية بـ"درب السلطان" في منظمة الهلال الأسود. كان يبلغ من العمر آنذاك 36 سنة، وكنت أبلغ حينها 15 سنة. وكان بيتنا ملتقى اجتماعات، لأعضاء من الخلية. وكان البيت، يتوفر على مخبأ صغير، خبأ فيه والدي الأعلام الوطنية، وصور المغفور له محمد الخامس"، يحكي عبد الحفيظ عزوز لـ"SNRTnews".
ويروي المتحدث كيف أن والده الحاج بنداود عزوز، كان يحدثه عن الملاحقات والمداهمات للبيوت والاعتقالات التي همت عددا من أعضاء المقاومة الشباب؛ "كانت أحياء درب الكبير ودرب بوشنتوف ودرب البلدية وشارع الفداء. فضاء شعبي يحتضن جملة من المقرات السرية لأعضاء المقاومة، ضمنهم مجموعة من الرموز كإدريس الحريزي، بـدرب البلدية والعبدي أمام سينما "شهرزاد".
لحظة نفي االسلطان، كانت الفتيل الذي أشعل نار الغضب والمواجهة بين الشعب، وسلطات الحماية مما عجل بالالتحام بين الملكية، والحركة الوطنية والشعب. يقول عبد الحفيظ: "كنا آنذاك صغارا وشبابا، متشبعين بروح الوطنية وقيم المواطنة. وكنا مجندين برغم صغر سننا، لخدمة الوطن، والانخراط في مسيرة الاستقلال، وبناء المستقبل".
كانت سلطات الحماية تريد إحكام قبضتها على البلاد، واغتيال روح المقاومة عن طريق الاعتقال والتصفيات، وإخماد دور الحركة الوطنية، ويحكي المتحدث كيف أن قرار النفي دفع بتفجير الأوضاع، وإطلاق المظاهرات الشعبية في أحياء المدينة، وأصبح سكان درب السلطان وحدة شعبية متراصة، حيث خرجوا في مظاهرات وسط الأحياء وبشارع الفداء، معلنين الاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس.
عودة الأمل..
"إنها لحظة عزيزة على قلبي، وقلب كل المغاربة، تترجم حب الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه، وانطلاقة متجددة، من أجل الحرية والاستقلال والتطلع لبناء مستقبل جديد، بناء مغرب الوحدة والتقدم والتنمية، وأعتبر ان لحظة عودة المغفور له محمد الخامس من المنفى، وإعلان الاستقلال، هي ثورة لازالت متواصلة إلى اليوم، يحمل مشعلها جلالة الملك محمد السادس، ملك الشباب، يختم عبد الحفيظ عزوز شهادته...
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة