رياضة
البطولة.. المدربون يسقطون تباعا في "مقصلة" الإقالة
28/03/2021 - 16:14
صلاح الكومريرغم أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اعتمدت، سنة 2018، قانونا يمنع المدربين من تدريب أكثر من فريق في موسم واحد، إلا أن ذلك لم يحد أو يقلل من ظاهرة إقالتهم والانفصال عنهم بالتراضي، لسبب أو لآخر، بل إن بعض الأندية، عمدت إلى تغيير مدربيها وأطقمها التقنية 3 مرات في ظرف زمني قياسي، وقبل بلوغ البطولة جولتها العاشرة، كما هو الشأن بالنسبة لنهضة الزمامرة والمغرب التطواني.
"مقصلة" الإقالة مغلفة بـ"التراضي"
فريق نهضة أتلتيك الزمامرة تعاقد، أواخر أكتوبر 2020، مع المدرب محمد العلوي الإسماعيلي، ثم أقاله في 3 يناير 2021، بعد إقصائه من منافسة كأس العرش، وعوضه بالمدرب خالد فوهامي، الذي لم يدم في مقامه أكثر من شهرين، وأقيل، هو الآخر، "بسبب تلقي الفريق 3 هزائم متتالية"، حسب ما جاء في بلاغ الإقالة.
بدوره، عمد فريق المغرب التطواني إلى تغيير مدربيه 3 مرات، إذ أنه ما بين أكتوبر 2020، ومارس 2021؛ أي في ظرف 6 أشهر، تعاقب على تدريبيه 4 مدربين، ويتعلق الأمر بكل من الصربي زوران مانولوفيتش، الإسباني خوان خوصي ماكيد، والمغربي يونس بلحمر، ومواطنه جمال الدريدب، المدرب الحالي.
من جهته، فريق نهضة بركان، الذي يعتبر بين الأندية الوطنية الأكثر استقرارا على المستويين الإداري والتقني، لم يصبر كثيرا على النتائج السلبية التي تلقاها تحت قيادة مدربه السابق طارق السكتيوي، فاضطر إلى الانفصال عنه "بالتراضي"، بعدما قضى في منصبه أزيد من سنة ونصف، وعوضه بالمدرب الإسباني من أصل مغربي بيدرو بنعلي.
فريق مولودية وجدة كان أول من استخدم "مقصلة" الإقالة هذا الموسم، حين أعلن إقالته لمدربه السابق عبد السلام وادو، بسبب إخلال الأخير ببنود التعاقد، حسب ما ذكره رئيسه محمد هوار، في ندوة صحفية، وأيضا بسبب خلافات لا رياضية.
من جهته، اختار حسنية أكادير، الانفصال عن مدربه السابق، التونسي منير شبيل "بالتراضي"، وعزا قراره إلى "الاختلاف في وجهات النظر بين إدارة النادي والمدرب"، حسب ما جاء في بلاغ أصدرته إدارة الفريق في 7 مارس 2021.
وعلى النهج ذاته، سارت فرق الجيش الملكي، المغرب الفاسي، سريع واد زم؛ إذ أن الأول انفصل عن المدرب عبد الرحيم طاليب بـ"التراضي"، حسب ما أعلنه في بلاغ في 29 دجنبر 2020، وعوضه بالبلجيكي سفين فندربروك، والثاني انفصل عن المدرب عبد اللطيف جريندو، "بالتراضي"، أيضا، وعوضه بالأرجنتيني ميغيل أنخيل غاموندي، والثالث انفصل عن المدرب يوسف فرتوت، "بالتراضي" كذلك، وعوضه بالمدرب عز الدين بلكبير.
النتائج تحدد مصير المدرب
يرى عبد القادر يومير، رئيس رابطة المدربين المغاربة، أن هناك سببين رئيسيين لكثرة إقالة المدربين في الدوري الوطني، الأول يتجلى في النتائج، والثاني في طريقة اختيار المدربين.
وقال يومير، في حديث مع "SNRTnews": "من العادي جدا إقالة أي مدرب في أي فريق إذا لم يحقق نتائج إيجابية، هذا يسري في جميع بطولات العالم، لكن قبل ذلك، يجب أن ننظر إلى طريقة التعاقد مع المدرب، هل يتم التعاقد معه من أجل مشروع طويل المدى، أو قصير المدى، أو فقط من أجل تنشيط البطولة".
وأضاف يومير، في السياق ذاته: "إذا تم التعاقد مع مدرب، بناء على مشروع طويل المدى، أو متوسط المدى، مثلا، على أساس بناء فريق للمستقبل في ظرف سنة، على سبيل المثال، فالفريق ليس من حقه إقالة المدرب إذا انهزم في مباراة أو مبارتين أو حتى في 3 مباريات متتالية، لأن العقد ينص على تكوين فريق للمستقبل، وبالتالي، فالمدرب من حقه أن يخطئ وهو يبحث عن الآليات التي تمكنه من بناء فريق المستقبل".
في المقابل، يرى يومير أن إقالة بعض المدربين تكون منطقية أحيانا، لأن بعض الفرق، حسبه، "لا تبحث عن تكوين فريق للمستقبل، بقدر ما تبحث فقط على النتائج الآنية، تفاديا لغضب الجماهير".
وقال يومير، في السياق ذاته: "الجمهور له سلطة كبيرة على مكاتب الأندية، ولا يطيق انتظار النتائج الإيجابية، وبالتالي، فإن رؤساء الأندية، يجدون أنفسهم مجبرين على إقالة المدربين بعد هزيمة واحدة أو اثنين، تلبية لمطالب جماهيرهم".
القانون يضبط "تنقلات" المدربين
اعتمدت الجامعة الملكية المغربية، سنة 2018، قانونا، ينص على أنه لا يحق للمدربين تدريب فريقين في المستوى نفسه في موسم واحد، وكانت تهدف من وراء تطبيقه، التقليل من ظاهرة إقالة المدربين، وتنقلهم بين الأندية.
وحسب عبد القادر يومير، المدرب الوطني السابق، فإن هذا القانون، "جاء من أجل وقف ظاهرة انتقال المدربين بين الأندية، وأيضا من أجل تقليل الاختيارات أمام الفرق الوطنية بخصوص المدربين"، موضحا: "في السابق كان فريق ما يقيل مدربه، فتجد فريقا آخر، في المستوى نفسه، ينتظر هذا المدرب، ليتعاقد معه، حتى أن هناك بعض المدربين، سابقا، دربوا 3 فرق في موسم واحد".
في هذا السياق، يقول عبد الحق زرق الله (ماندوزا)، رئيس ودادية المدربين المغاربة، إن الأخيرة، قدمت مقترحا إلى الجامعة الملكية المغربية، من أجل إلغاء قانون منع المدربين من تدريب فريقين في المستوى نفسه في موسم واحد، بداعي أنه "لا يضمن حقوق المدربين، ولم يحد من ظاهرة إقالة المدربين".
وفي هذا الساق، قال رزق الله، في تصريح لـSNRTnews"، إن ودادية المدربين، قدمت مسودة قانون للجامعة الملكية المغربية، تقضي بحماية حقوق المدربين، من خلال الحرص على تمتعهم بحقوقهم كاملة، وتوصلهم بمستحقاتهم كاملة، أيضا، في حال الإقالة.
واعتبر رزق الله أنه لو كان رؤساء الأندية ملتزمين باحترام عقودهم مع مدربي فرقهم، لما كانت هناك إقالات كثيرة، ومشاكل بين الفرق ومدربيها في لجنة النزاعات في الجامعة الملكية المغربية والاتحاد الدولي "فيفا"، ومحكمة التحكيم الرياضي "طاس".
مدربون تحت رحمة النتائج
الواضح أن "مقصلة" إقالة المدربين، والانفصال عنهم "بالتراضي"، لن تتوقف عند حدود الدورة العاشرة من الدوري الاحترافي الأول، إذ أنها في طريقها لتطال مدربين آخرين، يعيشون، حاليا، تحت ضغط النتائج السلبية، ومطالب جماهير فرقهم برحيلهم، على غرار جمال سلامي، مدرب الرجاء الرياضي، والجزائري عبد الحق بنشيخة، مدرب الدفاع الحسني الجديدي، وإدريس لمرابط، مدرب اتحاد طنجة، ومحمد أمين بنهاشم، مدرب شباب المحمدية.
وحده التونسي فوزي البنرزتي، مدرب الوداد الرياضي، في وضع آمن من "مقصلة" الإقالة، إذ أنه يقود الفريق بنجاح هذا الموسم، في الدوري الوطني للمحترفين، وأيضا في منافستي دوري أبطال إفريقيا وكأس العرش، ويتجه إلى تحقيق جميع أهدافه مع إدارة النادي.
فريق الفتح الرياضي، ورغم أنه لا يحقق نتائج إيجابية، ويحتل المركز 12 برصيد 10 نقاط في سبورة الترتيب، إلا أنه من المستبعد أن يقيل مدربه مصطفى الخلفي، بحكم أن النادي، أكثر استقرارا على المستويين الإداري والتقني، وغالبا ما يمنح مدربيه الفرصة كاملة.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة