مجتمع
التحرش الإلكتروني .. تلميذات فكرن في الانتحار وذكور لم يسلموا
17/11/2021 - 18:04
يونس أباعلي | فهد مرونلم تتردد تلميذات في التفكير في الانتحار بعد تعرضهن للتحرش الإلكتروني، فيما أخريات تعرضن لانهيار نفسي استدعى إخضاعهن للعلاج والمواكبة لإخراجهن من صدمتهن.
صدمة كشفت عنها بشرى عبدو، مديرة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، بمناسبة إطلاق الحملة الوطنية للوقاية من العنف السيبراني والتحرش الإلكتروني، أمس الثلاثاء 16 نونبر 2021.
وتهدف هذه الحملة التي تنظم برعاية من الوزارة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، وبشراكة مع مجلس أوروبا، والتي تستمر إلى غاية 30 نونبر الجاري، إلى مساعدة التلاميذ والمدرسين والأسر على التعامل مع حالات التحرش في الإنترنت.
في تصريحها لـSNRTnews لفتت عبدو إلى أن هذه الظاهرة جعلت عددا من التلميذات يُفكرن في الانتحار، موردة مثالا لحالة تلميذتين توجدان حاليا تحت المواكبة النفسية في مصحات خاصة.
وترمي عبده بجزء من المسؤولية على عاتق الآباء وأولياء أمور تلاميذ، إذ قالت إنهم يتركونهم دون مراقبة وغارقين في العالم الافتراضي، مضيفة أن أغلبية الضحايا أطفال، خاصة الإناث منهم، وهناك من أردن الانتحار لأنهن حمّلن أنفسهن المسؤولية في ما وقعن فيه، بعد إرسال صورهن إلى مجهولين أو حتى إلى معارف أو تركن معطياتهن الشخصية دون حماية.
تلميذة في سنتها الأولى بكالوريا كانت إحدى ضحايا التحرش الإلكتروني. لم يكن الفاعل سوى تلميذ من ثانوية أخرى، استغل صورها في فايسبوك ليبتزها بعدما أجرى عليها تغييرات، فصارت مخلة بالحياء، ما جعلها تنهار نفسيا رغم أنها أبلغت أبويها ووضعت شكاية.
أما تلميذة أخرى، في سنتها الثالثة إعدادي، فقد وجدت نفسها ضحية انجرارها وراء فيديوهات ومحادثات مرئية مع شاب من نفس المدينة، قبل أن تجد مضمونها الخادش منتشرا في تطبيق "أنستغرام".
حالة التلميذة تدهورت بعد انتشار صورها بين أقرانها، وكان رد فعل والديها قاسيا معها، وقد تبين أن الفاعل موضوع شكايات عديدة بتهم التحرش الجنسي. وهي الآن فيمرحلة العلاج النفسي.
وتقول عبدو إن تلميذات أخطأن في تقدير نية المُتحدث معهن، فسقطن في فخ إيحاءات جنسية وإغراءات جسدية. وقد انطبق الأمر حتى على تلاميذ ذكور تعرضوا للابتزاز من طرف شواذ جنسيا.
وتمتد ظاهرة العنف الإلكتروني حتى إلى التعاليق وحملات التنمر وتعميم الصور في الفايسوك والواتساب، وهو ما أدخل قاصرين في انهيارات عصبية ونفسية، تواكبهم حاليا جمعية التحدي للمساواة والمواطنة كما أشارت إلى ذلك مديرتها، التي أكدت أن بشاعة هذه الممارسات التي يشهدها العالم الافتراضي استدعت تشكيل وحدات للتنقل للتحسيس وإثارة الانتباه إلى خطورة التعامل مع الرقمنة.

مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع