رياضة
التحكيم في قلب العاصفة و"الفار" في قفص الاتهام
04/06/2021 - 16:23
صلاح الكومريفي الفترة الأخيرة، تصاعدت الاحتجاجات ضد التحكيم المغربي في الدوري الوطني الأول لكرة القدم، وأصبح الحكام تحت ضغط كبير في ظل رميهم من طرف فئة من الجماهير، في مواقع التواصل الاجتماعي، بتهم الانحياز لهذا الفريق أو ذاك، كذلك الشأن بالنسبة لبعض الأندية التي ادعت تعرضها للظلم في مبارياتها الأخيرة، على غرار حسنية أكادير والمغرب التطواني والدفاع الحسني الجديدي.
"الماط": ما الفائدة من الفار؟
في 11 ماي 2021، احتج المغرب التطواني، بشدة على حكم مباراته أمام نهضة بركان، وتساءل في بلاغ له قائلا: "ما الفائدة من وجود تقنية الفار إذا لم يتم استعمالها بطريقة سليمة تحمي مصالح كل الفرق الممارسة في البطولة"؟
المغرب التطواني اعتبر، في بلاغه الاحتجاجي، أنه تعرض لظلم من طرف الحكم كريم صبري، الذي قاد مباراته أمام نهضة بركان، مبرزا: "على اثر الظلم التحكيمي الذي تعرض له فريقنا خلال المقابلة التي جمعته بفريق النهضة البركانية، إذ تم حرمان فريقنا من هدف صحيح لا غبار عليه، إضافة إلى قرارات أخرى مجانبة للصواب، وعليه فقد قرر المكتب المديري رفع شكاية مشفوعة بالحجج الدامغة إلى مديرية التحكيم في هذا الأمر".
الحسنية: في حاجة إلى تحكيم نزيه
وفي 09 ماي 2021، بعث حسنية أكادير، هو الآخر، شكوى إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ضد الطاقم التحكيمي لمباراته أمام مضيفه الدفاع الحسني الجديدي، برسم الجولة 15 من منافسات الدوري.
ووصف الحسنية الطاقم التحكيمي لهذه المباراة بأنه كان "متحيزا"، مشيرا في شكواه، إلى أن الكرة المغرية في حاجة إلى "تحكيم نزيه يليق بالتطور الذي تعرفه الكرة المغربية"، مضيفا: "رغم المجهودات التي تبذلها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في إضفاء الطابع الاحترافي وتحسين ظروف عمل الحكام، مازلنا، مع الأسف الشديد، نشهد بعض الأخطاء الجسيمة والمؤثرة التي يرتكبها أصحاب البذلة السوداء، وهذه الأخطاء تسببت في موجة من المشاعر والغضب والإحباط وقد ينتج عنها ما لا يحمد عقباه".
الطاهيري: أخطاء الحكام ستستمر
يقول سعيد الطاهيري، الحكم الدولي المعتزل، إن الاحتجاجات على التحكيم "لن تنته ولن توقف الأخطاء رغم تطبيق تقنية حكم الفيديو، مادامت كرة القدم الرياضة الشعبية الأولى في العالم".
وقال الطاهيري، في اتصال هاتفي مع SNRTnews: "شئنا أم أبينا، الهفوات التحكيمية موجودة، وستسمر في اللعبة في العالم بأكمله، لأنها، كما يقول البعض، جزء من منظومة كرة القدم".
وبخصوص تقنية حكم الفيديو "الفار"، قال المتحدث ذاته، إنه رغم أن الحكام يستعينون بهذه التقنية، إلا أنها "ليست حاسمة في اتخاذ القرار"، بداعي أن "السلطة التقديرية تبقى للحكم"، موضحا: "على سبيل المثال، إذا عرض على 04 حكام حالة تحكيمية يصعب الحسم فيها، فلن يتفقوا جميعا على رأي واحد، لأن كل حكم ينظر إلى الأخطاء من زاويته الخاصة، وكل حكم وسلطته التقديرية".
وشدد المتحدث ذاته على أن الجدل في كرة القدم "سيستمر في المنظومة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها"، مبررزا: "حتى وإن تمت الاستعانة بآلات تحكيمية بدل الحكام، فسيستمر هذا الجدل بخصوص التحكيم، فمثلهما هناك جدل على الحكام هناك جدل على اللاعبين، وجدل من نوع آخر على المدربين، وكل ذلك يدخل في إطار منظومة كرة القدم".
الموجه: لا نستعمل "الفار" بطريقة صحيحة
يرى محمد الموجه، الحكم الدولي المغربي السابق، أن تقنية حكيم الفيديو "الفار"، جاءت من أجل مساعدة الحكام على اتخاذ القرارات الصحيحة، ومنحهم فرصة مراجعة بعض القرارات الصعبة.
وأشار المتحدث في حديث مع SNRTnews، أن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، "FIBA"، المتخصص في تعديل قوانين وأنظمة ممارسة اللعبة، يشترط العودة إلى تقنية حكم الفيديو "الفار"، في 04 حالات فقط، وهي الحالات التي تستوجب ضربات الجزاء، والبطاقة الحمراء المباشرة، وتحديد صحة الهدف، والعودة للتأكد من اللاعبين الذين تحصلوا على إنذارات.
وحسب المتحدث ذاته، فإن الحكام في المغرب، يلجؤون إلى "الفار"، في الكثير من الحالات التي لا تستوجب اللجوء إليه، وهذا الأمر، حسبه، مخالف لتوصيات مجلس الاتحاد الدولي "فيفا"، مبرزا: "على سبيل المثال، في مباراة مولودية وجدة والرجاء الرياضي (برسم الدولة 18)، عاد الحكم الداكي الرداد إلى الفار من أجل التأكد إن كان اللاعب الرجاوي بين مالانغو يستحق بطاقة صفراء ثانية".
مديرية التحكيم تخرج عن صمتها
معلوم أن بعض القرارات التحكيمية في مباريات الدورات الأخيرة في الدوري الوطني للمحترفين، خاصة مباريات الوداد والرجاء الرياضيين، خلفت جدلا كبيرا بين جماهير الناديين في مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، قررت المديرية الوطنية للتحكيم، التابعة للجامعة الملكية المغربية، الخروج عن صمتها، وإصدار بلاغ، الأسبوع المقبل، بخصوص الجدل المثار، حاليا، على الحكام، استنادا لما قاله يحيا حدقة، مدير المديرية، في اتصال هاتفي مع SNRTnews.
لقجع يدعو إلى النزاهة والمعقول
يوم الخميس 14 فبراير 2019، دعا فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية، جميع الحكام المغاربة، إلى اعتماد مبدأ "النزاهة والمعقول" خلال إدارتهم لمباريات كرة القدم، مبرزا: "مطلبي للحكام كان دائما وأبدا مطلبا واحدا، ولن أتنازل عنه ذرة واحدة، ألا وهو النزاهة ثم النزاهة ثم النزاهة، وأن يكون لدينا حكام في منتهى النزاهة والمعقول".
وشدد لقجع على أن كرة القدم المغربية، لن تتطور إذا لم يتطور قطاع التحكيم، لكن شريطة أن يعمل المسؤولين عن التحكيم "باستقلالية تامة"، قائلا: "لم ولن نتخدل في أي قرار من القرارات التي تتخذها اللجنة المركزية للتحكيم".
ومعلوم أن الحكام المغاربة، يخضعون لدورات تكوينية محلية ودولية، واختبارات بدنية، قبل انطلاق كل موسم، من أجل تطوير قدراتهم، والوقوف على جاهزيتهم لقيادة المباريات بحنكة ونزاهة.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة