رياضة
التسيير الرياضي.. سيدات في مراكز القرار
30/01/2021 - 22:59
صلاح الكومري
"SNRTnews" يستعرض بعض النماذج لقيادات نسائية، سيدات مغربيات مجتهدات، كسرن القيود وتجاوزن الحواجز، ودخلن، برأس مرفوع، ملعب التسيير والتدبير في بعض الفروع الرياضية، ونجحن في "طبخ" قرارات تطوير الممارسة الرياضية على نار هادئة.
بشرى حجيج
يمكن اعتبار بشرى حجيج، رئيسة الجامعة الملكية المغربية لكرة الطائرة، نموذجا للمرأة المجتهدة، التي تسلقت المراتب والمراكز في مجال التسيير الرياضي خطوة بخطوة، عن جدارة واستحقاق، وبتخصص ودراية تامة، حتى بلغت، أخيرا، رئاسة الاتحاد الإفريقي للرياضة ذاتها، كما بلغت منصب عضو في اللجنة الأولمبية الدولية.
حجيج من مواليد 23 يونيو 1969 بمدينة مكناس، خريجة المعهد الملكي لتكوين الأطر مولاي رشيد، وحاملة لدبلوم "التسيير والتدبير الرياضي"، ودبلوم "الماركوتينغ والتواصل". مارست الكرة الطائرة مع فرق النادي المكناسي، والجيش الملكي، والقرض الفلاحي، والفتح الرياضي، كما لعبت للمنتخب الوطني في الفترة الممتدة ما بين 1986 و2002.
ترأس بشرى حجيج النادي المكناسي منذ 2013، وفي 20 أبريل 2014، أجمعت أسرة الكرة الطائرة المغربية على انتخابها رئيسة للجامعة الملكية المغربية لولاية من 4 سنوات، وفي 30 دجنبر 2018 أعيد انتخابها لولاية ثانية تمتد إلى 2022.
وفي 23 فبراير 2019، حظيت بثقة الاتحاد العربي للرياضة ذاتها، واختيرت، بالإجماع، لشغل منصب نائب رئيس الاتحاد. وفي 25 أكتوبر 2020 نجحت في صعود رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة الطائرة، بعدما فازت بـ42 صوتا مقابل 12 صوتا لمنافسها المصري عمرو علواني.
إضافة إلى ذلك، تشغل بشرى حجيج منصب عضو لجنة الثقافات والتراث الأولمبي في اللجنة الأولمبية الدولية، وعضو في اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية، وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة الطائرة، وكانت على أبواب الانضمام إلى المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية، لولا أن تعرض لها بعض المعارضين المقربين.
في حديث مع "SNRTnews"، اعتبرت بشرى حجيج أن حضور المرأة المغربية في مجال التسيير الرياضي "ما زال محتشما"، وقالت، في هذا السياق: "من أصل 54 جامعة ملكية مغربية، هناك 3 نساء فقط في مناصب الرئاسة، أي بنسبة حضور نسوي لا تتعدى 0.5 في المائة، وهي نسبة ضئيلة جدا".
وأضافت المتحدثة ذاتها: "الذين يتجهون للتسيير الرياضي هم في الأصل من المتطوعين، والمهتمين بالمجال، أو الرياضيون السابقون، وحاليا هناك حضور محتشم للمرأة، وهذا واقع، إذن ما الذي يجب فعله؟ يجب على جميع المكاتب المديرية في جميع الجامعات، في جميع الفروع الرياضية، الاعتماد على سيدات في مناصب أو لجان. هذا الأمر سيسمح للمرأة بالتدرج في المناصب، ويجب على جميع المؤسسات الرياضية الوطنية أن تهتم بولوج المرأة لمناصب المسؤولية، سواء وزارة الشباب والرياضة، أو اللجنة الأولمبية".
زينب أمين (الزاولي)
في 23 أكتوبر 2018، ارتأت زينب أمين (الزاولي)، ابنة الراحلة سميرة الزاولي، أول امرأة تترأس فريقا لكرة القدم للرجال في المغرب (الاتحاد البيضاوي)، أن تحافظ على إرث عائلتها الرياضي، وتواصل مشروع النضال الرياضي لآل الزاولي، في منطقة الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء، وأعلنت، بالتالي، إعادة تأسيس فريق لكرة القدم النسوية يحمل اسم الاتحاد البيضاوي "الطاس"، يمارس حاليا في دوري الهواة.
زينب أمين ورثت عن جدها العربي الزاولي، ووالدتها سميرة الزاولي، الشغف وهمّ التسيير الرياضي، والرغبة في النهوض بكرة القدم في الحي المحمدي، أحد أعرق الأحياء البيضاوية.
كان بإمكانها أن تهمل إرث جدها ووالدتها، وأن تهتم بدراساتها الجامعية، ومشاريعها الاجتماعية، لكنها وجدت نفسها تحمل على عاتقها إرثا ثقيلا يؤثث الخزانة الرياضية لمنطقة الحي المحمدي، فرفضت أن تهمله وأن تتركه يتوارى في ذاكرة النسيان، وقررت ارتداء بدلة الكفاح في التسيير والتدبير الرياضي، بإنشاء فريق الاتحاد البيضاوي لكرة القدم النسوية.
حسب أمين، فإن ولوجها إلى مجال التسيير الرياضي في المغرب لم يكن بالصدفة، ولا من أجل أهداف شخصية أو عائلية، بل "من أجل المحافظة على الحمولة التاريخية لنادي الاتحاد البيضاوي".
وأشارت زينب أمين، في حديث لـ"SNRTnews"، إلى أن طموحها رعاية كرة القدم في منطقة الحي المحمدي، وبالأخص فريق الاتحاد البيضاوي، على غرار والدتها سميرة الزاولي، وجدها العربي الزاولي، الذي يعتبر الأب الروحي لعشاق الفريق، والرياضيين في منطقة الحي المحمدي.
نوال المتوكل
يمكن اعتبار نوال المتوكل قدوة ونموذجا لما يمكن أن تصل إليه المرأة المغربية والعربية في مناصب المسؤولية، إذ أنها شغلت، وما زالت، الكثير من المناصب، في مؤسسات محلية ودولية، أبرزها تقلدها منصب وزيرة الشباب والرياضة (من 15 أكتوبر 2007 إلى 29 يوليوز 2009)، وقبل ذلك تقلدها منصب كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الاجتماعية المكلفة بالشباب والرياضة (من غشت 1997 إلى مارس 1998).
على الصعيد الدولي، تشغل نوال المتوكل، أول امرأة مغربية وعربية تفوز بميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية (دورة 1984 في لوس أنجليس)، منصب عضو في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى منذ 1995، وفي سنة 1998 أصبحت عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية، ثم عضوا في المكتب التنفيذي منذ 7 غشت 2008، ثم ارتقت إلى منصب نائب الرئيس للمؤسسة ذاتها منذ 26 يوليوز 2012.
ترى نوال المتوكل أن الطريق "ليست معبدة" أمام المرأة، لكي تفرض نفسها وتتألق في المجال الرياضي، وتتقلد مناصب المسؤولية، بداعي أنه عليها أن تخوض الكثير من المعارك والتحديات حتى تحقق أهدافها.
وفي هذا السياق، قالت المتوكل، في تصريحها لأحد المنابر العربية، إنه على المرأة المغربية والعربية أن تمسك بزمام الأمور وتأخذ المبادرة، مبرزة: "مثلما تطمح المرأة لأن تصبح طبيبة ومهندسة وإعلامية، يجب أن تتولى المناصب القيادية في الاتحادات الرياضية أيضا، صحيح أن هذه المناصب أغلبها يسيطر عليه الرجال، والطريق ليست معبدة أمامها وتحتاج إلى كفاح طويل، إلا أنه عليها أن تحارب لتصل إلى أهدافها".
سلمى بناني
رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوتيرية للرشاقة البدنية منذ سنة 1996، وفاعلة جمعوية في مجال الدفاع عن حقوق عاملات الجنس، يعود لها الفضل في فوز المغرب بتنظيم بطولة العالم للرياضات الوتيرية سنة 2001، في مدينة أكادير.
سنة 1996، أكملت سلمى بناني دراستها في الولايات المتحدية الأمريكية، وعادت إلى المغرب متأثرة بممارسة الأمريكيين للرياضات الوتيرية (الهيب هوب، والبريك دانس، والأيروبيك)، فأخذت على عاتقها نشر ثقافة هذا النوع الرياضي في المغرب، من خلال تأسيس الجامعة الملكية المغربية للرياضايت الوتيرية.
تقول سلمى بناني، في حديث لـ"SNRTnews": "حضور المرأة في مجال التسيير الرياضي في المغرب ليس ضعيفا، بل محتشم إلى درجة كبيرة، مع العلم أننا في المغرب، سواء في القوانين المنظمة، أو في الدستور، لا توجد كلمة واحدة تمنع المرأة من في الوجود في التسيير الرياضي ومناصب المسؤولية، إذن علينا أن نعرف أسباب هذا الاحتشام".
وقالت المتحدة ذاتها: "ربما عزوف المرأة المغربية عن مجال التسيير الرياضي، سببه فكرتها المسبقة عن كون هذا المجال يعرف بعض الفوضى والتخبط"، مضيفة: "حين عدت من الولايات المتحدة الأمريكية وأردت تأسيس جامعة ملكية للرياضات الوتيرية، كان عمري، حينذاك، لا يتجاوز 24 سنة، فواجهت حروبا شديدة من طرف بعض محبي هذه الرياضية؛ إذ أنهم لم يتقبلوا كيف أن فتاة، ما زالت شابة، تريد تقنين هوايتهم ونقلها إلى الممارسة الاحترافية. لكني لم أستسلم، بل واصلت النضال، بعزم وإصرار، وقضيت السنوات الأولى في مجابهة من يعارضني، والحمد لله، بعد ذلك، تفهم الجميع الفكرة، والآن الكثير من الممارسين يحيونني ويعترفون بفضلي الكبير على انتشار هذه الرياضة في المغرب".
نزهة بدوان
كانت رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع منذ 22 ماي 2015، وترأس جمعية "المرأة إنجازات وقيم"، وتشغل أيضا منصب مستشارة في المكتب التنفيذي لاتحاد الاتحادات الرياضية العربية، وموظفة في وزارة الشباب والرياضة منذ سنة 1997، وسبق لها أن شغلت منصب النائب الثاني لرئيس الاتحاد الإفريقي لرياضة الترايثلون.
بيدوان، من مواليد 18 شتنبر 1969، بطلة العالم في سباق 400 متر حواجز (1997 بأثينا، و2001 بأدمونتون)، أثبتت كفاءتها في مجال التسيير الرياضي. ذلك أنها سهرت على تنظيم عشرات التظاهرات والملتقيات الوطنية في رياضات مختلفة، وكانت عضوا في لجنة ترشح المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم "مونديال 2026". وسبق أن تم توشيحها من الاتحاد الدولي لألعاب القوى بوسام الاستحقاق، تقديرا لعطاءاتها في رياضة أم الألعاب.
خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي لرياضة المرأة العربية، في الفترة الممتدة ما بين 27 و30 مارس 2019، استعرضت بدوان مسارها في حلبات ألعاب القوى، وظروف ولوجها مجال التسيير الرياضي والعمل الجمعوي الرياضي، وقالت إنه خلال مسارها الرياضي كانت تبحث عن أنصاف الفرص ولم تكن تجدها، ولهذا السبب، أرادت، في مجال التسيير الرياضي، أن توفر هذه الفرص كاملة للممارسين الشباب، حتى تمهد لهم طريق التألق.

مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة