نمط الحياة
الثقافة في قلب البرامج الانتخابية للأحزاب السياسية
27/08/2021 - 08:20
إكرام زايدأفرد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ضمن برنامجه الانتخابي (بشعار المغرب أولا تناوب جديد بأفق اجتماعي ديموقراطي)، قسما كاملا خصصه للجانب الثقافي، ضمن "القطب الثقافي"، يعتبر فيه أن الثقافة ليسـت شأنا ثقافيا فقط، بل إجراء تربوي عميق وشامل.
الاتحاد الاشتراكي.. بلورة وتطبيق استراتيجية شاملة
يقدم برنامج الحزب أرقاما تهم مجالات الكتب والسينما والاعتمادات المالية المخصصة للشؤون الثقافية، واصفا الاعتمادات المالية المخصصة للشؤون الثقافية في السنوات الأخيرة بأنها "هزيلة"، لكونها تشكل 0,3 في المائة من الميزانية العامة.
كما سرد برنامج حزب "الوردة" أسباب واقع حال الشأن الثقافي، واصفا إياه بـ"المحافظ"، والمتمثلة، بحسبه، في "غياب استراتيجية واضحة في بلورة السياسات العمومية المتعلقة بالشأن الثقافي، وهيمنة الرؤى القطاعية المختلفة أحيانا والمتناقضة أحيانا أخرى، وقصور الوعي الحكومي الذي يعتبر الثقافة مجالا غير مؤثر وقطاعا تقنيا محدودا لا يعني القطاعات الحكومية الأخرى، إضافة إلى ضعف الميزانيات المالية المخصصة لقطاع الثقافة".
ولتجويد الفعل الثقافي وتطوير المجال الثقافي، يقترح الحزب ضمن برنامجه الانتخابي مجموعة من الإجراءات؛ من بينها تفعيل الرسالتين الملكيتين الساميتين الموجهتين إلى المسرح الاحترافي ومسرح الهـواة، وبلورة وتطبيق استراتيجية وطنية شاملة للثقافة المغربية، واعتمادا على مقاربة تشاركية في مختلف مراحل الإعداد والتتبع والتقييم، إضافة إلى إعداد ميثاق وطني للثقافة بمشاركة مختلـف الفاعلين، والعمل على الرفع مـن الاعتمادات المخصصة لقطـاع الثقافـة التي تصرف نسبة مهمة منها في التسيير الإداري مع إعادة النظر في طرق صرف الميزانية.
ويدعو الحزب، ضمن برنامجه إلى تعميم الثقافة المغربية، ودمقرطة الولوج إلى الخدمات الثقافية والمساهمة في التنمية البشرية والتطور الرقمي، وإنشاء بوابة الكترونية بالمعاييـر الاحترافية حول "المغرب الثقافي"، مع إحداث بنك معطيات حول العناصر التراثية اللامادية تكون في متناول المهتمين الدوليين.
واهتم الحزب بالثقافة على المستوى الجهوي، من خلال دعوته إلى اسـتحداث آلية جهوية لتمويـل مشـاريع التنميـة الثقافيـة محليا وجهويا على مسـتوى مجلس الجهات، وإنشاء صندوق وطني لتمويل الفعل الثقافي.
واعتنى الحزب، ضمن برنامجه، بالجانب القانوني المتعلق بالمجال الثقافي، من خلال تعزيز الجانب التشريعي بنصوص تنظم مهنة المسرح والقطاع المسرحي، وتعزيز الترسانة القانونية السينمائية، بما فيها القوانين المنظمة للمركز السينمائي المغربي إضافة إلى إسناد تنظيم المعرض الدولي للكتاب إلى مؤسسة وطنية مستقلة بدل وزارة الثقافة.
الاستقلال.. دعوة لإضفاء الطابع المؤسساتي
شدد حزب الاستقلال ضمن برنامجه الانتخابي، الذي يحمل شعار "الإنصاف الآن"، على ضرورة تعزيز منظومة القيم وروح الانتماء للوطن، من خلال العمل على تجميع وتدوين مختلف تعابير الثقافة الأمازيغية، والنهوض بالإبداع الفني الأمازيغية، في سياق التنزيل الفعلي للغة الأمازيغية.
وأشار برنامج حزب "الميزان" إلى ضرورة إضفاء الطابع المؤسساتي على قطاع الثقافة، مع تحديث آليات ومعايير الدعم والترويج للمنتوج الثقافي المغربي (دعم الكتاب، السينما، الأغنية المغربية، المسرح، المهرجانات)، مع التركيز على وضع استراتيجية وطنية لتطوير الصناعة الثقافية بالمغرب بمختلف مجالاتها الإبداعية.
التقدم والاشتراكية يدعو لإطلاق مشروع "مغرب الثقافة"
أولى حزب التقدم والاشتراكية أهمية للمجال الثقافي من خلال برنامجه الذي يحمل شعار "ديما معاك بالمعقول"، عبر دعوته إلى إطلاق مشروع تعبوي يحمل عنوان "مغرب الثقافة" لتكريس الدور الاستراتيجي للثقافة في المجتمع.
ويتمحور المشروع حول الضمانات الدستورية للحرية والإبداع لفائدة كل الفاعلين في الحقل الثقافي، والتسريع بتعيين أعضاء المجلس الوطني للغات والثقافة الوطنية للنهوض باللغتين الوطنيتين: العربية والأمازيغية وصيانتهما وتطوريهما.
ويطالب برنامج الحزب بالرفع التدريجي للميزانية المخصصة للثقافة إلى 3 في المائة على الأقل من الميزانية العامة، وتفعيل القوانين الضامنة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية للفنانين وللمهن الفنية، إضافة إلى توفير الوسائل التنظيمية والمادية لتفعيل الحق في الثقافة.
كما يدعو حزب "الكتاب" إلى صياغة وتفعيل مخطط لتعميم التغطية الترابية بالتجهيزات الثقافية، بهدف تشجيع وتعميم الممارسات الثقافية، وإحداث مجلس للفنون ودعم السوق الثقافية من خلال التحفيزات الضريبية لتشجيع المنصات الرقمية لترويج المنتجات الفنية، مع تشجيع الاستثمارات في الصناعات الثقافية والفنية والإبداعية، دون إغفال دعم التكوين الفني وإعادة إدماج التكوين ضمن مواد التعليم.
واقترح الحزب ضمن برنامجه أيضا، إعادة هيكلة المكتب المغربي لحقوق المؤلفين، ودعم وتطوير الدبلوماسية الثقافية وحماية وتثمين التراث وتكثيف الحضور الثقافي للمغرب في العالم.
الحركة الشعبية.. الثقافة أحد أسس التنمية البشرية
يعتبر حزب الحركة الشعبية، ضمن برنامج الانتخابي الذي يحمل شعار "الحركة الأصل ومعكم البديل"، التراث الثقافي رافعة للتنمية انطلاقا من "إيمانه بأن الثقافة تعد من أحد أسس التنمية البشرية المستدامة وشرطا ضروريا لبناء مجتمع ديموقراطي وعيش مشترك يتناسب مع ثراء المغرب وتنوعه الثقافي، مع صيانة وتطوير التنوع الثقافي واللغوي الغني بمختلف روافد الشخصية المغربية".
لهذا، يدعو الحزب "السنبلة"، ضمن برنامجه، إلى إعداد استراتيجية وطنية تعتمد على إدماج البعد الثقافي للإشعاع والترويج في الاقتصاد الوطني والمحلي ودعم الصناعات الثقافية، وتفعيل قانون حقوق المؤلفين والمبدعين وتشجيع الإبداع الفني والأدبي عند الشباب، وإعطاء أهمية خاصة للتراث الشعبي مع دمج قوي للثقافة في بيئة المنظومة التربوية. كما تعتمد الاستراتيجية على مخطط مغرب الثقافات وتفعيل وتعميم بطاقة الفنان، إضافة إلى تشجيع السياحة الثقافية في المغرب وتشجيع تدوين الموروث الشفاهي.
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة