نمط الحياة
الحمداوية.. وداعا العيطة شخصيا
05/04/2021 - 10:11
إكرام زايدالحجاجية الحمداوية؛ الشهيرة بالحاجة الحمداوية، تلك السيدة الأنيقة التي غنت فن العيطة ومنحتها طابعها الخاص منذ مرحلة البدايات الفنية التي كان فيها الحظر حينها ممارسا على السيدات حتى بخصوص مغادرة البيوت.
في ظل هذه الوضعية، تزوجت الحمداوية في السابعة عشرة من العمر، وأنجبت ابنها الوحيد. لكن شغفها بالموسيقى وعشقها لها منذ مرحلة الطفولة، جعلاها تسير بخطى حثيثة نحو تحقيق حلمها المتمثل في الغناء.
البداية كانت من بوابة المسرح، من خلال اشتغالها مع فرقة الفنان المغربي الشهير بوشعيب البيضاوي، ولم تكن تعلم أنها ترسم طريقا آخر بالموازاة مع التمثيل، سينفتح أمامها وستحقق فيه الريادة لعقود من الزمن. فقد تحولت الحمداوية من المسرح إلى غناء العيطة، بعدما لمس البيضاوي في صوتها بحة مميزة جعلتها تحمل عن جدارة واستحقاق لقب أيقونة العيطة.
كسرت الحاجة الحمداوية القواعد منذ مرحلة البدايات، إذ اعتلت الخشبات بمنتهى البهاء والرقي، وخلفها اصطف أعضاء الفرقة الموسيقية بزي عصري مخالف لما كان دارجا حينها، بالنظر إلى أن الموسيقيين المرافقين لفناني اللون الشعبي كانوا يرتدون اللباس المغربي التقليدي، المتمثل في الجلابة والطربوش والبلغة.
حينها كانت الحمداوية تطل بهية بقصة شعرها القصير، وقفاطينها الأنيقة، وأكسسواراتها الراقية، حاملة في يدها "بنديرها" الذي يعد رفيق رحلتها في الفن والحياة، وشاهد عصر على حالات الثراء والبدخ والفقر والعزلة والتهميش، وعتمة السجون التي عاشتها الحمداوية بسبب أغنيتها "آش جاب لينا حتى بليتينا آ الشيباني"، التي قدمتها في الخمسينيات.
فقد تسببت الأغنية ذاتها في سجن وتعذيب الحمداوية، بعد اتهام الإدارة الاستعمارية الفرنسية لها في الدار البيضاء بذم "ابن عرفة"، الذي نصبته سلطات الحماية الفرنسية حينها سلطانا على المغرب، بعد نفي السلطان الشرعي محمد بن يوسف.
استقرت الحمداوية في فترة من الزمن في العاصمة الفرنسية باريس، حيث أبدعت في أداء أغان ظلت علامات فارقة في مسارها الفني، لكن بسبب الاستجوابات والمضايقات عادت إلى المغرب بعد عودة السلطان الشرعي من المنفى.
وإيمانا منها بروح الشباب وحبها لهم، فقد أعادت الحمداوية أغنيتها "الكاس حلو" مع الفنان حميد بوشناق، وهي الإعادة التي لقيت استحسانا جماهيريا كبيرا، كما أعادت تقديم أغنيتها "حاضية البحر" مع كزينة عويطة، التي تنازلت لها الحمداوية عن كافة أغانيها دون مقابل مادي.
مسار فني طويل انطلق منذ سنوات الخمسينات، وانتزعت فيه الحمداوية محبة واحترام الجماهير المغربية، التي بادلتها المحبة والتعاطف في ظروفها الصحية والمادية المؤلمة، جعلتها تعيش أسوأ أيام حياتها، قبل أن تنهض من جديد بعد حظوة بالتفاتة عليا، وبالعناية اللازمة التي تستحقها فنانة هي فعلا "أيقونة" العيطة.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة