نمط الحياة
الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تبهر بليلة كناوية متفردة
27/12/2021 - 20:48
SNRTnewsنجحت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في الأمسية الكناوية التي قدمتها ليلة السبت الماضي، في نقل المشاهدين إلى ساحة المنزه بالصويرة، وجعل أرواحهم تحلق هناك على إيقاعات كناوية تلغي حدود الفضاء والزمان، وتسافر عبر الزمن من خلال طقوس ليلة تراثية خاصة، توارثت تفاصيلها مختلف الأجيال.
Wish i was there .. #gnaouaforlife #gnaoua pic.twitter.com/QkPQVlvzxn
— Hamza Koua (@HamzaKoua) December 26, 2021
حط أكثر من 120 فنانا كناويا من مختلف ربوع المملكة في أمسية القناة الأولى، وقفوا على خشبة ساحة المنزه بالصويرة، حيث اجتمعوا كلهم وأحيوا ليلة كناوية بكامل طقوسها الصوفية المتوارثة عبر الزمن، والتي نقلت تفاصيلها على الشاشة الصغيرة في سمر تلفزيوني خاص.
انطلقت أمسية كناوة قبيل فترة الغروب، بعد أن حمل المعلمون طبولهم وقراقيبهم وأعلامهم، مستهلين الليلة بطقس "العادة" قبل الصعود للركح والتهليل بالصلاة على المصطفى.
وتواصلت الليلة الكناوية بحلول الليل، ليعبر المعلمون إلى طقس "ولاد بامبارا" الذي لا يسمح فيه سوى بعلو نبرات "الكنبري" الذي تغازله أنامل أكثر من 30 معلما، بمصحابة تصفيات إيقاعية لجوقة من الراقصين.
ويتوقف "الكنبري" مؤقتا لتعوضه "القراقب" إيذانا بحلول طقس "النقشة"، وهنا ترتفع وتيرة الإيقاعات المنبعثة من الخشبة التي يتكرر صدى صوتها في أسوار الساحة ودروب وأزقة الحي العتيق.
وواصلت الليلة الكناوية طقوسها حاملة الأرواح ومحلقة في عوالم أخرى بعيدا عن ساحة المنزه، وصولا لطقس "الفتوح" الذي ترتدي فيه النسوة ألوانها القزحية، وهن يرقصن على إيقاعات يتنافس "المعلمون" على عزفها، وكل منهم يحضن آلته بمنتهى الحب الذي يصل حد التماهي مع هذا "الكنبري" الذي يعبر مع صاحبه مختلف العوالم الصوفية.
واستمرت فرجة الأولى الآسرة التي قدمتها الليلة الكناوية مساء السبت الماضي، إلى حين صعود كل الكناويبن الحاضرين من المعلمين والراقصين للخشبة، ليوقعوا جميعا على أبهى لحظات الحفل.
وهنا بدت الأجساد منصهرة فيما بينها، في الوقت الذي تشابكت الأيادي، معلنة مد جسور التواصل بين الأجيال، لفن عريق ضارب في الجذور وعمق التاريخ بإيقاعاته وأنماطه الموسيقية وطقوسه الروحانية، اعترفت به اليونيسكو في 12 دجنبر 2019 كتراث ثقافي المادي.
وبأمسيتها الكناوية، تواصل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة القيام بدورها الريادي في حماية الثقافة المغربية والترويج لها وتعزيزها بما تزخر به من ثراء وتنوع، والاحتفاء بأحد المكونات الأساسية للهوية الوطنية بشكل لائق، انطلاقا من الخدمة العمومية التي تقدمها للمشاهد المغربي داخل وخارج المملكة.
يجدر بالذكر أن السهرة الكبرى لموسيقى كناوة، تم تنفيذها بإشراف عام لعمر الرامي وإدارة الإنتاج لإدريس الإدريسي، فيما الإعداد لفاطمة الإفريقي بمساعدة بديعة موتيق في الوقت الذي تكلفت بالإشراف الفني فوزية سعودي والتوزيع الموسيقي لعبد السلام عليكان وتقديم حنان خالدي، أما إخراج فقرات هذا السمر الفني التراثي فكان من تنفيذ المخرج سعيد كنين.

مقالات ذات صلة
مجتمع
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة