مجتمع
الصهد قد يقتل.. خبير يرشد إلى كيفية اتقاء شره
08/07/2021 - 22:21
نضال الراضييقدم الطبيب والباحث في النظم والسياسات الصحية، الطيب حمضي، مجموعة من النصائح والاحتياطات، لتفادي تأثيرات (الشركي) الخطيرة.
وفيات بالجملة
أوضح الدكتور حمضي، أنه في كل سنة، تزهق مئات الآلاف من الأرواح، بسبب موجات الحرارة، مشيرا إلى أن دراسة بريطانية، سبق وأن أظهرت أن الوفيات بسب موجات الحر ستتضاعف بنسبة 257 في المائة، خلال أفق سنة 2050 بسب التغيرات المناخية والديمغرافية.
ويؤكد المتحدث ذاته على أنه "في المغرب كذلك، يموت آلاف الأشخاص بسبب موجات الحرارة، دون أن نعرف عددهم بالضبط، بسبب انعدام التشخيص أو بسبب سوئه أحيانا، فتحسب الوفاة لأسباب أخرى بينما الواقع أن الحرارة الشديدة هي السبب الرئيسي".
كيف نتفادى ذلك؟
يشير الطيب حمضي، إلى أن الكل خلال هذه الفترات، يركز على شرب الماء الذي يعتبر مهما خلال موجات الحرارة، في المقابل يعتبر المتحدث، بأن الأهم، هو ضرورة تبليل الأطراف والجسم بالماء وتعريضه للريح، مضيفا أنه بفضل تبخر الماء يتخلص الجسم من الحرارة المفرطة التي تتكون داخله وبالتالي إنقاذ حياة آلاف الأشخاص.
ويشدد حمضي، على ضرورة أن يقوم الجميع خلال موجة "الشركي"، خصوصا كبار السن، بتبليل أجسامهم بالماء خاصة على مستوى الوجه والأطراف لمرات متوالية خلال اليوم، مع الحرص على تعريض الأطراف المبللة للهواء والريح، أو الهواء الصادر من المروحة الكهربائية أو اليدوية.
ويؤكد المتحدث ذاته، على أن هذه العملية "تبخر الماء فوق الجسم "، تساعد على سحب الحرارة من داخل أجسام كبار السن، مشيرا إلى أنهم لا يتعرقون مثل الصغار والأقل سنا.
ويفيد الباحث في النظم الصحية، بأن الأشخاص المسنين تنقص لديهم القدرة على الشعور بالحرارة، كما ينقص لديهم الشعور بالعطش وتقل قدرتهم الجسمانية، على تصريف الحرارة عن طريق التعرق كالشباب، حيث تظل محبوسة داخل أجسامهم وتقوم بالتصاعد، إلى أن تقوم بإجهاد الجسم كله، "كما تعرض أعضاءه للتلف بشكل متسارع، ما قد يتسبب الوفاة في اليوم نفسه أو بعد أيام، إن لم يتم تدارك الأمر" يوضح حمضي.
ويشير المتحدث ذاته، إلى أن ذلك يمكن أن يحدث خلال الأيام الأولى من موجات الحرارة، أو عند امتداد فترات ارتفاع درجات الحرارة نهارا وليلا، وعلى مدى الأيام، وخصوصا مع ارتفاع منسوب الرطوبة وغياب الرياح، حث يتعرض الجسم للإجهاد الحراري والضربة الحرارية، بالإضافة إلى وجود الملوثات الهوائية التي تفاقم الوضع.
وعن الفئة الأكثر عرضة لمخاطر (الشركي)، يقول حمضي، إن الجميع يتأثر بارتفاع درجات الحرارة، لكن هناك مجموعات تعتبر، الأكثر عرضة لمخاطر الوفاة جراء التعرض للحر الزائد، منها: "المسنون والرضع والأطفال، خصوصا قبل العام الرابع، والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة والحوامل، بالإضافة إلى العاملين في الأماكن المفتوحة على الشمس كالعمال اليدويون والرياضيون والأشخاص المصابون بأمراض عقلية والفئات الهشة".
الإجراءات الوقائية
بهذا الصدد، يشدد حمضي، على ضرورة الحفاظ على برودة المنزل، بحيث يجب الحرص، أن تكون درجة حرارة الغرفة أقل من 32، خلال النهار و24 درجة أثناء الفترة المسائية، خصوصا بالنسبة للرضع والأطفال والأشخاص فوق سن الستين أو من يعانون من الأمراض المزمنة.
ويفضل المتحدث ذاته، أن يتم خلال النهار، اغلاق النوافذ لمنع تدفق الحرارة المفرطة من الخارج نحو المنزل وفي حال عدم توفر نوافذ خشبية أو غيرها لمنع دخول الحرارة، يمكن تعويضها باستعمال ستائر أو أغطية أو بطانيات في وقت الحر.
وبخصوص الفترة المسائية أو الليل، ينصح بفتح النوافذ والباب، بهدف خلق تيار هوائي أثناء الليل وفي الصباح الباكر، عندما تكون درجة الحرارة الخارجية أقل من الداخلية.
ويشير حمضي، إلى ضرورة تفادي استعمال الإضاءة والأجهزة الكهربائية، لتجنب ارتفاع حرارة المنزل.
ويضيف:"في حال تعذر الحفاظ على برودة البيت، يستحسن قضاء ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا في مكان بارد وتجنب الخروج أثناء الأوقات الأشد حرارة في اليوم، من 11 صباحا إلى 9 مساء".
كما يوصي المتحدث، بتفادي النشاط البدني المجهد. وفي حال كان ضروريا، يفضل أن يكون بين الرابعة والسابعة صباحا، مع الحرص على البقاء في الظل.
وينصح حمضي، بتجنب ترك الأطفال والاشخاص المسنين، أو المرضى أو ذوي الاحتياجات الخاصة داخل السيارات لوحدهم.
نصائح عامة
في نفس السياق، يقدم الطبيب والباحث مجموعة من النصائح العامة، لتفادي التأثر بموجات الحر، التي ستزور عددا من مناطق المملكة خلال الأيام المقبلة:
- الاستحمام بمياه باردة، درجتها أقل من حرارة الجسم (دون إفراط)، مع الحرص على عدم تجفيف الجسم بعد الحمام.
- استخدام رذاذ ماء بارد لتبليل الجسم وخصوصا الوجه والأطراف وكبدائل يمكن استعمال كمادات باردة، أو مناشف مبللة.
- ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة من المواد الطبيعية كالقطن، بيضاء او فاتحة اللون حتى لا تمتص الاشعة.
- خارج المنزل، ينصح بوضع قبعة عريضة، أو غطاء للرأس ونظارة شمسية، بالإضافة، إلى استخدِام أغطية خفيفة خلال النوم.
- شرب كميات كبيرة من المياه والسوائل، دون انتظار الشعور بالعطش.
- تناول وجبات خفيفة وعلى مرات متعددة في اليوم، والتركيز على الخضر والفواكه لمد الجسم بحاجياته من الماء والاملاح دون انهاكه.
وعند الشعور بالأعراض التالية:
- العياء والدوار والعطش الجديد وآلام الرأس،
- التشنجات العضلية المؤلمة، خاصة على مستوى الساقين أو الذراعين أو البطن،
- الغثيان والقيء والاسهال،
- أعراض جفاف جلدي واحمراره، مصحوب بهذيان أو فقدان للوعي.
- جفاف تفاف الجسم والفم ونقص الوزن.
يتوجب:
- الانتقال بسرعة أو نقل الشخص المصاب إلى مكان بارد،
- شرب بعض الماء أو عصير الفاكهة لترطيب الجسم،
- الاستراحة في مكان بارد ثم طلب المساعدة،
- خلع الملابس وتبريد الجسم برش الجلد بماء تتراوح حرارته بين 25 و30 درجة والكمادات المبللة الباردة. مع التهوية باستمرار،
- قِياس درجة حرارة الجسم مع عدم أخذ الادوية المخفضة للحرارة.
مقالات ذات صلة
مجتمع
نمط الحياة
مجتمع