مجتمع
العالم يبكي ريان .. سقطة طفل ذكرت الملايين بالإنسانية
05/02/2022 - 23:46
عبد الرحيم السموكني
طفل لم يعرفه أحد، ولا رآه أحد، ومن بطن الأرض شغل العالم، ثم رحل، وترك العالم خلفه مشغولا، غير مصدق، ومصدوما.
تحول الحماس المتقد بالأمل إلى غبينة وحزن لدى كثيرين في العالم، ممن تتبعوا عمليات الإنقاذ المضنية، التي قادتها السلطات المغربية طيلة 5 أيام، من أجل استخراج الصغير ريان، الذي سقط بشكل عرضي في بئر ببلدة شمال مدينة شفشاون.
ونزل خبر وفاة الطفل ريان كالصاعقة على ملايين الناس، الذين تابعوا وساندوا وصلوا من أجل نجاة الصغير. وبكى كثيرون ريان، مساء السبت 05 فبراير 2022، فيما وجدت أمهات وآباء صعوبة في مواساة أطفالهم أمام فاجعة رحيل الصغير. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس أول من عزى أسرة الفقيد، عندما قدم تعازيه إلى أسرة الطفل المتوفى.
واتجهت أنظار العالم طيلة خمسة أيام صوب بلدة تمروت، حيث انقطعت أنفاس المتضامنين والمساندين لريان أورام في عزلته بالبئر، وهبت وكالات الأنباء العالمية لبث المباشر من موقع عمليات الإنقاذ، ولم تقتصر متابعة العملية على المغرب والمغاربيين والعرب، بل تابع مواطنون من دول عديدة، عمليات إنقاذ الصغير.
وتحول وسم "أنقذوا ريان" إلى أحد أشهر الوسوم في مواقع التواصل الاجتماعي طيلة هذا الأسبوع، وغرد كثير من النجوم العرب والعجم مع الصغير، إذ اعتبر كثيرون أن ريان لم يوحد فقط العرب، وإنما وحد الإنسانية، داعيين إلى تخليد يوم 05 فبراير يوما عالميا للإنسانية.
ودعا المسلمون لريان في المساجد والكتاتيب القرآنية، وصلى المسيحيون واليهود من أجله، وتضامن النجم الشهير والمواطن البسيط معه.
رحل ريان إلى دار البقاء، معطيا دروسا كبيرة لكثيرين؛ دروس كيف نحرص دوما على أن نبقى إنسانيين.
ولن تنسى قرية تمروت ابنها، الصغير الذي منحها شهرة عالمية، ولن ينسى المغاربة ريان لأنه أثبت لهم أن بالتعاضد والتآزر تهد الجبال، ولن ينسى مواطنو العالم ريان لأنه أحيى فيهم إنسايتهم، التي لا تؤمن بلون ولا لغة ولا عرق ولا جنس.

مقالات ذات صلة
الأنشطة الملكية
فن و ثقافة
مجتمع
مجتمع