اقتصاد
المهاجرون المغاربة يواصلون تحويل الأموال لذويهم رغم الجائحة
02/11/2020 - 15:20
مصطفى أزوكاحمرة أخرى، فاجأ المغاربة المقميون بالخارج المراقبين، فقد ارتفعت تحويلاتهم إلى المملكة، في متم شهر شتنبر الماضي، بنسبة 2,2 في المائة، ما يعني أن الجائحة وتداعياتها الاقتصادية في بلدان المهجر لم تؤثر على نزوعهم لتحويل الأموال إلى بلدانهم.
وتشير بيانات مكتب الصرف، الصادرة اليوم الاثنين 2 نونبر، إلى أن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج وصلت، في متم شتنبر الماضي، إلى 50,90 مليار درهم، بزيادة بلغت حوالي مليار درهم، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويتجلى من تلك البيانات أن تلك التحويلات وصلت إلي أعلى مستوى لها، قياسا بما بلغته في التسعة أشهر الأولى من الأربعة أعوام الأخيرة.
ويتجلى من بيانات مكتب الصرف أنه إذا كانت عائدات السياحة انخفضت بنسبة 59,5 في المائة، وصافي الاستثمارات الخارجية الأجنبية بنسبة 28,3 في المائة، فإن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج ارتفعت، في التسعة أشهر الأولى من العام الجارى، حيث تساهم في دعم الرصيد الرسمي من العملة الصعبة..
وكان أداء تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج أثار انتباه والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري، الذي توقف عندها في الندوة الصحفية الأخيرة، بعد اجتماع مجلس البنك، حيث عبر عن سعادته لصمودها في ظل الجائحة، بالنظر لما تمثله في تغذية رصيد المملكة من العملة الصعبة؛ إذ كانت في الأعوام الأخيرة تأتي في المركز الثاني بعد عائدات السياحة.
وأكد الجواهري أنه بالنظر للتطور الأخير لأداء تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج، فإنها ستسجل انخفاضا طفيفا عن العام الحالي، في حدود 5 في المائة، بعدما كان توقع في يونيو أن تتدنى بنسبة 25,1 في المائة.
وبعد التطورات الأخيرة، يتوقع بنك المغرب أن تناهز تلك التحويلات 61,5 مليار درهم في العام الحالي، قبل أن تبلغ 63 مليار درهم، بعدما كانت استقرت العام الماضي في حدود 64,9 مليار درهم. صمود بدافع التضامن.
يلاحظ إنييغو موري، مؤسس منظمة "ريميساس"، التي تعنى بتتبع تحويلات المهاجرين عبر العالم، أنها انخفضت كثيرا في مارس وأبريل، غير أنه يرد ذلك إلى إغلاق وكالات تحويل الأموال بأوروبا التي عرفت تشديد تدابير الحجر الصحي، خاصة بالبلدان التي تعرف حضورا كبيرا للمغاربة مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
ويعتبر موري أنه اعتبارا من ماي، عندما شرعت بلدان إقامة المغاربة في تخفيف تدابير الحجر الصحي، وعودة النشاط الاقتصادي، عادت التحويلات للانتعاش، خاصة في الصيف، حيث جرى تعويض ما ينفقه المغاربة المقيمون بالخارج عند حلولهم بالمملكة بتحويلات لأسرهم وأقاربهم.
ويوضح أن الزيادة التي عرفتها تلك التحويلات تجد تفسيرها في كون المغاربة المقيمين بالخارج لم يرجعوا، كما جرت العادة، إلى بلدهم في فصل الصيف، حيث يأتون بهدايا لأسرهم، وبالتالي عوضت تلك الهدايا بتحويلات مالية.
ويؤكد المصدر نفسه على أن سلوك المغاربة المقيمين بالخارج يعكس نوعا من التضامن والمسؤولية، التي يحسون بها تجاه أسرهم وأقاربهم، وهو سلوك يميز المهاجرين المغاربة والمكسيكيين أكثر من غيرهم.
ويسجل موري أنه عندما يحل المغاربة المقيمون بالخارج في الفترة العادية بالمملكة، فإنهم ينقلون معهم أموالا قد لا تستوعبها إحصائيات مكتب الصرف، غير أنه في ظل الظرفية الحالية أضحت الأموال التي تأتي من التحويلات، أو تلك التي لا تشملها التحويلات، حاضرة في الإحصائيات مادامت التحويلات تتم عبر القنوات المعتمدة.
مقالات ذات صلة
عالم
اقتصاد