سياسة
انتخابات.. هل سترشح الأحزاب وجوها جديدة في 2021؟
19/04/2021 - 11:28
وئام فراجتراهن مختلف الأحزاب السياسية بالمغرب على أسماء زعمائها المعروفين في الساحة السياسية، من أجل الفوز في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وتشتد حدة التنافس، بعد حسم المحكمة الدستورية في جدل "القاسم الانتخابي"، واعتماد الصيغة التي تقضي باحتسابه على أساس عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية.
"البيجيدي" يرفض التجديد
حزب العدالة والتنمية من بين أبرز الأحزاب السياسية التي أعلنت بشكل مباشر رفضها تقييد ترشيحات أعضائها السابقين، بعدما رفض المجلس الوطني للحزب، يوم السبت 03 أبريل 2021، مقترح لجنة الأنظمة والمساطر القاضي بتقييد عدد الولايات المسموحة لترشح أعضائه لانتخابات مجلس النواب في ولايتين فقط، ليفتح بذلك المجال لبرلمانيي الحزب بالتقدم لأكثر من مرة للترشيح في الاستحقاقات المقبلة، مثلما كان معمولا به في السابق.
وفي هذا الإطار، أكد عبد الله بووانو، عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، ورئيس لجنة الأنظمة والمساطر بالحزب، أن اللجنة عقدت يومي الخميس والجمعة 01 و02 أبريل، اجتماعات دامت لأزيد من 16 ساعة، لمناقشة مسطرة الترشيح للانتخابات البرلمانية لمجلس النواب والانتخابات الجهوية والجماعية، إضافة إلى مسطرة ثانية تتعلق بانتخابات الغرف المهنية، بما فيها الغرفة الفلاحية وغرفة الصناعة والتجارة والخدمات والصناعة التقليدية.
وأوضح بووانو، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن "اللجنة اقترحت عدم ترشح البرلماني الذي أمضى ولايتين كاملتين ومتتاليتين بمجلس النواب، خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وهو الأمر الذي حظي بنقاش مطول يوم السبت، وقوبل بالرفض".
وحول إعادة اقتراح نفس الوجوه السياسية، أبرز بووانو أن الأمانة العامة للحزب ومجلسه الوطني بررا سبب رفض مقترح اللجنة بكون "معركة الانتخابات المقبلة لا تسمح بالحد من الأدوات والأسلحة الموجودة مسبقا"، وبذلك تم رفض تغيير الأشخاص الذين يحققون نجاحا انتخابيا.
وأكد القيادي بحزب "المصباح" أن المرحلة الراهنة، لا تسمح بتغيير ما سماه بـ"الفريق الناجح"، مشيرا إلى أن ما يهم هو فتح نقاش في الموضوع، ومروره من مساطر خاصة.
وأضاف بووانو أن أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية عرفت أيضا مناقشة إمكانية تقييد ترشيحات وكلاء اللوائح، بعدما اقترحت لجنة الأنظمة والمساطر بالحزب، تقييد الترشيحات في وكالتين فقط، إلا أن "المجلس الوطني لم يقبل التغيير، وأبقى على إعطاء الحق لمرشح ما بالترشح على الأقل في وكالتين، وإذا رأت الأمانة العامة للحزب ضرورة تقديم نفس الشخص في أكثر من ذلك فلها الحق".
تراجع في مسار الحزب
وتعليقا على قرارات الحزب، أوضح بلال التليدي، باحث سياسي مقرب من حزب العدالة والتنمية، أن حزب "البيجيدي" يقوم في كل محطة انتخابية بطرح مسطرة الترشيح، وكان النقاش في كل مرة يتمركز حول قضيتين؛ تتعلق الأولى بتقييد الولايات الانتدابية والثانية بسلطة التزكية.
وأبرز التليدي، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن الأمر بقي على ما كان عليه في السابق بالنسبة للمحطة الانتخابية المقبلة، مبرزا أن حجة الحزب كانت دائما تتمحور حول "الاستفادة من خبرة المرشح التي تم تحصيلها في التجربة الجماعية والبرلمانية والتي لا ينبغي تبديدها بهدف التجديد".
وتساءل الباحث السياسي "إلى أي مدى سيظل الحزب متمسكا بالخبرة السياسية للمرشحين، علما أن من بينهم من فاقت عدد ولايته خمس ولايات"، مشيرا إلى أن النقاش بين أعضاء الحزب كان محتدما بهذا الخصوص إلا أنه لم يسفر عن أي تغيير.
ومن بين النقاط التي اعتبرها التليدي تراجعا في مسار الحزب، والتي تعيق عملية التجديد، إعطاء سلطة التزكية بشكل مطلق للأمانة العامة للحزب، إذ بات بإمكان الأمانة العامة أن تغير كل اللوائح بدون أي مانع قانوني، مشيرا إلى أنه في المرحلة السابقة كانت سلطة التزكية عند الأمانة العامة للحزب مقيدة في عشرين بالمائة من المقاعد.
وأوضح المتحدث ذاته، أن قيادة الحزب تحججت في ذلك بـ"القاسم الانتخابي"، إذ تحتاج الأمانة العامة إلى سلطة مطلقة لكي تحدد "أعمدة الحزب" الذين يعول عليهم لكسب مقعد انتخابي.
"التقدم والاشتراكية": الكفاءة قبل التجديد
لا تختلف استراتيجية حزب التقدم والاشتراكية كثيرا عن حزب العدالة والتنمية من حيث تغيير "الوجوه السياسية"، إذ أكد كريم التاج، عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، عدم حصر الترشيحات للانتخابات في عدد الولايات، مشيرا إلى وجود منتخبين قضوا أربع ولايات أو أكثر ومازال مستواهم السياسي جيدا.
وأوضح التاج، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن حزب التقدم والاشتراكية لم يعتمد لحد الساعة مسطرة جديدة ومدققة للترشيح، مشيرا إلى وجود مسطرة للقانون الداخلي والأساسي للحزب، تقضي بأن الترشيحات المحلية تقدم للهيئات المحلية، والترشيحات ذات طبيعة انتخابية إقليمية تقترح على الهيئات الإقليمية، والترشيحات ذات الطبيعة الوطنية، يهيئها المكتب السياسي وتصادق عليها اللجنة المركزية للمكتب.
وفي ما يتعلق بتغيير الوجوه السياسية، أكد التاج أن هذا ليس هدف الحزب خلال المرحلة الانتخابية المقبلة، مبرزا أن الترشيح يعتمد على الأكثر كفاءة، ومن له القدرة على خوض غمار الانتخابات، "وليس التجديد من أجل التجديد".
"الأصالة والمعاصرة": محاولة تحقيق التوازن
من جانبه، بدا حزب الأصالة والمعاصرة أكثر حيوية في جهة طنجة تطوان الحسيمة، مقارنة بباقي الجهات، باعتبارها معقله ويعتمد فيها على وجوه معروفة وذات نفوذ في المنطقة، خصوصا بعد لقاء كل من الأمين العام للحزب عبد اللطيف وهبي والأمين السابق حكيم بنشماش اتفقا فيه على إنهاء الخلافات السابقة، لذلك باشر الحزب عقد اجتماعات جهوية وإقليمية، لاختيار المرشحين، وأيضا البحث عن أسماء جديدة، وهو ما مكنه من استقطاب وجوه معروفة.
وفي هذا الإطار، قال عبد اللطيف الغلبزوري، الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، إن حزبه يقوم بعقد مجموعة من اللقاءات والاجتماعات بالأقاليم الثمانية للجهة، سواء مع منتخبي الحزب أو مع طاقات شبابية لها كفاءات، من أجل ضخ دماء جديدة بالحزب.
وأكد الغلبزوري، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن الحزب قرر ترشيح شاب على رأس اللائحة الجهوية لطنجة تطوان الحسيمة، إضافة إلى مجموعة من النساء والشباب الذين سيمثلون باقي اللوائح.
وأضاف أن هذا الأمر لا يعني التخلي عن منتخبي الحزب السابقين، بل الهدف منه هو تحقيق توازن بين مختلف الفئات العمرية والخبرات المتراكمة.
أما في ما يتعلق بمساطر الترشيح، أكد القيادي بحزب "الجرار"، أن حزبه لا يعتمد على مساطر ترشيح محددة تمنع من الترشح أكثر من مرة أو تحدد الولايات الرئاسية بالحزب بشكل قانوني، إذ يبقى الحسم للهيئات المختصة بذلك.
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة