سياسة
انقلاب وغدر.. الدخيل يتحدث عن علاقته بغالي في بدايات تأسيس البوليساريو
01/05/2021 - 13:58
يونس أباعليما تعليقكم على واقعة إدخال غالي إلى إسبانيا بجواز واسم مزورين؟
دخول إبراهيم غالي إسبانيا، في هذه الظرفية، إهانة له، أولا، لأنه يعتبر نفسه "رئيس دولة"، وهذا يدل على أن عسكر الجزائر هو الذي يفعل ما يشاء، وبمن يشاء.
لنقارن بين هذه الطريقة وكيف تم التعامل حينها مع عبد العزيز المراكشي، الأمين العام السابق للجبهة، إذ تم نقله إلى ألمانيا وبعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في حين أن غالي تم نقله سرا إلى حيث يطالب كثيرون برأسه، سواء الصحراويون أو الإسبان، بسبب ماضيه في الصحراء.
في تقديري الشخصي، الجزائر أبرمت صفقة مع إسبانيا للتخلص من غالي بهذه الطريقة، بعدما رفضته ألمانيا، لماذا؟ لأن إسبانيا دائما ما تلعب دورين في قضية الصحراء، إذ تُدعم هذا الطرف بالمال وفي نفس الوقت تقول إن المغرب شريك، أي هناك ازدواجية. كما أن بعض المنابر الإعلامية تحدثت على أن إسبانيا ضمنت للجزائريين عدم محاكمة غالي، وهذا يتناقض مع دولة الحق والقانون.
ولماذا في نظرك تريد الجزائر التخلص من غالي؟
لقد بررت الجزائر هذا بأنه مصاب بكورونا لذلك تم نلقه للعلاج، في حين أن هناك قيادات من الجبهة مصابة ولم تُحرك الجزائر ساكنا تُجاهها. بل إن الرئيس الجزائري طالما قال إن بلاده تتوفر على أكبر المستشفيات في القارة الإفريقية، فكيف إذن تنقل غالي سرا وبجواز سفر مزور. هذا يدل على أن هناك رغبة في القضاء على غالي، ولو سياسيا. غالي أصبحت سمعته سيئة ومتسخة، لذلك تريد الجزائر التخلص منه. كما أن الجزائر هنا تريد خلق أزمة بين المغرب واسبانيا.
هل سيؤثر هذا الاستقبال على علاقة المغرب واسبانيا؟
المغرب لا يلعب أكثر من دور مع اسبانيا، عكس الجارة الشمالية، في حين يمكنه أن يعمل بمنطق إذا دعمت البوليساريو سأدعم الكتالان وكل الرافضين للنظام المركزي الاسباني، لكن المغرب اختار دائما أن يلعب دورا كبيرا مع دولة كبيرة ولا يتدخل في صراعاتها الداخلية.
هذا الاستقبال في نظري سيمس جوانب كثيرة في الاتفاقيات بين البلدين، والمغرب يلعب دورا كبيرا في ملفات الأمن والهجرة وغيرها. ولا أظن أن المغرب سيصمت لكن الدبلوماسية المغربية دائما تحل المشاكل بتعقل وصمت.
ما الجرائم التي ارتكبها غالي؟
اسبانيا قالت إنها استقبلته لأسباب إنسانية، حسنا هذا فعلٌ نبيل، لكن لم تر تلك الجرائم التي اقترفتها قيادة البوليساريو، وهناك شكاية في المحكمة الاسبانية بهذا الخصوص، لكن السلطات الاسبانية لم تبذل أي مجهود للبحث عن هؤلاء الأشخاص، رغم أن بعضهم يعيش هناك، أي هناك تواطؤ.
لم تراع اسبانيا حقوق الانسان، وهذا متناقض مع موقفها بخصوص "إنسانيتها" تُجاه غالي. وهذا لا يعني الصحراويين فقط، بل هناك جمعيات إسبانية تطالب أيضا بمحاكمة غالي وقيادة البوليساريو لارتكابهم جرائم ضد الإسبان.
لقد اختلطت على حُكام اسبانيا الإيديولوجيا والمصالح وحقوق الانسان، في حين أن غالي ومجموعته التي ركزت عليها الجزائر هي فعلا ملطخة بدماء الصحراويين وغير الصحراويين، وهذا معروف، إذ في المؤتمر الثاني للبوليساريو صرح عبد العزيز بأنه تم قتل 56 صحراويا، زد على ذلك تقارير المنظمات الحقوقية الدولية، وهناك شهود يتكلمون كل يوم عنها.
كما أن هناك نساء يتكلمن عن آبائهن المفقودين، منهم موجودون في اسبانيا الآن، ناهيك عن الخطف، وهذه المجموعة معروفة بهذه الجرائم المرتكبة حتى في حق الموريتانيين.
كيف كانت علاقتك بإبراهيم غالي؟
لقد عينت الجزائر عبد العزيز المراكشي أمينا للبوليساريو (1976) بعد مقتل الوالي مصطفى السيد في موريتانيا، واشتغلت معه في خطتها إلى أن توفي. حينها كانت لدى عبد العزيز مجموعة مكونة من ستة أشخاص ركز عليهم في اشتغاله، وتم دعمهم من قبل العسكر الجزائر.
في آخر فترة لعبد العزيز نظم ندوة أعلن فيها أن إبراهيم غالي سيكون الخلف، رغم أن القانون الداخلي لا يقول هذا، أي أن غالي كان بمباركة من الجزائر التي رأت أنه الأصلح لاستمرار القيادة. لكن غالي لم يكن صالحا، فلم تكن له إنجازات، فعلى الأقل كان عبد العزيز يحاول الدفع بالحوار ولملمة الجراح، عكس غالي، وحصيلته تتحدث عنه، فهناك تقاعس وسحب دول اعترافها بالبوليساريو وارتكب خطأ كبيرا بإغلاق معبر الكركرات وإعلانه "الحرب" على المغرب، ناهيك عن صراعات قبلية يومية داخل البوليساريو وسجن المدونين الرافضين لسياسته، دون أن ننسى فضائح سرقة المساعدات الإنسانية المتوجهة للمخيمات... حصيلته هذه هي التي جعلت الجزائر تسعى إلى التخلص منه.
غالي إنسان عسكري في زمن الإسبان، هو من الرحامنة وليس من السمارة، وكان هدفه الأساسي الوصول إلى قيادة الجبهة، بأي طريقة كانت. وبالتالي هناك نقاشات وسط الصحراويين على أن غالي يقترب من نهايته.
كنت على تواصل مباشر معه؟
انطلقنا معا من العيون في فترة الإعداد لتأسيس الجبهة (1973)، ودفعنا به ليكون الأمين العام، لأن الوالي مصطفى السيد لم يكن يعرفه أحد في منطقة الساقية الحمراء واد الذهب، وفي سنة توليه القيادة لم يفعل شيئا خصوصا أننا كنا مناضلين ونشتغل بشكل جماعي.
كنا حينها منقسمين إلى مجموعتين، واحدة أتت من الأراضي التي يسيطر عليها الإسبان، وأخرى من مناطق الطانطان وتندوف، وغالي كان ضمن مجموعتي (السمارة). وصلنا إلى الزويرات بموريتانيا واجتمعنا لنؤسس الجبهة ونصبنا غالي أمينا لكونه كان عسكريا منذ 1962، لكن في المؤتمر التأسيسي الثاني أصبح الوالي مصطفى هو الأمين العام.
لكن بعد ذلك تدخلت اسبانيا وشرعت في استهداف الرموز خصوصا الآتين من منطقة الساقية الحمراء واد الذهب، وتم القضاء على كثير منهم، وهنا اختار غالي الانحياز لمجموعة تندوف التي اشتغلت مع الجزائر ضدنا في المجموعة الأخرى، بدل الانضمام إلينا، ولم يتحل بالشجاعة لكي يدافع عنا، وتم أسرنا وتعذيبا وحملنا بالمروحية ورمينا في خلاء تندوف.
عندما غادرت السجن في 1975 التقينا في الرابوني وقلت له: كيف لك أن تفعل هذا بنا؟ فأجاب بأنه نفذ الأوامر، حينها فهمت أن المخابرات الجزائرية هي التي تُحركهم، كنت حينها في سن 18. بعد هذا الاجتماع تم نقلي إلى الجزائر وبعدها بدأت مسارا جديدا في حياتي. لقد كان يفضل مصالحه على مصالح الغير، وعندما سمعت أنه تولى قيادة الجبهة عرفت أنهم لم يجدوا بديلا غيره.
الآن هل هناك بديل لغالي؟
سيأتون ببديل من رُحل تندوف، لكي يستمر في تنفيذ ما يؤمرون به، حتى ولو لم يكن معروفا.
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
مجتمع