بشرى كربوبي.. حكاية أول حكمة في تاريخ "بطولة برو" للذكور

بشرى كربوبي، المنحدرة من دوار "ولاد اسحاق"، جماعة "تيزي وسلي" في إقليم تازة، أكدت، اليوم السبت، قدرة المرأة المغربية على خوض التحديات والصعوبات في العالم الذكوري، فقد أدارت، بامتياز، مباراة المغرب التطواني أمام ضيفه أولمبيك خريبكة، في ملعب "سانية الرمل"، برسم الجولة 30 (الأخيرة)، من منافسات الدوري الوطني للمحترفين.

التحدي الذي خاضته بشرى كربوبي (32 سنة)، اليوم السبت، ليس جديدا عليها، ولا صعبا بالنسبة إليها، فقد سبق لها أن خاضت مثله في مناسبات متعددة، إذ سبق لها أن اختيرت ضمن حكام نهائيات كأس أفريقيا للسيدات في غانا، حيث قادت مباراة عن المجموعة الثانية جمعت المنتخبين الزامبي والغيني الاستوائي، وانتهت بفوز الأول بخمسة أهداف لصفر، وكانت، أيضا، حكما رابعا في مباراة الكاميرون أمام غانا (1-1)، في البطولة ذاتها.

إلى جانب مشاركتها في هذه البطولة، فقد سبق لبشرى كربوني، الحاصلة على الشارة الدولية من الاتحاد الدولي "فيفا" سنة 2016، أن تم اختيارها من "الكاف" ضمن طاقم تحكيم مباراة بين المنتخبين الجزائري والسوداني، برسم التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لأقل من 20 سنة، إضافة إلى تعينها لقيادة مباراة بين المنتخبين الغاني والجيبوتي، برسم التصفيات المؤهلة إلى مونديال أقل من 17 سنة.

وفي المغرب، سبق لبشرى كربوبي قيادة مباريات في الدوري الوطني هواة، وأيضا مباراة في الدوري الوطني الثاني جمعت الاتحاد الزموري للخمسيات أمام الوداد الفاسي، في 28 شتنبر الماضي، برسم الجولة 28 من منافسات الدوري، وكانت، أيضا، ضمن طاقم حكام "الفار" في مباراة الرجاء البيضاوي أمام ضيفه أولمبيك آسفي، في 8 غشت الماضي، في ملعب مجمع محمد الخامس، برسم الجولة 20 من منافسات الدوري الوطني للمحترفين، وكانت حكما رابعا في مباراة الدفاع الحسني الجديدي أمام ضيفه المغرب التطواني، في 26 غشت الماضي، برسم الجولة 25 من منافسات الدوري الاحترافي.

وسبق للحكمة المغربية أن شاركت في مجموعة من الدورات التكوينية التي ينظمها الاتحاد الأفريقي "كاف" في المغرب، وكانت أيضا ضمن 18  حكمة اختارها "الكاف" للمشاركة في دورة تكوينية في جيبوتي في الفترة الممتدة من 25 إلى 29 أكتوبر 2019، كما شاركت في دورة تكوينية في دولة قطر تحت إشراف الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" ضمت نخبة من أفضل حكام العالم.

بشرى كربوبي تحولت من طفلة خجولة في دراستها الابتدائية في جماعة تيزي وسلي، إلى ناضجة خلال دراستها الثانوية في تازة، ثم إلى فتاة قادرة على مواجهة التحديات والصعوبات خلال دراستها العليا في مكناس، وها هي اليوم تغزو عالما رجاليا يمسه الكثير من الانتقاد، خصوصا في المغرب، وهي تدرك جيدا أن كل من يلبس عباءة القضاة في الملاعب الوطنية، سيمسه الانتقاد واللوم والعتاب، لكنها أهل لمجابهة الصعاب.

حسب بعض معارفها والمقربين منها، فإن كربوبي، عاشقة للرياضة وكرة القدم على الخصوص منذ طفولتها، وتمتاز بالطيبة، لكن الصرامة والالتزام لا تحيد عنهما، وهذا ما أهلها وساعدها لولوج ميدان قضاة الملاعب عن جدارة واستحقاق.