مجتمع
بعد واقعة ريان .. مختصون يبرزون سبل التعامل مع الأطفال
10/02/2022 - 09:29
وئام فراجتابع الأطفال، على غرار الكبار، الحادث المأساوي للطفل ريان، ابن قرية إغران بالجماعة الترابية تمروت، التابعة لإقليم شفشاون، الذي وافته المنية بعد محاولات عديدة لإخراجه من قاع الجب، ودخل بعض هؤلاء الأطفال والمراهقين في صدمات نفسية جراء الحادث، فيما حاول طفل آخر تقليده ليلقى حتفه بعدما ألقى بنفسه داخل بئر عميق.
العودة للأنشطة اليومية
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور أمين بنجلون، مختص في الطب النفسي للأطفال، أن العديد من الآباء أهملوا هذا الجانب النفسي عندما أفسحوا المجال لأبنائهم من أجل متابعة واقعة الطفل ريان بتفاصيلها، مشيرا إلى أن الاهتمام بالأبناء مهم جدا في مثل هذه الظروف.
وشدد الدكتور بنجلون، في حديثه مع SNRTnews، على ضرورة العودة إلى الحياة الطبيعية وممارسة الأنشطة اليومية لإخراج الأطفال من الجو الحزين وحالة الصدمة التي عاشوها وهم يتابعون هذه الحادثة، مستنكرا، في الوقت ذاته، عدم فرض رقابة على الأبناء وتركهم يشاهدون الأحداث أولا بأول. كما شدد على ضرورة إعطاء الآباء وقتا أوفى لأبنائهم، والفصل بين هذه الواقعة وبين مسؤوليتهم تجاه الأطفال، وذلك عبر إخراجهم واللعب معهم أو قراءة بعض القصص، أو القيام بأي أنشطة ترفيهية تروم إخفاء ذلك التأثر.
ودعا المختص في الطب النفسي للأطفال، الآباء إلى إبعاد أطفالهم ما أمكن عن الشاشات، "وفي حال أرادوا مناقشة الواقعة يجب استعمال طريقة عقلانية في النقاش، والتطرق لما هو إيجابي من دروس وعبر". وأوضح بنجلون، في هذا الصدد، أن طريقة مناقشة هذه الحوادث مع الأطفال مختلفة عن الكبار، "إذ على الآباء أن يختاروا طريقة أبسط، تكون خالية من الترهيب، لكي لا يتركوا صورة سيئة من شأنها التأثير على ذكاء أطفالهم ونفسيتهم، إضافة إلى عدم إظهار الاهتمام الكبير بالواقعة وأحداثها أمام الأطفال"، مشيرا إلى أن هذا الاهتمام هو الذي يزيد من ترسيخ الحادث في أذهانهم.
وأوضح أن الأطفال يتأثرون كثيرا بكل ما يشاهدونه أو يسمعونه لحد رغبتهم في تجربته، "فمثلا في الانتحار، كلما كثر الحديث حول هذا الموضوع ولو بغاية التحذير منه، أو عرض مشاهد تلفزية توثق له، كلما زادت رغبة الأطفال في تجربته"، وهو ما يسمى وفق الطبيب النفساني بـ Le renversement en son contraire" أي ما لا نريد الوقوع فيه هو الذي تتم صناعته بهذه المشاهد".
استخلاص الدروس الإيجابية
من جهته، يرى عادل غزالي، أستاذ علم النفس الاجتماعي، بجامعة الحسن الثاني بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، أن التهويل الذي رافق هذا الحادث خلق نوعا من الرعب الداخلي عند الأطفال الذين أسقطوا هذه الوقائع على ذواتهم وخافوا من الوقوع في أحداث مماثلة.
وأوضح، غزالي، في تصريح لـSNRTnews، "أنه كان من المفروض أن تمثل هذه الواقعة لحظة إيجابية للتفكير في سلوكاتنا تجاه أطفالنا، وأن تكون عبرة لكل مقصر في حق طفله ليهتم به بشكل أكبر"، وبالتالي، يضيف الأستاذ الجامعي، "كان بإمكاننا استغلال هذا الحادث بطريقة إيجابية بدل منطق التخويف والرعب الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي"، مشيرا إلى وجود عدة دروس يجب استخلاصها "ومحاولة إيصال القيم التي اكتسبناها من هذه الحادثة للأجيال الناشئة، من قبيل قيم التضامن بين أفراد المجتمع، وقيم التعاطف، وأن المجتمعات، بغض النظر عن اختلافاتها الثقافية والدينية، تظل شعوبا تجمعها قيم إنسانية". وشدد على أهمية الدعم النفسي في هذه المرحلة، سواء لأبوي الطفل ريان أو للأطفال الذي جاوروه وعاشوا تفاصيل الواقعة وتأثروا بها.
كما أبرز أن بعض الأطفال يعتقدون أن ما قام به الطفل ريان عمل بطولي، نظرا للاهتمام الذي رافقه، موضحا أن هذا الأمر يجعلهم يحاولون الاقتداء به من أجل لفت انتباه الآخرين، ما يعرض حياتهم للخطر.
ودعا غزالي، إثر ذلك، الآباء إلى التركيز فقط على الدروس المستخلصة من الواقعة، لتفادي وقوع سيناريوهات مماثلة، وذلك من قبيل التطرق إلى وحدة الشعوب والتضامن الذي رافق الحادث، "فضلا عن إيصال رسالة مفادها أن المواطن المغربي ليس رخيصا في بلاده، وأن الوطن يستطيع التضحية بالغالي والنفيس لإنقاذ أبنائه".
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع