رياضة
بلفتوح .. الحكم الآخر
25/11/2021 - 09:13
يونس الخراشيبدأ الراحل بلفتوح، وهو من مواليد مدينة فاس سنة 1955، رحلته مع معشوقته كرة القدم حارسا للمرمى. ولم يتنازل عن حبه للساحرة المستديرة إلا وهو يصل إلى الذروة، حارسا في فريق الوداد الرياضي البيضاوي، مع الكبار، أمثال أحرضان وسحيتة ومجاهد والزغراري، وآخرين من جيل السبعينات في القرن الماضي. كما لعب للمنتخب الوطني للشباب، وشارك معه في دوريين بكل من باستيا وكورسيكا، وفي مباراة رفع الستار للقاء جمع الأسود بالمنتخب السينغالي.
غير أن طموح الراحل بلفتوح سيذهب به إلى أبعد من مجرد لعب كرة القدم، ليصبح، وهو ابن 22 عاما فقط، حكما من الطراز الرفيع. ورغم أنه بدأ من حيث يتعين، حكما متجولا، ثم حكما مساعدا، في ثلاثيات بارزة؛ مثل ثلاثيات الحكم الراحل، والرائد أيضا، محمد باحو، إلا أنه سرعان ما سيحمل الصافرة، ليصبح أشهر من نار على علم.
وبحكم فهمه الكبير للعبة، وكواليسها، وأشيائها الخاصة، فضلا عن أنه كان معروفا في الوسط الرياضي الكروي، فقد تسلق الراحل بلفتوح الدرجات، ليصبح حكما فدراليا سنة 1991، ثم حكما دوليا ذائع الصيت بالمغرب، وحتى خارجه، بداية من 1995. وأسندت له إدارة مباريات صعبة في البطولة الوطنية، ومسابقة كأس العرش، فضلا عن مباريات كبيرة خارج أرض الوطن، بل إنه مثل المغرب، لمدة شهر، في الدوري اللبناني، في إطار التعاون بين الجامعة الملكية المغربية والاتحاد اللبناني لكرة القدم.
وكأي حكم يجر خلفه تجربة كبيرة، ومواقف جريئة، فضلا عن السمعة، فقد حمل الراحل عبدالعزيز بلفتوح المسؤولية عقب نهاية مساره التحكيمي، ليصبح مراقبا للحكام، على المستويين الجهوي والوطني، ثم عضوا في لجنة التحكيم، بحيث استفادت الأخيرة كثيرا من سعة معرفته، وقدرته على التمييز، وصرامته في اتخاذ القرارات.
الراحل عبدالعزيز بلفتوح، الذي كان إطارا بنكيا، وتسلق المراتب إلى أن صار مديرا، واشتهر، قبل سنوات، بـ"الحكم الآخر"، والذي لم يكن سوى برنامجا تلفزيونيا لفائدة قناة الرياضية المغربية، تحت إدارة الإعلامي يسري المراكشي، وبإشراف من زميله، كمال الإدريسي، كان يكتب خواطر جميلة، حسب صديقه وابن مدينته وزميله، محمد الموجه، يقول:"قرأتها مرارا. كانت رائعة للغاية. عربيته الفصيحة لا يعلى عليها، رحمه الله".
لعل الراحل عبدالعزيز بلفتوح كتب مذكراته. ولعله ضمنها أشياء مثيرة للغاية. ولعلها تتحدث عنه، حين تصدر لاحقا، فيترحم عليه أناس آخرون ممن لسنا نعرفهم، وكانت له بهم صلات قوية، وفي مجالات أخرى عرف الرجل المتعدد المواهب والمشارب كيف ينسج علاقته معهم قيد حياته.
رحم الله سي بلفتوح، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة
رياضة