عالم
بيل غيتس الحالم بـ"صفر كاربون": لا نملك ترف إهدار الوقت
21/02/2021 - 09:51
SNRTnewsيعتبر مؤسس "مايكروسوفت" أن التغيرات المناخية هي التحدي الأكبر في العصر الحالي، فالعالم ينتج 51 مليار طن من الغازات الدفيئة، ما يدفعه إلى الدعوة إلى وضع خطة ترعاها الحكومات لتجنب وقوع الكارثة، ويقدم تصوره لكيفية بلوغ ذلك.
يشدد الملياردير، الذي أسس مؤسسة خيرية بمعية زوجته مليندا، على مختلف الحلول الإيكولوجية التي تخول معالجة هذه الأزمة جد مكلفة، خاصة بالنسبة للبلدان السائرة في طريق النمو، معتبرا أن "البلدان الفقيرة قد تعاني أكثر من الآخرين"، وإن كان يعتقد أن الوصول لهدف "صفر كاربون" سيكون مكلفا للعالم أجمع.
ويرى أن البلدان الغنية يجب أن تساهم أكثر من أجل تحقيق هدف "صفر كاربون"، حيث يقول، في حوار مع "لوبوان" الفرنسية، إن "البلدان الغنية، خاصة الولايات المتحدة وأوروبا يجب ألا تكتفي بتقليص إنتاجها من الغازات الدفيئة، بل يفترض فيها أن تبتكر كي يحصل الجميع على طاقات خضراء بكلفة منخفضة في جميع القطاعات التي تخلف الكاربون"، مشددا على أنه إذا لم تكن البلدان الغنية نموذجية، فلن تكون هنا أية إمكانية كي تختار البلدان السائرة في طريق النمو الحلول الخضراء.
يقول، في حوار مع موقع "بروجيكت- سانديكايت": "على الرغم من أن الكتاب ليس موجها نحو المتشككين في تغير المناخ تحديدا، فإنني آمل بكل تأكيد أن يقنعهم بأننا في احتياج إلى الاستثمار بجدية في الطاقة النظيفة. وسوف تكون البلدان التي تبذل قصارى جهدها لرعاية الإبداع والابتكار في هذا المجال موطنا للجيل القادم من الشركات الرائدة، إلى جانب جميع الوظائف والأنشطة الاقتصادية التي تصاحبها. ولهذا السبب، تعد هذه الاستثمارات التصرف الذكي الواجب، حتى لو لم تكن مقتنعا بالحقيقة الواضحة التي تؤكد أن البشر يتسببون بأنشطتهم في إحداث التغيرات المناخية التي ستخلف عواقب وخيمة إذا تركت دون تصحيح أو مراقبة".
ويشير إلى أن الوصول لهدف "صفر كاربون"، يحتاح إلى خطة معدة جيدة وتتبع جيد، وبشكل خاص، تغييرات عميقة في كل مجال على حدة، معتبرا أن تحقيق حلم "صفر كاربون" يقتضى العديد من السنوات من العمل، مؤكدا على أن "كل من يؤكد أنه يمكن تحقيقه في عشرة أعوام لا يعي حجم المشكل".
يقول "نحن في احتياج إلى قدر هائل من الإبداع حتى يتمكن الناس من السفر جوا أو قيادة السيارات، والمشاركة في الاقتصاد الحديث دون التسبب في إطلاق الانبعاثات الغازية. وهذا في حقيقة الأمر تحد أشد صعوبة من تصنيع وتوزيع لقاحات كوفيد-19".
غير أنه يشدد على أن "الأمر يتطلب ذات النوع من التعاون الوثيق بين الحكومات على المستويات كافة، وكذا مع القطاع الخاص. وتماما كما يتعين علينا جميعا أن نضطلع بأدوارنا"، وهو يؤمن بأنه "يجب على الأفراد أيضا أن يضطلعوا بدورهم في الحد من الانبعاثات".
ويراهن بيل غيتس على "الإبداع ليس فقط في مجال التكنولوجيا، بل وأيضا في وضع السياسات وإدارة الأسواق. يجب أن يفكر صناع السياسات بشكل خَلّاق في الطرق المناسبة لحفز الإبداع في مجال الطاقة النظيفة، وضمان تكافؤ الفرص، والتعجيل بتحول الطاقة".
ويقول في ختام حواره "بروجيكت- سانديكايت": أستطيع أن أزعم أنني متفائل لأنني رأيت ما يمكن أن تفعله التكنولوجيا، ورأيت مدى ما يستطيع الناس تحقيقه من إنجاز. وما يمكننا القيام به الآن هو إنفاق العقد المقبل في وضع السياسات والتكنولوجيات وهياكل السوق المناسبة في مكانها الصحيح حتى يتسنى لأعظم قسم من العالم الوصول إلى مستوى الانبعاثات صِفر بحلول عام 2050. نحن لا نملك ترف إهدار أي وقت".
مقالات ذات صلة
مجتمع
عالم