عالم
تقلبات المناخ تلهب الجيوب عبر العالم
14/11/2021 - 16:26
أ.ف.بففي تصريح لوكالة فرانس برس، يشير المستثمر في شركة "سوكدن"، جوردي ويلكس، إلى "الظروف الجوية التي تسببت في اضطرابات في السوق أخيرا".
فبعد ثباتها في البرازيل في يوليوز، ارتفعت أسعار بُن أرابيكا على سبيل المثال، بنسبة 35 بالمائة في خمس جلسات، واستقرت مذاك عند مستويات مرتفعة تناهز الدولارين للرطل على مؤشر "آي سي إي فيوتشرز يو إس" في نيويورك.
وقبل بضعة أشهر، أدت موجة جفاف في البرازيل إلى ارتفاع سعر الذرة بأكثر من 20 بالمائة في سبع جلسات، لتتجاوز 7,5 دولار للبوشل (حوالي 25 كيلوغرام) في بورصة شيكاغو، قبل أن يتراجع السعر.
كما أدى الجفاف الذي أصاب جنوب غرب كندا والسهول الشمالية للولايات المتحدة، في أواخر الربيع، إلى رفع أسعار القمح التي لا تزال عند مستوى تاريخي مرتفع عند قرابة 300 دولار للطن من القمح العادي في بورصة يورونكست.
ويتوقع جوردي ويلكس أن يضطر إلى مراقبة هذه الحوادث أكثر فأكثر، لا سيما أن أحدث تقارير خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة، المنشور هذا الصيف، حذر من تسارع تواتر الظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات والحرائق والأعاصير والجفاف.
من جهته، يرى المحلل في "رابوبانك"، كارلوس ميرا، أن "تكرار هذا النوع من الحوادث في السنوات الأخيرة يقودنا إلى الاعتقاد بأن أسعار المنتجات الزراعية ستظل مرتفعة" في المستقبل.
ويتزايد التقلب الشديد لأسعار المواد الغذائية نتيجة توزع إنتاجها بشكل غير متساو في العالم، واعتمادها على منطقة إنتاج رئيسية واحدة كما هو الحال بالنسبة إلى بن أرابيكا والسكر في البرازيل.
ويوضح المحلل في "كومرتس بنك"، كارستن فريتش: "لأنه يزرع بشكل أساسي في المناطق المرتفعة (في البرازيل)، حيث يمكن أن تتقلب الأحوال الجوية بقوة أكبر، وحيث يمكن أن تكون خسائر المحاصيل أكثر حدة"، فإن البُن هو المادة الخام الزراعية الأكثر عرضة لهذا النوع من التقلب.
كما أن تقلب الأسعار صار أكثر تواترا بسبب محدودية الأدوات التي يستخدمها المستثمرون لتوقع أحوال الطقس في مناطق الإنتاج الرئيسية.
ويأسف مستثمر في سوق البن، في تصريح لفرانس برس: "نلاحظ أن توقعات الطقس على المديين القصير والمتوسط أقل موثوقية (...) لأنها تستند إلى سجلات تتراجع صلاحيتها أكثر فأكثر"، ويتابع "يضاف ذلك إلى حالة من عدم اليقين تساهم في تقلبات أكبر في الأسعار"، مشيرا إلى فوارق "تزيد عن عشرة سنتات في سعر بُن أرابيكا خلال جلسة واحدة، وهو فارق هائل".
كما تتأثر بعض المواد الخام الزراعية بشكل غير مباشر بهذه الظواهر المناخية القصوى والمتكررة. على سبيل المثال، تسببت الأعاصير المتتالية في خليج المكسيك، نهاية الصيف، بإلحاق أضرار بالمنشآت النفطية الأمريكية البحرية والبرية.
وأدى تأثير الانخفاض المفاجئ وغير المتوقع في النفط الذي يعرضه أكبر منتج في العالم، في سوق مضغوط أصلا، إلى ارتفاع أسعار الخام، ما كان له تداعيات مباشرة على سعر السكر.
وعندما يرتفع سعر الذهب الأسود، فإن ذلك يحفز استخدام القصب لإنتاج الإيثانول، ما يحد كمية السكر المتوفرة في السوق، ويؤثر كذلك على سعر القطن الذي يزداد الطلب عليه مقابل الألياف الاصطناعية التي أصبحت مكلفة أكثر.
ولا يزال سعر رطل القطن يناهز 1,20 دولار هذا الأسبوع، وهو سعر لم نشهده منذ أكثر من عشر سنوات.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد