اقتصاد
حرف تنتعش بفضل عيد الأضحى
11/07/2021 - 17:41
مراد كراخييعتبر عيد الأضحى بالمغرب، إضافة إلى طابعه الديني، مناسبة اقتصادية بامتياز، نظرا للحركية التجارية التي تشهدها المملكة في هذه الفترة، مما يساهم في خلق نوع من التوازن بين المجالين الحضري والقروي، بفعل رقم المعاملات الذي يتم تحقيقه في هذه المناسبة والذي يقدر بالملايير، إضافة إلى "الانتعاش الاقتصادي المؤقت" لفئة عريضة من المواطنين، وحسب أرقام رسمية، فقد تم إعداد 5,8 ملايين رأس من الأغنام والماعز لعيد الأضحى المقبل.
اقتصاد العيد
كشف الخبير الاقتصادي، إدريس الفينا، أن عيد الأضحى زيادة على كونه مناسبة دينية، فهو يعتبر عملية اقتصادية محضة، لأنه عن طريق الأضاحي التي تغطي حوالي 12 مليون أسرة مغربية، يتم تحويل ما يناهز 16 مليون درهم من المدن إلى البوادي، و"هذا رقم مهم يسمح لسكان العالم القروي بتحسين وضعهم الاقتصادي والاجتماعي".
وأوضح الفينا، في تصريح لـSNRTnews، أن هذه المناسبة، تلعب دورا مهما في رفع الاستهلاك بشكل عام، كما تساهم في إنعاش الصناعة التقليدية، ويظهر ذلك من خلال أرقام المندوبية السامية للتخطيط، التي تؤكد ارتفاع معدل استهلاك الأسر مابين 3,2 و5 في المائة، أي ما بين 10 و16 مليار درهم، خلال فترة عيد الأضحى، التي تستمر مابين 10 أيام و 15 يوما.
ووفق المتحدث ذاته، فإن الزيادة في الاستهلاك المسجلة خلال هذه الفترة من السنة، تشمل قطاع التجهيزات المنزلية، والقطاع الفلاحي، إضافة إلى قطاع الصناعة التقليدية الذي يشهد رقم معاملاته ارتفاعا يناهز 6 ملايير درهم، عن طريق جلود الأضاحي.
ومن جانبه، كشف علي بوطيبة، أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الأضاحي التي يتم استهلاكها خلال العيد، والتي يبلغ عددها أزيد من خمسة ملايين، تساهم بشكل مباشر في ضخ مبالغ هامة في العالم القروي، الذي يعول على هذه المناسبة لتحقيق نوع من الانتعاش خصوصا خلال سنوات الجفاف.
وأبرز بوطيبة لـSNRTnews، أن هذه المناسبة تساهم في تحريك العجلة الاقتصادية في العالم القروي، والاقتصاد الوطني ككل، مشيرا إلى أن إصرار السلطات المغربية على الاحتفال بعيد الأضحى، رغم ظروف الجائحة خلال السنة الماضية، ساهم بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد الفلاحي، وإنقاذ الفلاحين الصغار الذين كانوا في وضعية جد صعبة بفعل تداعيات الأزمة، إضافة إلى الجفاف وغلاء الأعلاف.
فرصة للانتعاش
يأتي عيد الأضحى في ظروف استثنائية هذه السنة بالمغرب، حيث يعقد بائعو الماشية آمالا كبيره على هذه المناسبة الدينية، لتعويض الخسائر التي تكبدوها بفعل الأزمة الاقتصادية التي فرضتها جائحة كورونا، إضافة إلى الموسمين الفلاحيين السابقين اللذين لم يكونا في مستوى التطلعات، بسبب قلة التساقطات المطرية، إضافة إلى ارتفاع أثمنة الأعلاف.
وفي هذا الإطار، قال الاقتصادي والباحث في التنمية الريفية، العربي الزكدوني، إن عيد الأضحى يعتبر ثاني مناسبة من حيث تحقيق الانتعاش للعالم القروي، بعد موسم الحصاد.
وأفاد الزكدوني في تصريح لـSNRTnews، أنه بعد فترة الحصاد خلال بداية فصل الصيف، يعتبر عيد الأضحى مناسبة كبيرة لضخ الملايير في الاقتصاد القروي، مما يساهم في التأثير إيجابا على الساكنة القروية من الناحية المادية والاجتماعية.
وأضاف الزكدوني، أن عيد الأضحى جاء هذه السنة بالتزامن مع رجوع أعداد كبيرة من الجالية المغربية المقيمة خارج الوطن، مما قد يساهم في زيادة الإقبال على الأضاحي، مما يعتبر فرصة لـ"الكسابة"، لتجاوز الصعوبات التي عانوها خلال السنة الماضية التي تميزت بالجفاف، إضافة إلى التداعيات السلبية للجائحة، والارتفاع الذي تشهدته أثمنة الأعلاف.
وفي تصريح لـSNRTnews، كشف أحمد إسماعيل، صاحب مزرعة لتربية وتسمين الأغنام، أنه تم تسجيل زيادة طفيفة في الإقبال هذه السنة مقارن بسابقتها. وبخصوص الأسعار، أوضح المتحدث ذاته أنها تتراوح بين 1300 و7500 درهم، حسب النوع، حيث يقدّر سعر الكيلوغرام الواحد بالنسبة للخروف من نوع "البركي" بـ 45 درهما، في حين يتراوح ثمن "الصردي" بين 50 و 52 درهما.
حرف عيد الأضحى
إلى جانب بيع الأغنام، التي تعتبر التجارة الرئيسية خلال عيد الأضحى، تبرز مهن مرتبطة بهذه المناسبة منها بيع علف الأغنام وسط شوارع وأزقة الأحياء الشعبية، وشحد السكاكين، والاتجار في الفحم والشوايات، وغيرها من لوازم العيد، إضافة إلى نقل الأضاحي، وحتى إيوائها في ما يعرف بـ"فنادق الخروف".
وبدورها تعرف تجارة التوابل رواجا كبيرا في هذه الفترة، حيث تحرص الأسر المغربية على اقتناء مختلف صنوفها لاستخدامها في تحضير وجبات خاصة، مثل "المروزية"، و"القديد" وهو تجفيف اللحم تحت أشعة الشمس، فضلا عن أكلات أخرى تختلف من منطقة إلى أخرى.
وتساهم هذه المهن الموسمية، التي تنتعش خلال هذه المناسبة بمختلف المدن المغربية، وفي الأحياء الشعبية خصوصا، في خلق نشاط تجاري يستغله بعض شباب لانتشالهم من حالة البطالة، حيث توفر لهم مورد رزق ولو بشكل مؤقت.
ويستمر النشاط التجاري المرتبط بهذه المناسبة، حتى بعد العيد، من خلال جلود الأضاحي، حيث يقوم تجار الجلود ببيعها إلى المدابغ لإعادة تدويرها وإدخالها في صناعة الملابس، أو السجاد، وغيرها، في إطار سلسلة من الرواج التجاري مرتبطة بقطاع الصناعة التقليدية، ويتراوح سعر جلد الخروف والماعز ما بين 15 و20 درهما، وجلد البقر ما بين 50 و80 درهما.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
اقتصاد